18 ديسمبر، 2024 6:44 م

حكاية عراقية

الوقت: الثانية من بعد ظهر يوم تموزي لاهب. والمشهد: رجل سبعيني يحاول الركض ليلحق بالباص المسرع بصعوبة ، جسده ضئيل وعرقه يتصبب منه كشلال عراقي طويل كطول معاناته. استجمع كل قواه فصعد ليجلس إلى جانبي، استعاد أنفاسه المفقودة، ومسح جبينه بقطعة قماش متهرئة، وأغمض عينيه متنهداً ودمعة تغالب الزمن كي لا تسقط… لكنها سقطت !! … اقرأ المزيد

زجاج مظلل.. ونتاج مضلل

انشغل بين الحين والآخر بقراءة كتب النظم وسياسات الملوك، ومواصفات الحاكم، وأسس نجاحه، في تراثنا العربي الإسلامي الزاخر. لكن وعلى كثير ما قرأت لم اجد شيئاً يربط بين سياسات الحكم، وبين تظليل سيارات المسؤولين والزعماء مثلاً بكونه يمثل احدى أساسيات الحكم المعاصرة… أو كما يظن ويقال. وعلى الرغم مما يبدو من سذاجة المحاولة تلك، إلا … اقرأ المزيد

الوطن الموازي!!

اكتب هذا العنوان مستأذناَ من المنشغلين والمهووسين بنظرية العالم الموازي، وتعدد الأكوان، ذلك اني لم اجد وصفاً ينطبق علينا اليوم من نظريتهم تلك المثيرة للاهتمام. فثمة وطن موازٍ لما نعيش فيه، انه ان شئت عالمين بين ظاهر وباطن، يحتاج فهمه إلى بعضٍ كثيرٍ من التأويل وفك الرموز والأسرار، قوامه تناقض حاد بين صورة يروج لها … اقرأ المزيد

توريط وطن!

يتفق الجميع على ان سياسة الترضية، والترقيع، والمداراة، لا تنتج حلاً منطقياً للمشاكل والأزمات، ولا توجد تحسناً في الواقع الراهن، فكيف الحال إذا كان النظام برمته يعاني الضعف والوهن؟ سيكون الأثر السلبي مضاعفاً دون شك. ولا يدرك البعض انه يساهم في ذلك بوعيِ أو دون وعي، حين يصطنع مشكلة وازمة جديدة تحت شعار وعنوان حل … اقرأ المزيد

منظرون وفرسان

في موقف مر بي مؤخراً، كنا أمام انجاز مطلوب منا في وقت ضيق وقصير للغاية، ومع اقتراب الوقت الممنوح من النفاذ بدأنا نطالع 3 اتجاهات من الأقوال، بين من يلومنا لبطئنا في العمل وتأخرنا، ومن يقترح الحلول المثالية البديلة التي لا مكان لها من التنفيذ العملي والواقعي، وكلاهما لم يقدما لنا شيئاَ يذكر، وبين من … اقرأ المزيد

نقاهة متأخرة

تصاب الأوطان والمجتمعات بالأمراض، مثلها مثل أي كائن حي، ولا اختلاف في ذلك. فإن التعرض لهبوب رياح الظلم مثلاً، او الوقوع في مستنقع الاستبداد، والتعرض لضغط الابادة القاسية، والمكوث عقوداً تحت وطأة غسيل المخ الذي يمحو كل ما هو جميل ويبقي شعارات التغني بالسلطان، ان كذلك لا ينتج إلا مجتمعات واهنة، واوطاناً مرتبكة، ورمال متحركة … اقرأ المزيد

اجتماع على مستوى (الكبة)!!

لم أجد بداً، والصبر قد بدأ بالنفاذ، والقلق قد زاد، من طول النزاع وعلو الصراخ، من الدعوة إلى اجتماع استثنائي يعيد الأمور إلى النصاب، لعله يكتمل النصاب! فكرت كثيراً كيف اجذب الفرقاء لهذا اللقاء، فلم أجد أفضل من المعدة سبيلاً، ولم اعرف افضل من (الكبة) طريقاً، ذلك اني اعلم ان جمع التناقضات لا بد ان … اقرأ المزيد

ترشيد الذاكرة

يوماً بعد آخر، يزداد ثقل الإنسان بما يحمله من هموم حياته، وأثقال يومه، فكيف إذا اضيفت إليها تراكمات قرون من الأحداث والتقييمات التي تكاد تتحول إلى سدود بوجهه كلما قرر ان يخطو خطوة إلى الأمام؟! وفي الوقت الذي يعمل البعض على استثمار وتوظيف ذاكرته لتكون سبباً للتقدم، ووسيلة للنهوض فيغدو الشاب منهم وقد حمل خبرة … اقرأ المزيد

قانون التدافع.. وصناعة البديل

تواجه المجتمعات والأمم والأوطان على حدٍ سواء، تحدٍ خطير للغاية، ويتمثل ذلك باشتداد طوفان التفاهة، وغلبته او يكاد على معاني الوعي والثقافة الرصينة والالتزام بإدراك قيمة العقل ومكانته في الحياة والإعمار والبناء. وإذا كانت هذه ظاهرة عالمية باتت اليوم تلمس بشكل كبير، وان قانون التدافع الحضاري ينطوي على تفهم لاستمرار حملات التشويه والتضليل والانحراف، فإن … اقرأ المزيد

معلومة أم تحليل؟!

إذا كانت المعلومة تدل على المعرفة والوعي، والإدراك بشيء محدد ما، فإن التحليل يمثل عملية تالية تكون هي مادتها الأساسية، وهي نتاج استخدام الإنسان لها في سبيل الوصول إلى فهم أدق وأشمل، وبما يجعلها أكثر فائدة وقدرة على التوظيف، وفي ذلك تتفاوت القدرات والإمكانيات الفردية. وهكذا، لا يمكن التعامل مع المفردتين بذات القيمة والمكانة والأهمية، … اقرأ المزيد

العمق.. أم الفاعلية؟!

منذ زمن بعيد، وسؤال النهضة والاستئناف بعد يشغل بال الكثير من المفكرين والفلاسفة الذين يقدمون بين الحين والآخر قراءتهم للأحداث، وتوقعاتهم للمستقبل، وقبلها تعليل التراجع والتدهور، مما يظل دون شك مدار حديث واهتمام. ولعل احدى الجوانب المتعلقة بهذا الموضوع، والتي تمنح المرء قدرة اكبر على التبّصر بالأمور ودراسة الواقع وتقديم خطوات العلاج بشكل أكثر إمكانية … اقرأ المزيد

تذويب جبل الجليد

تؤدي تراكم المشاكل والأزمات إلى تفاقمها وتعقيدها وصولاً إلى درجة استحالة معالجتها، مما يولد اليأس في نفوس الشعوب، ويجعلها تفقد الإيمان والثقة بإمكانية التغيير. والناس في ذلك مراتب، ولكنهم يتشابهون في عكس هذه القناعة المتزايدة مع غلبة الأزمة على سلوكياتهم وأقوالهم المتعددة في ظاهرها ولكنها الملتقية في باطنها بالإحساس المر بعدم وجود غدٍ مشرق كما … اقرأ المزيد

من ينقذ العراق.. وكيف؟!

أعيد طرح السؤال المتجدد كل حين.. فما زال يقض مضجعي، ويثير التأمل دوماً بخصوص مضمونه والاجابة عليه. وقطعاً ان تجديد السؤال فيه إشارة واضحة إلى ان ما قدمت من اجابات إما لم تكن وافية، أو انها قيدت بقيود شتى أفقدتها معناها وفاعلية تطبيقها، هذا ان كانت طبقت فعلاً، والجانب الأخير هو أشد وأكثر تأثيراً! وعلى … اقرأ المزيد

نظام هجينّ

يعرّف النظام الهجين بانه خلطة غير متجانسة من الافكار والمفاهيم والممارسات، وهو بالتالي لن ينتج شيئاً ذو نفع او يحقق البناء المطلوب، طالما إنه يحاول جمع المتناقضات في كيان واحدٍ قسراً، فيوجد ــ على عكس المبتغى ــ حالة هدم داخلية غير منظورة، كونه كان نتاجاً لالتقاءٍ غير علمي بين أطراف وأساليب لا يمكن لها ان … اقرأ المزيد

تكامل.. لا إزاحة

يتكرر الحديث دوماً عن صراع الأجيال، بين هيمنة القديم وتمرد الجديد، والذي يحضر بشكل مؤثر في الساحات السياسية والاكاديمية والمجتمعية وحتى العائلية. وينظر دوماَ لهذا الموضوع على أنه من عوامل تعويق التنمية، وتحديات النهضة المرجوة، وهناك بعض الصواب في ذلك دون شك، ولكن الذي اجده ان المسألة مرتبطة بشكل او بآخر بمنظورنا لها، ومدى تحقق … اقرأ المزيد

وللدستور.. رواقٌ في بغداد

تشرفت قبل أيام بحضور المؤتمر الماتع والنافع الذي أقامه مركز رواق بغداد للسياسات العامة، وبالتعاون مع المنظمة الدولية للديمقراطية والانتخابات، وحمل عنوان (دستور جمهورية العراق 2005؛ التقييم وبناء رؤية جديدة)، وكنت قبلها قد شاركت باعتزاز في عدد من جلساته الحوارية بهذا الخصوص. ورواق بغداد مركز بحثي واعد، له من مقومات النجاح الكثير، بدءاً من كادره … اقرأ المزيد

الصورة… جزئية!

يعود السيّاح من أماكن مختلفة وهم يحملون معهم تصوراً عن هذه الدولة أو تلك.. شكلها الخارجي، ونظام حياتها وادارتها، والأكثر أهمية تقييم واقع وطبيعة شعبها.. الخ ولكن قطعاً لا تمثل تلك التصورات إلا جزءاً يسيراً من الحقيقة، فالعيش لأيام بل وحتى لشهور داخل دولة ما لا يمنح صاحبها فهماً كاملاً عن حياتها ولا سيما ان … اقرأ المزيد

مذكرات عراقي… وسط الزحام!

نحن شعب مزدحم! وتلك مرتبة اجتماعية، وحالة نفسية قلما يدركها الناس.. واستطيع تعريفها بانها: (حالة لا شعورية تمر على المرء وهو وسط الازدحام تجعله لكثرة ما ذاق طعمه المرّ يزداد به تعلقاً، بل ويرتقي في مراتب علاقته به من (الصدمة – الاعتياد – المحبة – العشق).. وصولاً إلى التلاشي والذوبان. وهذه الحالة التي ربما يعجز … اقرأ المزيد