رحلة مع التكسي بأجر وأعصاب

حكى لي متذمّرًا كيف تخلّص من طيش سائق التكسي يوم استأجر سيارة أجرة للذهاب إلى عمله، وكيف بدأ السائق مستعجلًا منذ اللحظة الأولى، بالكاد رحّب به ثم انطلق بسرعة كأنّه في سباق يريد الفوز بالمركز الاول. خلال الطريق لم يلتزم بعدم التجاوز، لم يترك مسافة أمان ولم يخفّف سرعته عند المنعطفات بالشكل المطلوب. وعندما طالبه … اقرأ المزيد

تعداد القراءات للنص الأدبي

يعد اعتماد ثقافة الفرد ووعيه الناتج عن خلفيته الثقافية عنصران أساسيان في فهم النص الأدبي وتفكيكه، وايضا هو محاولات التوصل إلى مقاصده؛ فهذه الإمكانية بحد ذاتها تمثل نصًا إنتاجيًا آخر. فلكل قارئ رؤيته الخاصة، تبعًا لتوسع أفقه المعرفي وعمق ثقافته، غير أن هذا وحده لا يكفي ما لم يمتلك القدرة على فك رموز النص واستيعاب … اقرأ المزيد

زقاق السيد أخيرًا

(6) ( *) ريحٌ خفيفة تهبّ بلا اتجاه، أبواب الزقاق مفتوحة أكثر من العادة، وكل نافذة كأنها عينٌ تتلصص على الزمن. النجّار، وهو ينقل خشبة طويلة نحو الساحة، وقف فجأة. لم يكن الصوت عاديًّا. خوارٌ خافت ثم تَصدّع. تشققت أرض الساحة الترابية، بين بيت السيد وبيت النجّار، خرج منها بخارٌ أبيض، يتلوى ككائنٍ يتنفس. ركض … اقرأ المزيد

قصة قصيرة زقاق السيد

كان الزقاق ضيقًا، ملتفًا كندبةٍ على وجه المدينة، يمتد كذاكرةٍ لا ترغب في النسيان. البيوت متقاربة، كأنها تتناجى في الليل، أو تتحسّس خوفها. بيت البناء هو أولها، مصنوع من الطابوق. أحد أبنائه، صبيّ كثير الشجار، يصرخ في العابرين، ويرمي الحجارة على القطط، وكأنّ شيئًا غامضًا يأكله من الداخل. إلى جانبه، بيت النجار. نافذته مغلقة دائمًا. … اقرأ المزيد

رحلةُ الحُلْم

قصة قصيرة كان الجوُّ باردًا قليلًا، والنعاس يوشك أن يُطبِقَ جفنيّ. لا وقتَ للحُلم الآن، لكنّ الإرهاق قد نالَ من جسدي، والوهنُ تمدّدَ في مفاصلي كالماء البارد. اقتربت من السرير، ألقت بجسدها كمن يُسلم نفسه لريحٍ ناعمة، ثمّ غفت سريعًا. **** **** **** أصواتٌ متشابكة، بعضها غامض، وبعضها كأنّه قادمٌ من أعماق حلمٍ بعيد. استيقظت … اقرأ المزيد

ياحسين …. الأعوام والسنين كلها

ليست مجرد ذاكرة بل اختزال للتاريخ والرفض والمعاناة تتجدد يقظة وضمير. كيف لك أن تضيء من نعوم الأظافر، وتسري كما الساعات تدور وتعود؟ فأنت للوقت شريان حياة. ملاذاً للتحدي، يستلهم عطش الهمم والعزم، حيث تنبض الشجاعة دون توقف أو خوف أو رجف. وعداً للحق، يبقى صوتك يشق الآفاق ويمتزج بشجاعة أو نصر. هكذا تُبنى الشواهق … اقرأ المزيد

الطفل المشاكس جدًّا

الساعة الواحدة بعد منتصف الليل. دخلتُ إلى “الصالة” متجهًا إلى غرفتي، وإذا بمهدي يتبعني. سبقني إلى الغرفة، وحين دخل، لمح القدح الزجاجي بطرف عينه. ارتسمت على وجهه علامات الفرح والسرور، وحاول أن يمدّ يده أو يدفع بعض جسده ليمسك بالقدح، فرِحًا منتشيًا، كأنه يعثر على فريسته. وبسرعة فائقة لا تُصدَّق، أمسك بضالّته، ثم أسقط القدح … اقرأ المزيد