خاص : ترجمة – بوسي محمد :
في ظهور هو الأكثر جرأة، لفتاة تنتمي لمجتمع محافظ، أطلت من جديد الفتاة الإيزيدية العراقية “نادية مراد” للأضواء، لتذكر منظمات حقوق الإنسان والمعنيين بالقضاء على الإرهاب، بقصتها المأساوية التي عاشتها في قبضة التنظيم “داعش”.
شاركت “مراد” مأساتها في كتاب جديد بعنوان: (الفتاة الأخيرة: قصتي مع تنظيم القاعدة الإرهابي داعش)، تكشف فيه كيف تم تمريرها من قبل الإرهابيين قبل أن تهرب، وكيف تم بيعها كـ”عبد جنسي”.
تم الاحتفاظ بالصغيرات لأغراض جنسية..
بدأت القصة في العام 2014، كانت واحدة من حوالي 7000 امرأة وفتاة استولي عليهم المقاتلون السنيون المتشددون، الذين ينظرون إلى الإيزيديين كـ”عبدة للشيطان”، وكان التنظيم الإرهابي قد اختطف “نادية” وأكثر من 150 امرأة إيزيدية أخرى واقتادهن إلى الموصل، معقله في العراق.
كانت تبلغ من العمر حينها 21 عاماً، تقطن في قرية شمال العراق مع عائلتها، وسط أجواء متوترة غير مستقرة مع جيرانهم المسلمين، وذات ليلة انقض تنظيم “داعش” على بلدتها، وقاموا بتنفيذ إبادة جماعية في قريتها، التي قتل فيها أكثر من 700 رجل في ساعة واحدة، ومن بينهم خمسة من أشقائها الثمانية ووالدتها، وقاموا باحتجاز الفتيات الصغيرات لأغراض الجنس.
أشارت “مراد” إلى صحيفة (ديلي ميل) البريطانية، أنها روت قصتها مراراً وتكراراً للجهات المسؤولة، وأمام مجلس الأمن الدولي، لافتة إلى أن الهدف التي تسعى إليه من خلال قصتها هو المطالبة بالقضاء على “داعش” نهائياً.
وقالت أنها قامت بكتابة تفاصيل الحياة المأساوية التي عاشتها في قبضة التنظيم، في كتاب حتى يتثنى للأخرين الإطلاع عليها في أي وقت.
وأضافت: “قصتي هي أفضل سلاح لديَ ضد الإرهاب، وأعتزم على استخدامه حتى يتم وضع هؤلاء الإرهابيين للمحاكمة”.
ويقدر المحققون في الأمم المتحدة أن أكثر من 5000 من الإيزيديين تم ذبحهم في هجوم عام 2014، وقال خبراء الأمم المتحدة إن الدولة الإسلامية أرتكبت إبادة جماعية ضد الإيزيديين في سوريا والعراق.
في أيلول/سبتمبر الماضي، وافق مجلس الأمن الدولي على إنشاء فريق تحقيق لجمع وحفظ وتخزين الأدلة في العراق عن أعمال الدولة الإسلامية.
وتقوم المحامية الدولية لحقوق الإنسان “أمل كلوني”، التي تمثل “مراد” وكتبت مقدمة كتاب (الفتاة الأخيرة)، وطالبت بضرورة محاكمة الجماعة الإسلامية من خلال المحكمة الجنائية الدولية.
بداية القصة..
أختطفت “مراد” في سن 21 من قرية “كوشو” بالقرب من “سنجار”، وهي منطقة موطن لحوالي 400.000 إيزيدي.
وكتبت في كتابها: “كان بإمكان جيراننا السنة أن يأتوا إلينا لمساعدتنا، لكنهم لم يفعلوا ذلك”.
وتحدثت “نادية” عن بعض تفاصيل مأساتها، قائلة: “تم إستعبادي وبيعي وتأجيري لعشرات المرات في الموصل، والحمدانية لمدة ثلاثة أشهر”.
وتابعت، أن “داعش” اقتادوها مع نساء أخريات وأطفال من المدرسة إلى منطقة أخرى، تم ملامستهن بطريقة تخدش الحياء.
وقالت إنه تم إحتجازها في مبنى مع عدد كبير من النساء الإيزيديات؛ والأطفال الذين كان يقدمهم “داعش” كـ”هدايا” للحرس، وكأنهم وجبة عشاء قبل النوم.
انتهاكات وصراخ وسط مجتمع أبكم وأصم..
وسط الأحرف والكلمات تصدمك عبارة في كتابها، تقول: “في مرحلة ما، تتحول حياتك الطبيعية وروتينك اليومي لإغتصاب ليل نهار”، هذه الكلمات البسيطة تحمل في طياتها كم العذاب والشقاء الذي عاشته “نادية”.
ثم ترجع تبكيك مرة أخرى بتفاصيل مأساوية جديدة في كتابها، تقول أنها تم صفعها من قبل “الحاج سلمان”، وقام بجلدها، وبعد ذلك آمر الحرس، الذي كان عددهم ستة رجال، باغتصابها وهي فاقدة الوعي، وفي صباح اليوم التالي تم إغتصابها على يد ستة رجال آخرين.
وسردت الشابة الأيزيدية في مذكراتها كيف أرغمها رجل على أرتداء ملابس غير محتشمة، ووضع مساحيق التجميل ثم أغتصبها، مضيفة أن مشاهد إجهاض النساء وأغتصاب القاصرات وفصل الأطفال الرضع عن أمهاتهم، لم تمح من مخيلتها.
وتروي “مراد” بالتفصيل كيف حاولت الهرب من خلال إرتداء العباءة، وغطاء الرأس الذي ترتديه النساء المسلمات المتشددين، والزحف خارج النافذة.
وتعتبر “مراد” نفسها محظوظة، لأن الغرباء الذين وجدتهم في الموصل ساعدونها على الهروب إلى مخيم للاجئين.
وتقول “مراد” في مذكرتها، إنها تريد رؤية الإيزيديين في الأسر المفرج عنهم، وإعادة توطين الناجين، وإزالة الألغام الأرضية في منطقة “سنجار” ومحاكمة “داعش”.
وقالت، أنها تريد أن تكون آخر فتاة في العالم تعرضت للإغتصاب من قبل وحوش “داعش”.
وقالت الصحيفة البريطانية، أن “نادية مراد” تعيش الآن في ألمانيا حيثُ تعالج من الآثار النفسية والجسدية التي أصيبت بها جراء انتهاكات تنظيم “داعش” الإرهابي، وأصبحت ناشطة بالنيابة عن المجتمع الأيزيدي. وفي هذا العام أصبحت سفيراً للنوايا الحسنة لدى الأمم المتحدة لكرامة الناجين من الإتجار بالبشر.