“وطن آمروز” : تصريحات “فائزة هاشمي” .. تكشف الطابور الخامس داخل تيار “روحاني” !

“وطن آمروز” : تصريحات “فائزة هاشمي” .. تكشف الطابور الخامس داخل تيار “روحاني” !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

ما أعلنته بوضوح، “فائزة هاشمي”، في ذكرى وفاة والدها السنوية، من أنها كانت تود فوز “دونالد ترامب”، في انتخابات 2020م، حتى يستمر في الضغط على “طهران”، ومن ثم تراجع النظام الإيراني إزاء مطالب الإدارة الأميركية، إنما هو ترجمة حقيقية وواضحة عن مفهوم “عدم الوطنية”.

ويتعلل وضيع مثل، “أمير عباس فخرآور” أو “معصومة علي نجاد”، وفلول “النظام البهلوي”، في تبرير دعم وتأييد “دونالد ترامب”، بمثل ما قالت “فائزة”، أي الضغط الأميركي، والعقوبات الجائرة وغير الإنسانية، ومحنة الشعب الإيراني. بحسب كلمات صحيفة (وطن آمروز) الإيرانية الأصولية.

تيار نافذ في الدولة..

إن تصريحات ابنة المرحوم، “هاشمي رفسنجاني”، وإن كانت تنشر رائحة الخيانة السيئة، لكن يجب أن ننظر للموضوع بشكل مختلف قليلاً، بحيث نكشف من خلال صراحتها في عرض رؤاها غير الوطنية، ماهية تيار نافذ في الدولة؛ قلما نتغاضي عن مواقفه.

ذلك أن “فائزة”؛ من أعضاء الهيئة التأسيسية وأعضاء اللجنة المركزية بحزب والداها أي، (كوادر البناء)، المعروف بدعم حكومة “حسن ورحاني”.

وكان هذا التيار السياسي قد نجح، في انتخابات العام 2013م، بشعار إلغاء العقوبات. أي أن “العقوبات الأميركية” الجائرة ضد الشعب الإيراني، كانت نرد فوز مرشح هذا التيار، (أي حسن روحاني)، وكانت هذه الحكومة تناور، خلال السنوات الثماني الماضية، بخصوص موضوع العقوبات والمفاوضات مع الحكومات الأوروبية والأميركية؛ بشأن إلغاء العقوبات.

وهذا الموقف أو رغبة حكومة هذا التيار؛ للتفاوض مع “أميركا” بخصوص العقوبات، لم يقتصر على حكومة “باراك أوباما” فقط، لأن هذا التيار دعا إلى التفاوض بعد وصول “دونالد ترامب” إلى السلطة. ورغم انسحاب الأخير من “الاتفاق النووي”، لم تلتزم حكومة “روحاني”، وتياره السياسي، بـ”الاتفاق النووي” فقط، وإنما بذلت كل مساعيها للتفاوض مع “ترامب”، وحتى في اللحظات التي فرض فيها أشد العقوبات على “إيران”، كتب بعض من أبرز وجوه هذه التيار رسالة تطالبه بالتراجع وعدم التمادي والتفاوض مع “ترامب”.

وسوف يظل إيفاد مبعوث “ترامب”، الياباني، إلى “إيران”، وولع هذا التيار في إبراز الإرادة إلى، “شينزو آبي”، خالدة في الأذهان.

وتعليل هذا الإنبطاح؛ بالرغبة في إلغاء العقوبات وتحسين الأوضاع المعيشية. بحسب ما تراه الصحيفة الإيرانية.

أداة داخلية لتغيير سياسات “طهران”..

لكن تصريحات “فائزة هاشمي”، والتي تعتبر من المصادر المطلعة في هذا التيار، تثبت طبيعة ميل هذا التيار السياسي للتفاوض مع “ترامب”، وأنها لم تتعلق يومًا بالعمل على إلغاء العقوبات، وإنما التعامل مع العقوبات والضغوط الخارجية كأداة في تغيير سياسات “الجمهورية الإيرانية”.

وتصريحات “فائزة”، تؤكد بدقة هذه المسألة، وهي تقول: “قلت قبلاً أني أحببت انتخاب السيد، ترامب، لأجل إيران، لكن لو أنني أميركية لما انتخبته”.

وفي معرض إجابتها عن الدوافع؛ قالت: “بسبب الضغوط التي يفرضها على إيران، فقد تؤدي بالنهاية إلى تغيير في السياسات. وكلما أراد الشعب الإصلاح يقومون بقمعهم. لكن لو استمرت ضغوط، ترامب، كنا سنُضطر بالنهاية إلى تغيير سياساتنا بشكل يصب بالتأكيد في مصلحة الشعب. لكن صعود الديمقراطيين يدعم موقفنا الخاطيء !!”.

وهذه التصريحات الواضحة تثبت أن الجزء الرئيس من التيار الإصلاحي وأنصار الحكومة؛ كان يميل لإعادة انتخاب “ترامب”؛ لما في ذلك من استمرار للضغوط على الشعب الإيراني، وتصور أن تشديد الضغوط قد يجبر “الجمهورية الإيرانية” على تغيير سياساتها في الحوزات السياسية.

وهي نفس المطالب التي كان يطرحها، خلال السنوات الماضية، تيار الإطاحة بزعامة “مايك بومبيو”، وزير الخارجية الأميركي.

وتنطوي تصريحات “فائزة”، على بُعد آخر يتعلق بأسباب دعم هذا التيار الأعمى لـ”الاتفاق النووي”. ذلك أن هذا التيار يعتبر “الاتفاق النووي”؛ أداة للضغط على “إيران” وكسب المزيد من الإمتيازات السياسية لصالح التيار.

بعبارة أخرى، رغم أن الاتفاق كان خسارة محضة للشعب الإيراني وضاعف من الضغوط الاقتصادية والمعيشية للإيرانيين، إلا أنه كان مطلب هذا التيار؛ لأنه ببساطة يدعم موقف “أميركا” في مواجهة “إيران”. وعليه فإن انسحاب “ترامب”، من الاتفاق؛ ودخول الإدارة الأميركية دائرة تشديد الضغوط على “إيران”؛ كان محل ترحيب من هذا التيار، ولذلك ضربوا طبول التفاوض مع “ترامب” بذريعة إلغاء العقوبات.

لقد عقدت “فائزة” بصدق؛ مصيرها والتيار الإصلاحي، بـ”دونالد ترامب”، بينما يتجه إلى مزبلة التاريخ، وكشفت للإيرانيين المزيد عن ماهيتها وأنصار والدها والتيار الإصلاحي. على حد تعبير الصحيفة الإيرانية.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة