خاص : كتبت – نشوى الحفني :
في خطوة نحو التهدئة وفك الحصار القاتل على “غزة”، وفي استجابة للمقترح المصري، ووسط تصعيد متبادل على الحدود بين الجانبين، وافقت “حركة حماس” الفلسطينية على هدنة مع “إسرائيل” لمدة خمس سنوات، موضحة أن هذه الهدنة تشمل تخفيف الحصار عن “قطاع غزة” وعقد صفقة تبادل أسرى، حيث قالت مصادر فلسطينية، مطلعة مقربة من “حركة حماس” لصحيفة (القدس) المحلية، أن الحركة ستبلغ المسؤولين في “جهاز المخابرات المصرية” و”نيكولاي ميلادينوف”، مبعوث الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، بموافقتها على مقترح الهدنة مع “إسرائيل”.
ونقلاً عن المصادر الفلسطينية المطلعة، فإن المكتب السياسي لـ”حماس”؛ بالتوافق مع قيادة المجلس العسكري لـ”كتائب القسام”، الجناح العسكري لـ”حماس”، توصلا لصيغة سيتم نقلها إلى الأطراف المعنية ممثلةً بـ”مصر” و”المبعوث الأممي” بشأن الهدنة.
شروط قبول الهدنة..
وأشارت المصادر إلى أن تلك الهدنة ستكون مقابل فتح المعابر واستخدام “معبر رفح” لإدخال البضائع وليس لحركة الأفراد فقط، وإجراء ترتيبات تتعلق بتوسيع كامل لمساحة الصيد بما يصل إلى 12 ميلاً في العامين المقبلين.
ولفتت المصادر إلى أن هذه المدة الزمنية، من إرساء الهدوء، ستشمل التوصّل لاتفاق بشأن صفقة تبادل تضمن في البداية تنفيذ شروط “حماس” بإطلاق سراح جميع معتقلي “صفقة شاليط”، الذين أعيد اعتقالهم، ومن ثم الخوض في مفاوضات على مراحل يتم منها في البداية الكشف عن مصير الجنود إن كانوا أحياء أو عبارة عن جثث، ومن ثم الخوض في المفاوضات.
القرار بيد “حركة حماس”..
قال وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي، “تساحي هنغابي”، إن قرار التصعيد أو التهدئة بيد قادة حركة “حماس”.
ونقلت (القناة العاشرة) الإسرائيلية؛ على لسان وزير التعاون الإقليمي، “تساحي هنغابي”، مساء الأربعاء 8 آب/أغسطس 2018، أن قرار التصعيد أو التهدئة بيد قادة حركة “حماس”، وأن “حماس” يمكنها جرجرة “قطاع غزة” إلى الهاوية، وصبر “إسرائيل” تجاهها نفد.
يشار إلى أن وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، “غلعاد إردان”، قال، صباح الأربعاء، إنه من المحتمل أن يكون هناك “مسارات سرية” للتوصل إلى اتفاق مع حركة “حماس”.
وفي حديثه عن إمكانية التسوية مع “قطاع غزة”، قال “إردان”: إن “سياستنا تقضي بأنه يجب أن يكون هناك رد قوي وجدي على كل خرق للسيادة، وكل عملية إرهابية تنطلق من قطاع غزة بإتجاه المواطنين في إسرائيل”، على حد تعبيره.
وأضاف أنه بالتوازي مع ذلك يتم فحص إمكانية التوصل إلى تسوية وتهدئة، مشيرًا إلى أن “إسرائيل ترفض الموافقة على إعادة إعمار، بعيدة المدى، لقطاع غزة دون حل قضية الجنود والمواطنين، (الأسرى في قطاع غزة)، إضافة إلى منع تعزيز قوة حركة حماس”.
توتر على الحدود منذ آذار..
وتشهد الحدود بين “قطاع غزة” و”إسرائيل” توترًا كبيرًا، منذ إنطلاق “مسيرات العودة” الفلسطينية في 30 آذار/مارس الماضي، على طول الشريط الحدودي، حيث قتل 142 فلسطينيًا وأصيب أكثر من 16 ألفًا برصاص الجيش الإسرائيلي، كما شهد “قطاع غزة” غارات إسرائيلية مكثفة.
وتقول “إسرائيل” إن غاراتها على القطاع تأتي ردًا على إطلاق البالونات الحارقة من داخل القطاع، التي تسببت في اشتعال مئات الدونمات، (الدونم ألف متر مربع)، من الأراضي الزراعية.
تهتم بالتهدئة ولكنها مستعدة للتصعيد..
ويسري في الجيش الإسرائيلي إعتقاد كبير بأن حركة “حماس” معنية بالتهدئة مع إسرائيل، لكنها مستعدة للتصعيد في أية لحظة، ولديها استعداد كبير لأية مواجهة عسكرية.
وقد أوضحت صحيفة (معاريف) العبرية، أن الجيش الإسرائيلي يرى في “حماس” اهتمامها بالتهدئة في “قطاع غزة”، لكنها في الوقت نفسه، تتمسك بالاستعداد لأية مواجهة عسكرية معه، وبأن التهدئة لن تكون طويلة المدى.
وذكرت الصحيفة الإسرائيلية أن حركة “حماس” تحاول التوصل لاتفاق تهدئة يحافظ على الوضع في “قطاع غزة”، ولكن “إسرائيل” ترغب من جانبها بالعودة إلى فترة الهدوء التي سبقت إندلاع مسيرات العودة، والتي إنطلقت، في الثلاثين من آذار/مارس من العام الجاري.
تريد إنزال “حماس” من الشجرة..
وأكدت الصحيفة العبرية أن “إسرائيل” تريد وقف إطلاق “بالونات الهيليوم” الحارقة والطائرات الورقية المشتعلة، قبل الشروع في أية مفاوضات، وبأن هناك أصوات في اليمين الإسرائيلي تنادي بإنزال “حماس” من الشجرة.
وأشارت (معاريف) إلى أن “الكابينيت” الإسرائيلي بحث الوضع في “قطاع غزة” لمدة خمس ساعات كاملة، يوم الأحد الماضي، خاصة الوضع العسكري واحتمال إندلاع حرب في القطاع من عدمه، ومناقشة الخطة السنوية المفترضة بيد الجيش الإسرائيلي تجاه “غزة”.
تزامن هذا الاجتماع المهم للمجلس الوزاري المصغر، “الكابينيت”، مع تصريح الجنرال، “أهارون زئيفي فركش”، رئيس جهاز المخابرات العسكرية السابق، الذي قال إنه لا يجب أن تتضمن بنود التهدئة في “غزة” عودة الأسرى الإسرائيليين الأربعة، وليس لإسرائيل نوايا إستراتيجية للحل في القطاع.
مباحثات اتفاق التهدئة..
بعيد الإنتهاء من الاجتماع المهم لـ”الكابينيت”، أعلنت (القناة العاشرة) الإسرائيلية، مساء الثلاثاء، عن نية “المجلس الوزاري” عقد اجتماع آخر، اليوم الخميس، لمناقشة الجهود الرامية إلى التوصل لاتفاق تهدئة مع “غزة”.
وكان “الكابينيت” الإسرائيلي قد إنعقد للغرض نفسه، يوم الأحد الماضي، دون الإفصاح عن معلومات أو نتائج الاجتماع؛ الذي بحث عرض مبعوث الأمم المتحدة للسلام إلى الشرق الأوسط، “نيكولاي ميلادينوف”، و”مصر” للتوصل إلى اتفاق تهدئة في “قطاع غزة”.
وذكر “زئيف ألكين”، وزير الإستيعاب والهجرة وشؤون القدس، أن ملف التهدئة لم يطرح على جدول أعمال “الكابينيت” الذي التأم الأحد الماضي.
وكانت (القناة العاشرة) العبرية قد كتبت على موقعها الإلكتروني؛ أن إسرائيل تراجعت عمليًا عن وعودها للجانب المصري، وتريد الآن الحصول على معلومات عن جنودها الأسرى لدى “حماس”، مقابل فتح “معبر كرم أبوسالم”، وتوسيع مساحة الصيد في “قطاع غزة”.
الوفد سيزور القاهرة..
في السياق نفسه؛ قال “إسماعيل هنية”، رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، أنه التقى بقيادات الحركة، وأوضح لهم أن وفد “حماس” سيغادر إلى “مصر” لمناقشة ملف المصالحة مع “فتح”، ومناقشة تحسين الأحوال الاجتماعية لـ”غزة”، ووقف النار مع “إسرائيل”، في حال الدخول في هدنة مع “تل أبيب”، أو البحث عن سبل مواجهة أي هجوم إسرائيلي على القطاع.
رغم الضغوط عليها.. “حماس” ستحقق مكاسب..
وتعليقًا على مجريات الأمور؛ قال الدكتور “طارق فهمي”، أستاذ العلوم السياسية ورئيس وحدة إسرائيل بالمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، إن حركة “حماس” تتعرض لضغوط سواء على مستوى علاقاتها بالفصائل الفلسطينية الداخلية وترتيب الأولويات في هذا التوقيت، مشيرًا إلى وجود مساعي لحركة “حماس” لتوظيف ملف تبادل الأسرى، وتثبيت الهدنة والحصول على مكاسب جديدة واستثمار المكاسب داخل القطاع.
وأوضح أن هناك مكاسب ستتحقق لحركة “حماس” في حالة نجاح فك الحصار عن “قطاع غزة” والعودة لما كان عليه الوضع في عام 2007، مما سيعيد حضورها داخل المشهد السياسي، مضيفًا: أن “ملف رفع الحصار له الأولوية، ولذلك يسعى الطرفان، الإسرائيلي وحماس، لتحسين شروط التفاوض”.