فيما استقال وزير الزراعة العراقي احتجاجا على قتل قوات الامن لمتظاهرين في الموصل اليوم فقد طالب النجيفي والصدر بتحقيق برلماني عاجل في الحادث الذي راح ضحيته متظاهران واصابة 6 اخرين برصاص الشرطة بينما شهدت 7 محافظات تظاهرات واعتصامات جديدة تأكيدا لمطالب المحتجين فيها حيث دعا خطباء الجمعة الى استقالة الوزراء والمسؤولين السنة بينما تم الغاء صلاة الجمعة في جامع ابي حنيفة النعمان ببغداد بسبب حصار القوات الامنية .
واعلن وزير الزراعة العراقي القيادي في القائمة العراقية عز الدين الدولة استقالته من منصبه احتجاجا على قتل قوات الامن لمتظاهرين في مدينة الموصل الشمالية ثالث مدن العراق التي يقطنها ثلاثة ملايين نسمة. وقال الدولة خلال مؤتمر صحافي عقده في الموصل بمشاركة محافظها اثيل النجيفي ورئيس مجلس النواب اسامة النجيفي ان استقالته تأتي احتجاجاً على قمع المتظاهرين وعدم تلبية مطالبهم المشروعة مشددا على تضامن وزراء القئمة العراقية ونوابها الكامل مع مطالب المتظاهرين.
وتأتي استقالة وزير الزراعة هذه بعد اسبوع واحد من اعلان القيادي في العراقية وزير المالية رافع العيساوي الجمعة الماضي استقالته من منصبه تضامنا مع المحتجين في الانبار.
اما رئيس البرلمان أسامة النجيفي فقد وصف خلال المؤتمر الصحافي نفسه تصرفات الحكومة بأنها ”ممارسات طائفية بامتياز” واعتبر منع الصلاة في جامع أبي حنيفة النعمان بمنطقة الاعظمية السنية في بغداد واستخدام السلاح ضد المتظاهرين في الموصل وقبلها في الفلوجة “جريمة منظمة” .. وطالب القضاء والادعاء العام ومجلس النواب بالتحقيق فورا بحادثة إطلاق النار على المتظاهرين . و دعا وزارء القائمة العراقية السبعة إلى الانسحاب فورا من الحكومة والاعتكاف في المعارضة البرلمانية.. مشددا على ان البلاد باتت على مفترق طرق خطير بسبب “ممارسات الحكومة”.
ومن جهته اعتبر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر “الاعتداء على المتظاهرين والمعتصمين العزل المطالبين بما يروه حقوقهم أمر حرام وممنوع”. واكد في بيان اليوم حصلت “ايلاف” على نسخة منه ”ان ما حصل في الموصل اليوم لابد من الوقوف عنده بعد شبه واستنكاره”.. ودعا الى ” فتح تحقيق داخل قبة البرلمان بعد استدعاء من كان خلف ذلك الاعتداء السافر” . وطالب مجلس النواب “بإرسال وفد برلماني محايد من اجل الوقوف على حال المتظاهرين والاطلاع على مطالبهم ومواقفهم وحقيقة الاعتداء عليهم” . وناشد الصدر المتظاهرين بضرورة ترك ما اسماها بالاساليب القبيحة مثل “التهديد او الاستغاثة بمن هو خلف أسوار البلد وعدم فتح قضايا طائفية” مؤكدا في الوقت نفسه الوقوف معهم ومساندتهم اذا التزموا بذلك واذا لم يلتزموا فقد عبر عن خشيته من فتنة طائفية قائلا “ان لم يلتزموا فأخشى ان تكون تظاهراتهم بابا للصدام الطائفي وهذا ما لا ندعم البتة”.
وكان خطباء في المعتصمن قد ناشدوا مؤخرا رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان نجدتهم والوقوف معهم ومساعدتهم على تحقيق مطالبهم.
أول اعتراف رسمي بمسؤولية قوة مكافحة الشغب بقتل المتظاهرين
وفي اول اعتراف رسمي بمسؤولية قوات كافحة الشغب بقتل المتظاهرن فقد حمل قائد قوات الشرطة الاتحادية بالموصل اللواء مهدي الغراوي هذه القوات مسؤولية إطلاق النار على المتظاهرين في ساحة الأحرار.. وقال الغراوي إن “قوات مكافحة الشغب التابعة لشرطة نينوى هي من يتحمل مسؤولية إطلاق النار على المتظاهرين في ساحة الأحرار بالموصل”، مؤكدا “قواتنا لم تطلق النار”. واشار الغراوي في تصريح نقلت وكالة “المدى بريس أنه “لم يعرف لحد الآن كيفية وقوع إطلاق النار وهناك تحقيق يجري بالموضوع حاليا”، لافتا إلى أن “الحصيلة للحادث بلغت قتيل وأربعة جرحى جميعهم من المعتصمين”.
وفي وقت سابق اليوم قالت مصادر عراقية ان القوات الامنية اطلقت النار على متظاهرين في ساحة الاحرار وسط مدينة الموصل (375 كم شمال بغداد) الامر الذي ادى الى مصرع اثنين من المتظاهرين واصابة ستة اخرين منهم . واوضحت ان الحادث وقع لدى اعتقال القوات الامنية لاحد المتظاهرين بعد انتهاء الصلاة الموحدة الامر الذي تسبب في نشوب شجار بين المتظاهرين والقوات التي اطلقت النار بأتجاه المعتصمين الذين رموها بالحجارة. وتسود مدينة الموصل وخاصة بين المحتجين حالة من الغضب والاستياء يخشى ان تقود الى توسع المواجهات مع القوات الامنية. ويأتي هذا الحادث بعد اسابيع من مواجهات مماثلة وقعت بين القوات الامنية والمحتجين في مدينة الفلوجة الغربية سقط اثرها سبعة قتلى بين المعتصمين واثنين من الجنود.
ومن جهتهم هدد معتصمو ساحة الأحرار في الموصل بثورة عارمة ردا قيام قوة من الجيش العراقي باعتقال احد وجهاء عشائر الجبور من المؤيدين للتظاهرات من داخل موقع الاعتصام وطالبوا بإطلاق سراحه خلال 24 ساعة منددين بـ”الإجراءات التي تقوم بها القوات الأمنية ضد المتظاهرين”. وقال رئيس اللجان التنسيقية لمتظاهري ساحة الأحرار بالموصل حمد سلمان إن “قوات الجيش العراقي اعتقلت، صباح اليوم، الشيخ حسين العبيد احد وجهاء عشائر جبور من داخل ساحة الأحرار، وسط الموصل” .