15 نوفمبر، 2024 7:17 م
Search
Close this search box.

هل يؤدي تراجع أرباح الـ”فيس بوك” إلى كارثة ؟

هل يؤدي تراجع أرباح الـ”فيس بوك” إلى كارثة ؟

خاص : ترجمة – بوسي محمد :

خسرت شركة الـ”فيس بوك” ما يقارب 118 مليار دولار من القيمة السوقية لها بعد أنباء عن تباطؤ النمو وارتفاع التكاليف، ويرجع السبب في هذا إلى فضحية شركة “كامبريدغ أناليتيكا” للاستشارات السياسية، في الحصول على معلومات شخصية لما يقدر بنحو 87 مليونًا من مستخدمي شبكة التواصل الاجتماعي بطريقة غير مشروعة، ما أفقد ثقة المستخدمين فيها، ومن هنا يطرح تساؤلاً: هل تراجع أرباح الـ”فيس بوك” من الممكن أن يؤدي إلى كارثة ؟”.

وكان سعر سهم الـ”فيس بوك” قد انخفض بنسبة 20%، هذا الأسبوع، بعد أن كشفت الأرباح الفصلية الأخيرة للشركة عن نمو المستخدم في الأسواق الرئيسة وارتفاع التكاليف المرتبطة بمعالجة التضليل والتدخل في الانتخابات وقضايا الخصوصية.

وحسبما أوردت صحيفة (الغارديان) البريطانية، تم القضاء على أكثر من 118 مليار دولار من القيمة السوقية للشركة، وحققت ثروة “مارك زوكربيرغ” 16 مليار دولار، بعد أن أعلنت الشركة عن نتائجها المالية للربع الثاني من عام 2018، وهو أول ربع كامل للشركة منذ إنتهاء فضيحة “كامبريدغ أناليتيكا”.

ما مدى سوء الشبكة الاجتماعية ؟.. ولماذا يحدث هذا ؟

يبدو أن المشكلة الأساسية تكمن في تباطؤ نمو الإيرادات، الذي يغذيه ركود قاعدة المستخدمين في “أوروبا” و”الولايات المتحدة”، حيث يستغل الـ”فيس بوك” الجزء الأكبر من عائدات الإعلانات.

خلال مكاسب الأرباح، كشفت الشركة أن النمو سيستمر في التباطؤ خلال النصف الثاني من عام 2018، وهي المرة الأولى التي يتحول فيها نشاط الشركة من “النمو المفرط” إلى “نمو مرتفع” فقط.

وقال المدير المالي للشركة “ديفيد واينر”: “نتوقع أن تنخفض معدلات نمو إيراداتنا بمعدل أقل من الأرقام السابقة في الربعين الثالث والرابع من العام”.

وتابع: “عادة ما يكون التقدم بطيئًا من النمو المفرط إلى النمو فقط”.

وقال المحلل، “جين مونستر”، من مكتب “لوب فنتشرز”: “تراجع أسهم الـ (فيس بوك) يعكس فقدان ثقة المستخدمين للشركة، التي تهاونت في حماية خصوصية مستخدميها”.

وبسؤال “مونستر”: هل مشاكل الخصوصية المحددة في فضيحة “كامبريدغ Analytica” هي السبب الرئيس وراء تراجع أسهم الشركة ؟

قال: “إلى حد ما، الـ (فيس بوك) وقع مؤخرًا في أخطاء عديدة كادت أن تفقد ثقة مستخدميه فيه، منها تورطه في التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2016، واتهامه بنشر المعلومات الخاطئة والمضللة، بجانب مشكلات الخصوصية، فلا شك أن كل هذا ساهم بشكل رئيس في تراجع أسهم الـ (فيس بوك)”.

وأضاف “مونستر”: “جاءت ممارسات الخصوصية في (فيس بوك) تحت المجهر بعد أن كشفت “أوبزرفر”، في آذار/مارس، عن فضيحة شركة البيانات “Cambridge Analytica” التي حصلت بشكل غير لائق على عشرات الملايين من بيانات المستخدمين دون إذن منهم”.

وفي سياق متصل؛ قالت “لينيت لونا”، المحلل الرئيس في شركة “غلوبال داتا”، أنه بالإضافة إلى تباطؤ النمو والدعاية السيئة خلال الأشهر الـ 18 الماضية، كان نظام حماية البيانات العام لأوروبا عاملاً مهمًا، مما ساهم في انخفاض عدد مستخدمي الـ”فيس بوك” بمقدار 3 ملايين مستخدم بين الربع الأول والربع الثاني.

وقالت: “يعتبر هذا بالطبع شيء مؤسف، فقد شهدت الـ”فيس بوك” أكبر انخفاض في يوم واحد من القيمة السوقية للشركة، حيث انخفض من مستوى قياسي بلغ 619 مليار دولار، يوم الأربعاء، إلى 501 مليار دولار في بداية التداول، يوم الخميس.. ومع ذلك؛ لا يزال تقييم الشركة أعلى مما كان عليه بعد أن أكدت لجنة التجارة الفيدرالية الأميركية أنها تحقق في الشركة بشأن ممارسات الخصوصية الخاصة بها بعد الكشف عن فضيحة كامبريدغ أناليتيكا”.

ماذا يعني هذا لموظفي الـ”فيس بوك” ؟

هناك مشكلة لم تتم مناقشتها على الإطلاق في الـ”فيس بوك”، ألا وهي تأثير انخفاض أسعار الأسهم على الموظفين.

وأكدت الصحيفة البريطانية، أنه بالرغم من سلسلة الفضائح التي أعقبت انتخابات الرئاسة الأميركية لعام 2016، لازال يحصل معظم موظفي الـ”فيس بوك” على جزء كبير من إجمالي التعويضات في الأسهم حتى الآن، ولازالت تحتفظ الشركة بالموظفين المخلصين.

وقال “روغر ماكنامي”، أحد مستشاري الـ”فيس بوك” الأوائل ومنتقدًا صريحًا للمنصة: “إذا كان هناك إدراك بأن سعر السهم لن يكون إيجابيًا كقوة لإجمالي التعويضات، فقد يكون لذلك تأثير عميق على الـ (فيس بوك)”.

وقال “ماكنامي” إن ارتفاع سعر سهم الشركة جعل الموظفين مستعدين للتغاضي عن بعض مشكلات الشركة.

وتابع: “سوف يأتي اليوم والوقت الذي تعود فيه ثقة المستخدمين للشركة مجددًا”. مستشهدًا بموظفة سابقة في شركة “أوبر” لتأجير السيارات، “سوزان فاولر”، التي دشنت دعوات لمقاطعة “أوبر”، بعد أن زعمت أن الشركة تجاهلت حوادث التحرش الجنسي التي تحدث داخل مقرها، ولكن سُرعان ما عادت الثقة لشركة “أوبر” من جديد.

هل هذه بداية نهاية الـ”فيس بوك” ؟

حاولت صحيفة (الغارديان) البريطانية الإجابة على أهم الأسئلة المطروحة على الساحة الإعلامية بشأن ما يحدث لـ”فيس بوك”، والتي منها هل هذا يعتبر بداية النهاية لأسطورة الـ”فيس بوك”، على الرغم من أن أرقام المستخدمين على الشبكة الاجتماعية راكدة في “أوروبا” و”الولايات المتحدة”، إلا أن الشركة تمكنت من زيادة الإيرادات من كل مستخدم.

علاوة على ذلك؛ تتمتع الشركة بالكثير من فرص تحقيق الدخل من خلال “إنستغرام”، (بفضل الإطلاق الحديث لـ IGTV)، وMarketplace، والـ”ماسنغر-Messenger”، وكذلك الـ”واتس آب-WhatsApp”.

وقالت “لونا”: “نتوقع أن نشهد تركيزًا أكبر على نمو عائلة منصات الـ (فيس بوك)؛ بدلاً من منصة الـ (فيس بوك) نفسها”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة