19 نوفمبر، 2024 7:38 ص
Search
Close this search box.

“هاأرتس” : الصراع الداخلي يهدد أركان الدولة الإيرانية !

“هاأرتس” : الصراع الداخلي يهدد أركان الدولة الإيرانية !

كتب – سعد عبد العزيز :

نشر موقع “هاأرتس” الإسرائيلي مقالاً للكاتب والمحلل السياسي “تسفي برئيل”، يتناول فيه الشأن الداخلي الإيراني في ضوء سخرية المرشد الأعلى “خامنئي” من الرئيس “حسن روحاني” وتهديده له، وتشكيك الأخير في الشرعية الدينية والسياسية لخامنئي.

“خامنئي” يسخر ويهدد..

يقول “برئيل”: “لقد كانت السخرية الشديدة التي وجهها المرشد الأعلى “علي خامنئي” بحق الرئيس الإيراني “حسن روحاني” في مؤتمر ضخم عُقد الشهر الماضي، بحضور كبار المسؤولين في الدولة، سبباً في ارتفاع أصوات الحاضرين بالضحك، حيث قال خامنئي: (لقد أسهب الرئيس في الحديث عن الوضع الاقتصادي وأنه ينبغي فعل كذا ويجب القيام بكذا، ولكن يا ترى لمن يوجه الرئيس كلماته بـ”ضرورة فعل كذا” ؟ ألا يدري أنه يوجه هذه الكلمات لنفسه وهو رئيس السلطة التنفيذية ؟)، فإذا بالقاعة تنفجر بالضحك، وكان من بينهم رئيس البرلمان “علي لاريجاني”، وشقيقه رئيس السلطة القضائية “محمد صادق لاريجاني”، بينما تبسم روحاني وهو غاضب”.

ويضيف الكاتب الإسرائيلي أن “خامنئي” لم يكتف بذلك، وإنما واصل قائلاً: “لقد كان لإيران رئيس تسبب في تقسيم الشعب إلى معسكرين، ولا يجب أن يحدث هذا مرة أخرى”، وينبه “برئيل” إلى أن “خامنئي” يشير بذلك إلى “أبي الحسن بني صدر” أول رئيس للجمهورية الإيرانية بعد ثورة “الخميني”، والذي أقيل من منصبه وهرب إلى فرنسا بعد أقل من عامين على رئاسته على خلفية صراعه مع المؤسسة الدينية. ويؤكد الكاتب الإسرائيلي على أن “خامنئي” يحاول كبح شعبية “روحاني” المتزايدة بعد نجاحه في الانتخابات، ويريد بهذا القول أن يبعث برسالة واضحة إلى “روحاني” يحذره فيها من تخطي حدوده، وأنه إذا لم يتوافق مع المؤسسة الدينية المحافظة، فإن مصيره لن يختلف كثيراً عن مصير “بني صدر”.

ويحيل “برئيل” من يشك في مغزى هذه الرسالة، إلى ما جرى في مظاهرات “اليوم العالمي للقدس” في العاصمة طهران خلال نهاية حزيران/يونيو الماضي, حين تعالت هتافات المتظاهرين الغاضبين المنتمين إلى التيار الديني قائلين: “روحاني هو بني صدر”.

روحاني” يشكك في شرعية “خامنئي”..

يؤكد المحلل الإسرائيلي “برئيل” على: “إن روحاني كعادته لم يبق صامتاً إزاء هذه السخرية اللاذعة وذلك التهديد الواضح، وإنما رد على خامنئي قائلاً: (إن شرعية المرشد الأعلى تقررها الأمة باختيارها)، أي أن روحاني يقصد أن خامنئي لم يأت باختيار إلهي.

وبذلك يرى الكاتب الإسرائيلي أن “روحاني” طعن بخنجر حاد قلب عقيدة “ولاية الفقيه”، التي تقول إن شرعية المرشد الأعلى الولي الفقيه مستمدة من عند الله.

سياسة كبش الفداء..

كما يرى الكاتب الإسرائيلي أيضاً أن مثل هذه التراشقات الكلامية الحادة بين “خامنئي” و”روحاني” ليست وليد اللحظة، وإنما لها سوابق عديدة ترجع إلى الفترة الرئاسية الأولى للرئيس “روحاني”، وتمتد إلى ما بعد فوزه بفترة ولايته الثانية.

ويقول “برئيل”: “لقد كان الفشل الذريع للمرشح الرئاسي للمعسكر المحافظ “إبراهيم رئيسي” أمام “حسن روحاني” ذي الخلفية الإصلاحية الذي حقق فوزاً ساحقاً بحصوله على نسبة 57٪ من الأصوات في الجولة الأولى، سبباً في قيام المعسكر الديني المحافظ بإجراء مراجعة ذاتية، جعلته يبادر بشن هجمات سياسية ضد “روحاني” الذي نفذ وعوده بتوقيع الاتفاق النووي مع الغرب، وهو الآن مشغول بتوقيع اتفاقيات تجارية ضخمة”.

ويضيف الكاتب أن السياسة الإيرانية تحافظ على إرثها القديم بتحويل رؤسائها أثناء ولايتهم الثانية إلى كبش فداء لتهيئة الأجواء للرئيس المقبل، وهذا ما حدث مع الرئيس الإصلاحي “محمد خاتمي”, الذي أنهى رئاسته ولا سلطة له، وكذلك ختم “محمود أحمدي نجاد” ولايته بصراع مدوٍ مع “خامنئي”.

صراع متعدد الأشكال..

يعتقد “برئيل” أن الهجوم الذي يشنه المعسكر المحافظ على الرئيس “روحاني” لا يتعلق بتصوراته الأيديولوجية أو مدى تقواه وورعه، وإنما يتهمونه بتهمتين خطيرتين, أولاهما “فساد حكومته”، أما الثانية فتتعلق “بسياسة الاندماج في المجتمع الدولي”، وهي سياسة تجعله متهماً بالسعي نحو التقرب من الغرب، وبالسماح للأفكار الغربية والثقافة الأجنبية بغزو إيران، وبهدم بنية النظام من خلال رجس الديمقراطية الغربية.

ويرى الكاتب الإسرائيلي أن الصراعات السياسية في إيران كثيرة ومتنوعة، فالتدخل الإيراني في الحرب السورية يعتبر أحد القضايا الملتهبة التي يعترض عليها الإصلاحيون المقربون من “روحاني”، فقد صرح رئيس بلدية طهران السابق “غلام حسين كرباستشي” قائلاً: “أنه لولا تدخل إيران في الحرب السورية لما كان تنظيم “داعش” نفذ عملياته في العاصمة طهران”. وبالرغم من أن الرجل تعرض لانتقاد شديد من رجال “الحرس الثوري” ومن مقربي “خامنئي”، إلا أن القيادة العسكرية لا يمكنها تجاهل الغضب الشعبي المتنامي، ليس فقط بسبب الإنفاق المالي الضخم من الخزانة الإيرانية على الحرب في سوريا، بل أيضاً من أجل الجنود الإيرانيين الذين يُقتلون في المعارك. بينما يتهم المحافظون خصومهم الإصلاحيين بأنهم – بمعارضتهم تقديم الدعم المالي والعسكري لنظام “الأسد” – متآمرون مع الولايات المتحدة، بل يتهمونهم بما هو أخطر من ذلك وهو التآمر مع السعودية – التي تعتبر ألد أعداء إيران – من أجل القضاء على النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة