خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :
أجرى موقع (وللا) العبري، حوارًا مع المعارض التركي، “عبدالله بوزكورت” – الذي فر هاربًا من البلاد بعد محاولة الانقلاب ضد الرئيس، “إردوغان”، وإغلاق صحيفة (الزمان)، التي كان يعمل بها.
ويرى “بوزكورت”؛ أن المثقفين الأتراك يدركون أنهم أصبحوا بلا مستقبل. مشيرًا إلى أن النظام الذي يقوده “إردوغان” لن يصمد طويلاً وسيسقط لا محالة.
“غولن” هو العدو اللدود لـ”إردوغان”..
بحسب الموقع العبري؛ فقد رأى “بوزكورت” كيف قام نظام “إردوغان” بإيقاف إصدار صحيفة (الزمان)، في شهرآذار/مارس 2016، عندما سيطرت السلطات التركية على الصحيفة اليومية الأكثر رواجًا في البلاد، والتي كانت تسلط الضوء على قضايا الفساد، الخاصة بالمقربين من الرئيس “إردوغان”
وتم إغلاق تلك الصحيفة، قبل ثلاثة أشهر، من المحاولة الانقلابية التي فقد بعدها “إردوغان” أي رادع يمنعه عن قمع خصومه السياسيين.
بعد ذلك، بأيام قلائل، فر “بوزكورت” هاربًا إلى “السويد”، وتابع من هناك محاكمة عشرات الصحافيين بتهمة الإنتماء لرجل الدين المنفي، “فتح الله غولن”، وهو العدو اللدود للرئيس “إردوغان”.
لا مستقبل للمثقفين في تركيا..
ومثلما فر الصحافي التركي، البالغ من العمر 48 عامًا, إلى خارج البلاد، فقد لاذ أيضًا بالفرار آلاف الأتراك خوفًا من بطش نظام الحكم الإستبدادي، الذي أرساه “إردوغان” بعد محاولة الانقلاب عليه.
ويرى الصحافي التركي أن أعداد الفارين المغادرين للبلاد، بسبب بطش النظام، ينبغي أن تثير القلق لدى الرئيس المستبد. وتكفي الأرقام الرسمية الصادرة عن المؤسسات الأكاديمية وجهات أخرى بخصوص من غادروا البلاد، لإظهار الحالة السيئة التي وصلت إليها “تركيا” في عهد “إردوغان”، والتي بسببها يحاول الكثيرون مغادرة البلاد بعد ما شعرون بأنه لا مستقبل لهم فيها.
نظام “إردوغان” لن يصمد طويلاً !
أشار الصحافي؛ إلى أنه لا يمكن التنبؤ بموعد إنهيار النظام، أو معرفة كيف سيكون ذلك، أو ما هي الشعرة التي ستقصم ظهر البعير. مُضيفا: “لكن نظام، إردوغان، في جميع الأحوال، لن يصمد طويلاً. ونظرًا للمؤشرات الاقتصادية والمالية، فضلاً عن التغيير الذي يطرأ على التركيبة السكانية, فإن الرئيس، إردوغان؛ لن يتمكن من جعل الدولة تستمر في نفس مسارها الحالي. ولن يستقر النظام لا على المدى المتوسط، ولا على المدى البعيد”.
على حد قول “بوزكورت”؛ ينبغي على الرئيس، “إردوغان”، أن يراجع سياسته ويغير من إجراءاته، وإلا فإنه سينهار حتمًا. وهناك مخاوف من اندلاع حرب أهلية؛ إذا وصلت الضغوط التي يتعرض لها “إردوغان” إلى نقطة الغليان.
سينهار من تلقاء نفسه..
منذ محاولة الانقلاب على الرئيس، “إردوغان”، وحتى الآن، تعرض مئات الآلاف من المواطنين الأتراك لبطش السلطات، فمنهم من تم اعتقاله، ومنهم من تم إقالته من عمله، سواء من كبار الضباط أو أفراد الشرطة أو المحامين أو أساتذة الجامعات أو المدرسين أو المحامين أو القضاة أو السياسيين.
ويكاد “إردوغان” لا يستثني أحدًا عند ملاحقة معارضيه. وهذه السياسة سوف تؤدي في نهاية المطاف إلى إنهيار النظام من الداخل.
إن المعارضة السياسية – بحسب الصحافي التركي – لا حول لها ولا قوة، لأن كثيرًا من قياداتها إما رهن الاعتقال وإما أصبحت عاجزة عن إتخاذ أي موقف.
فبعد الاستفتاء الشعبي، الذي غير هيكل النظام في “تركيا”، أصبح البرلمان، وكذلك المؤسسة القضائية، مجرد أداة في يد النظام الحاكم. وأصبح “إردوغان” هو العدو الحقيقي لنظامه، لأنه يهدم كل المؤسسات ولا يبني شيئًا. لذا فإن هذا النظام سيسقط من تلقاء ذاته لا محالة.
ميليشيات “إردوغان”..
يشير “بوزكورت” أيضًا؛ إلى شركة الحماية الخاصة والسرية، “SADAT”، التي يزعمون بأنها شركة إستشارية، لكنها في واقع الأمر بمثابة جيش سري لخدمة “إردوغان”. ولقد تأسست تلك الشركة، عام 2012، على يد أحد الجنرالات، بعد أن أقاله الجيش جراء توجهاته الإسلامية.
جدير بالذكر؛ أن أحد المراكز الإسرائيلية، وهو “مركز القدس للدراسات الإستراتيجية والأمنية”؛ كان قد نشر تقريرًا، في شهر نيسان/إبريل الماضي، جاء فيه أن شركة “SADAT” شبيهة بقوات “الحرس الثوري” الإيرانية، من حيث الدور الذي تقوم به لخدمة نظام “إردوغان”.
وهناك من يقول إن أفرادًا تابعين لتلك الشركة قد ساهموا بالفعل في قمع التمرد الذي اندلع، في تموز/يوليو 2016.