26 أبريل، 2024 3:32 م
Search
Close this search box.

وكالة “فارس” تكشف .. الرسائل السرية لإطلاق “رسالة” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

بدأ الثلاثاء الماضي بخبر غير متوقع، وهو: “فشل إطلاق قمر (رسالة) الصناعي”، حيث لاقى الخبر موجة من المزاح والسخرية على الفضاء الإلكتروني وبعض الوسائل الإعلامية الأخرى. بحسب ما نشرته وكالة أنباء (فارس) الإيرانية؛ التابعة لـ”الحرس الثوري”.

وتجدر دراسة مثل هذا النوع من المواجهة الشعبية مع مسألة تكنولوجية من منظورين :

الأول: البعض لا يعتبر أساسًا؛ القدرة العملية والتكنولوجية الإيرانية قاصرة على إطلاق قمر صناعي. وهذا التحليل لا يبدو منطقيًا، مع الأخذ في الاعتبار للنجاحات الإيرانية المتعددة في مجال إطلاق الأقمار الصناعية. حتى أن من عبروا عن استياءهم من ممانعة الحكومة إطلاق الأقمار الصناعية، في السنوات الأخيرة، يعتقدون في مقدرة علماء “إيران” على إطلاق الأقمار الصناعية.

الثاني: قدرة “إيران” على إطلاق قمر صناعي إلى الفضاء، هو أمر عادي وبديهي بالنسبة للشعب، ولم يتوقع أحد الفشل في هذه “العملية البسيطة” !.. وهذا الموقف وإن بدا في الظاهر جيد، لكنه يحمل في ثناياه الداخلية مخاطر اجتماعية متعددة.

ما هي المخاطر ؟

في الحقيقة؛ عمليات الإطلاق الإيرانية الناجحة سابقًا، خلقت فكرة بين الناس مفادها أن هذا الإنجاز لا يحمل أهمية عليمة وتكنولوجية كبيرة، وحتى لو كان يحمل؛ فإن “إيران” تريد أن تتمتع بالقدرة على تكرار هذه التجربة.

وحين ننظر إلى العمل أو التكنولوجيا باعتبارها أمر بسيط يسهل الحصول عليه في أي وقت، فإننا نتغاضى عن القيمة الحقيقة لذلك العمل.

وما هي النتيجة ؟.. يسهل علينا التفاوض على هذه التكنولوجيا والإستغناء عنها. لأن المجتمع يؤمن في قدرتنا على العودة إلى النقطة الأولى سريعًا جدًا.

بمعنى أدق؛ كل المشاكل التي نتجت عن التكنولوجيا النووية الإيرانية، قوضت الصناعة النووية وأحالت العلماء إلى عاطلين عن العمل، ومن ثم عقدنا اتفاقيات جديدة قيدتنا عن الحركة. كل ذلك بسبب وعد: “متى نريد؛ فسوف نعود فورًا إلى الوضع السابق” !.. وهو الوعد الذي استمر مدة أشهر حتى أتضح للشعب أن الأمر غير صحيح، وأن على المسؤولين القول بكل شفافية: “لو نريد العودة إلى ما كنا عليه”، فالأمر سوف يستغرق عشرة أشهر على الأقل حتى يمكننا الوصول إلى ما قمنا بالقضاء عليه.. هذا على أمل أن المعدات شديدة الحساسية التي وضعناها في المخازن مازالت قابلة للاستعمال.

وأن العلماء الذي توقفوا عن العمل مازالون يتمتعون بالحافز للدراسة مجددًا. وأن الاتفاقيات المتعددة التي وقعناها لن تقيدنا. وهذه العقلية المرعبة تنطبق ذاتها على عملية إطلاق الأقمار الصناعية.

الآن وقد فشلنا.. ما هي الفوائد الأخرى ؟

فشل عملية إطلاق قمر (رسالة) الصناعي. وهو فاشل باهظ التكلفة، لكن ما هي الفوائد التي حصلنا عليها ؟

أولاً: هذا الفشل جعل الشعب يدرك مدى صعوبة بناء وإطلاق قمر صناعي. وأنه ليس من المقرر أن نحقق متى أردنا النتائج المرجوة. ورغم أننا أوقفنا الدراسات في هذا المجال، فهذا لا يعني فقط الإيقاف وإنما التأخر والتخلف، سواء بنسيان العلم أو نسيان العلماء.

ثانيًا: قيمة جهد العلماء معروفة. ونحن نعلم أن هذا العلم على مستوى عالي من الدقة، وأن أي خطأ مهما كان صغيرًا أو وقوع حدث غير متوقع قد يؤدي إلى فشل العملية، وهذه الأشياء ليست قليلة. والإطلاق الفاشل للأقمار الصناعية؛ ليس أمرًا جديدًا في العالم.

و”إيران” ليست أول دولة تفشل في هذه العملية، ولن تكون الأخيرة. بل إن الدول الأكثر تقدمًا في العالم منيت بالفشل في هذه الحوزة. وفشل “الولايات المتحدة” في إطلاق قمر صناعي لم يقتصر على الجهود الأولى، وإنما، وعلى الرغم من التجارب الكثيرة في مجال إطلاق الأقمار الصناعية في هذا البلد، تواجه “أميركا” الفشل، وهذا لا يعني التوقف لأن النتيجة مهما كانت هي خطوة للأمام.

ثالثًا: طريقة التعاطي مع الفشل. فإذا إعتدنا، قبل ذلك، على متابعة أخبار نجاحتنا فقط في وسائل إعلامنا وأخبار فشلنا في وسائل الإعلام الأجنبية، فقد تحطمت هذه العادة مؤخرًا، حيث خرج وزير الاتصالات والشباب ليعلن للشعب بصدق وشفافية أخبار الفشل. وربما واجه هذا الصدق في البداية بالسخرية، لكن على المدى القصير تركت السخرية مكانة للثقة في المسؤولين وعلماءنا.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب