خاص : ترجمة – سعد عبد العزيز :
يقول المحلل الإسرائيلي “يارون فريدمان”: “بعد اختفاء تهديد تنظيم (داعش)، يبدو أن تنظيم (حزب الله) سيكون هو أخطر تنظيم إرهابي في العالم يعمل لحساب النظام الإيراني, وهذا ما لا يمكن أن تقبله المملكة العربية السعودية التي تعلن الحرب على تنظيم (حزب الله) الشيعي, ليس حباً في إسرائيل ولكن كراهية في إيران. فلم يكد يمضي يوم في الشهور الأخيرة دون أن تشن الصحافة السعودية هجوماً على (حزب الله) وزعيمه حسن نصرالله”.
سر العداء بين الرياض و”حزب الله”..
خلال الأسبوع المنصرم؛ تم تجاوز أحد الخطوط الحمراء بالنسبة للمملكة العربية السعودية, عندما أطلق المتمردون الحوثيون في اليمن صاروخاً على العاصمة الرياض. وهنا يتساءل “فريدمان”: “ما هي العلاقة بين حزب الله والحوثيين ؟”.. فتنظيم “حزب الله” في لبنان لا تربطه أي حدود بالمملكة العربية السعودية, وهو يهدد إسرائيل وليس المملكة السعودية. فإذا كان الأمر كذلك، “فلماذا قررت السعودية محاربة ذلك التنظيم اللبناني ؟”.
يوضح المحلل الإسرائيلي أنه، إذا كنا نعتقد بأن قوات “حزب الله” تنتشر فقط في غرب سوريا لحماية حدود لبنان فنحن مخطئين، لأن مقاتلي “حزب الله” متواجدين في معظم المواقع السورية بصحبة مسحلي الميليشيات الشيعية، التي أتت من الخارج لمساندة قوات “الأسد” في القضاء على المتمردين ومقاتلي “داعش”، ولاستعادة سيطرة نظام “بشار” على كل الآراضي السورية. وهذا هو الواقع الأليم الذي يواجه العالم العربي السني عموماً والمملكة العربية السعودية خصوصاً، لأنها تتزعم النضال السني ضد الهيمنة الإيرانية في الشرق الأوسط، ولأنها تُعد اليوم أقوى دولة عربية اقتصادياً وعسكرياً.
“حزب الله” في اليمن..
لقد أعلنت السعودية منذ عام ونصف الحرب ضد “الحوثيين” في اليمن المدعومين إيرانياً، بعد محاولتهم السيطرة على البلاد. وتزعم المملكة العربية السعودية أنها بمحاربتها للحوثيين تحمي الخطوط الملاحية في الموانيء اليمنية لمنع إيران من السيطرة – من خلال “الحوثيين” – على 10 في المئة من التجارة العالمية التي تمر عبر “عدن” و”مضيق باب المندب”.
وقبل قرابة عام كشفت مصادر سعودية وقطرية، (قبل اندلاع الأزمة الأخيرة بين الدوحة والرياض)، أن تنظيم “حزب الله” لا يكتفي بدعم “الحوثيين” في اليمن أيديولوجياً وإعلامياً، وإنما يقدم لهم أيضاً المشورة والتدريب على يد عناصر من “حزب الله”. وقبل أيام ، أثبت الحوثيون أنهم زادوا من مدى صواريخهم عندما أطلقوا صاروخاً على العاصمة السعودية الرياض. وكان الحوثيون قد أطلقوا قبل حوالي عام، صاروخاً على مكة، التي تُعد أقدس الأماكن الإسلامية.
وبينما قال “نصرالله” – خلال حربه الأخيرة ضد إسرائيل – عن مدى الصواريخ التي يمتلكها: “بعد.. بعد حيفا”. فالآن يمكن للحوثيين أن يقولوا عن صواريخهم: “بعد.. بعد الرياض”. علماً بأن العلاقة بين “حزب الله” و”الحوثيين” هي علاقة تكتيكية ودينية وإيديولوجية, فكلاهما ذراعان لإيران وبينهما تعاون مشترك. ويقول المسؤولون السعوديون إن “حزب الله” يتعاون أيضاً مع ميليشيات “الحشد الشعبي” العراقية، ومع تنظيمات شيعية تآمرية أخرى من العالم العربي، مثل المعارضة الشيعية في البحرين.
“حزب الله” يتمدد في سوريا..
بحسب المحلل الإسرائيلي, فإن تهديد “حزب الله” لإسرائيل لا يعني بالطبع السعوديين في شيء, لكن سبب العداء السعودي لتنظيم “حزب الله” الشيعي هو الخوف من أن يمتلك ذلك التنظيم السيطرة والنفوذ في كل من سوريا ولبنان.
ويُذكر أنه في عام 2015، كان النظام السوري على وشك الانهيار بفضل الدعم السعودي والقطري لفصائل المعارضة السنية، ولكن التدخل العسكري الروسي في ذلك العام قلب الأوضاع رأساً على عقب. وبعد القضاء على المتمردين المعتدلين و”جبهة النصرة” في غرب سوريا، وكذلك هزيمة تنظيم “داعش” في الشرق، فإن جيش “بشار الأسد”، وأنصار النظام السوري وعلى رأسهم مقاتلي “حزب الله”, يشغلون الفراغ الذي خلفته تلك الفصائل المنهزمة, وهذا أكثر ما يُقلق السعوديين.