10 أبريل، 2024 2:32 ص
Search
Close this search box.

ذكرى “كمال أتاتورك” .. “أردوغان” يتاجر بها انتخابياً ويحاكي أسطورة صاحبها و”أكشنر” تتحداه بزيارتها للضريح !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في محاولة منه لاستمالة ناخبيه ورسم صورة أسطورية تظل محفورة في التاريخ التركي، وعبر كلمته من أمام ضريح “كمال أتاتورك” في العاصمة التركية أنقرة، خلال مشاركته في إحياء الذكرى السنوية الـ 79 لوفاة “مصطفى كمال أتاتورك” مؤسس الجمهورية التركية؛ تعهد الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”، بالحفاظ على إرث “أتاتورك”.

استغلال اسم “أتاتورك”..

مهاجماً “أردوغان” حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة، متهمًا إياهم باستغلال اسم “أتاتورك”، إذ أعتبر الرئيس التركي أن “هناك فرقًا بين أتاتورك، الذي يحظى بمحبة الأمة، ومفهوم الأتاتوركية، الذي تم صياغته بعد رحيل مؤسس الجمهورية”.

مضيفاً أنه قد “انقطعت علاقة أتاتورك بالكامل مع الحزب، اعتبارًا من 10 تشرين ثان/نوفمبر 1938 – يوم وفاته”.

و”مصطفى كمال أتاتورك”، هو مؤسس “حزب الشعب الجمهوري” وزعيمه حتى وفاته عام 1938.

تحقيق أغراض أيديولوجية..

رأى “أردوغان”: أن “هناك أطرافاً تستغل اسم مؤسس الجمهورية كأداة لتحقيق أغراض أيديولوجية شخصية”.

تثبت قوتها أمام “أردوغان”..

في نفس الوقت، ومن أجل إثبات قوتها، زارت “مرال أكشنر”، التي أعلنت مؤخرًا تدشين حزبها الجديد “حزب الخير” ضريح مؤسس الجمهورية التركية، وقالت عقب الزيارة للصحافيين: “جئت إلى هنا لتقديم احترامي وتمجيدي لأب الأتراك مصطفى كمال أتاتورك وتجديد الإيمان”.

وأثارت تصريحات زعيمة “حزب الخير” موجة من الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي.

وكانت صحيفة (التايمز) البريطانية، قالت إن “أكشنر”، التي وصفتها بـ”إمراة تركيا الحديدية”، تستعد لتحدي الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”.

دقيقة صمت..

يشار إلى أن “حزب العدالة والتنمية” الحاكم قد دعا، لأول مرة منذ وصوله إلى السلطة، الأتراك للتوجه إلى ضريح “أتاتورك” إحياءً لذكرى وفاته.

وحلت في تركيا، الجمعة 10 تشرين ثان/نوفمبر 2017، الذكرى التاسعة والسبعون لوفاة “مصطفى كمال أتاتورك” مؤسس الجمهورية التركية الحديثة. وفي تمام الساعة التاسعة وخمس دقائق أحيا الأتراك ذكرى “أتاتورك” بالوقوف دقيقة صمت.

تراجع الأصوات المؤيدة لحزب “أردوغان”..

كانت شركة (غزيغي) للأبحاث واستطلاعات الرأي المتخصصة في الانتخابات، نشرت أحدث استطلاعاتها للانتخابات الرئاسية، والذي أجرته في شهر تشرين أول/أكتوبر المنصرم، وكشفت عن حصول “حزب الخير”، بقيادة “ميرال أكشنر” الملقبة بالمرأة الحديدية، على 19.5 في المئة من أصوات الناخبين في حال اتجاه تركيا إلى انتخابات مبكرة محتملة، ما يعكس تراجع الأصوات المؤيدة إلى “حزب العدالة والتنمية” الحاكم إلى 43.8 في المئة.

استغلال الذكرى لتحقيق مكاسب سياسية..

من جانبه اتهم حزب المعارضة الرئيس في تركيا، “أردوغان”، باستغلال ذكرى وفاة “مصطفى كمال أتاتورك”، فى محاولة لتحقيق مكاسب سياسية قبل الانتخابات في عام 2019. وقال “أوزغور أوزيل” من “حزب الشعب الجمهوري”، اليوم الجمعة: “ماذا عساك أن تفعل، وأنت ترتجف خوفاً من انتخابات 2019 ؟”.

قائلاً نائب رئيس مجموعة “حزب الشعب الجمهوري”، إن تصريح “أردوغان” النادر بالثناء على “أتاتورك”، مع احتفال الأتراك بالذكرى الـ 79 لوفاته “لا يأتي من عميق قلبه، بل لحصد الأصوات في صناديق الاقتراع”.

“أردوغان” يراوغ..

المتابعون للشأن التركي وعدد كبير من أنصار “أتاتورك” ومن معارضي “أردوغان”، اعتبروا أن الرئيس التركي يراوغ من خلال حديثه عن أن “هناك فرقاً بين أتاتورك الذي يحظى بمحبة الأمة، ومفهوم الأتاتوركية، الذي تمت صياغته بعد رحيل مؤسس الجمهورية”، مشيرين إلى أن “أردوغان” سعى إلى محو الإثنين معاً، لكنه فشل في أن يلغي صورة “أتاتورك” الرئيس والدولة.

يشار إلى أن خطابات “أردوغان” الجماهيرية تركزت في الآونة الأخيرة على ذكر “أتاتورك” بشكل ملحوظ، بعد أن كان يركز على “الخطاب الإسلامي الشعبوي” لفترة طويلة، وذلك من أجل الحصول على دعم المحافظين من جانب والكماليين من جانب آخر.

من أجل إستمالة الناخبين..

أكد منتقدون أن التصريحات التي أدلى بها “أردوغان” بمثابة محاولة لإستمالة الناخبين العلمانيين في تركيا قبل الانتخابات المحلية والبرلمانية والرئاسية التي من المقرر إجراؤها في عام 2019. لكنه يواجه تراجعاً كبيراً في شعبيته وانهياراً في قاعدته الشعبية، حتى في صفوف “حزب العدالة والتنمية”، في ظل سيطرة النزعة الديكتاتورية عليه.

يقوض الأسس العلمانية والديمقراطية..

“حزب الشعب الجمهوري” يرى أن “أردوغان” يقوض الأسس العلمانية والديمقراطية، التي أرساها “أتاتورك” لتركيا الحديثة. ولكن الرئيس يعتبر أنه يستكمل إرث الرجل الذي يسميه “الغازي مصطفى كمال” عبر بناء تركيا عظيمة قادرة على الوقوف في وجه القوى الأجنبية. واعتبر “كمال كيليشدار أوغلو”، زعيم “حزب الشعب الجمهوري”، أن النظام الجديد يبتعد بتركيا عن مبادئ الأب المؤسس.

ويبدو أن “أردوغان” يسعى إلى نحت مكانة له في تاريخ تركيا تنافس تلك التي احتلها “أتاتورك”، إذ يتطلع إلى البقاء في السلطة حتى عام 2023، عندما تحتفل تركيا الحديثة بالذكرى المئة لتأسيسها.

يتشابهون في النزعة الديكتاتورية..

يقارن الخبراء بين “أردوغان” و”أتاتورك”، مشيرين إلى أن هناك تشابهاً كبيراً بين الإثنين من حيث النزعة الديكتاتورية المسيطرة، وإن اختلف المنهج بحكم خلفية كل واحد، فـ”أتاتورك” عسكري مغرم بالغرب والتوجه الأوروبي و”أردوغان” إسلامي التوجه يتطلع إلى مجد العثمانيين الغابر.

“أردوغان” المهيمن على السياسة التركية منذ 15 عاماً؛ يبدو مصمماً على ترك بصمته في تاريخ بلاده.

تبديل وجه تركيا..

إلى جانب العديد من التشريعات والقوانين والتعديلات الدستورية التي غيرت الكثير من وجه تركيا العلمانية، آخرها مشروع القرار، الذي ينتظر أن يناقشه البرلمان التركي، والذي يدفع إلى سنّ قانون يجيز الزواج الديني ويساوي بينه وبين الزواج المدني، بدلت مشاريع “أردوغان” الضخمة للبنى التحتية وجه تركيا، ولا سيما إسطنبول، عاصمة الإمبراطورية العثمانية.

خطة لهدم المركز الثقافي..

في خطوة وصفتها الصحافة التركية المعارضة بـ”المراوغة”، خصصت رئاسة شعبة “حزب العدالة والتنمية” حافلات ودعت الأتراك إلى المشاركة في إحياء ذكرى وفاة “أتاتورك” بمدينة أنقرة، في الوقت الذي صدر فيه قرار رئاسي يؤكد خطة هدم “مركز كمال أتاتورك الثقافي”، وهو أحد أبرز معالم إسطنبول، ليبني مكانه متحفاً إسلامياً.

وتعتبر هذه هي المحاولة الثانية لأردوغان لهدم “مركز أتاتورك الثقافي”، بعد أن تسببت خطة سابقة في تطوير الموقع القريب من “ميدان تقسيم”، في خروج احتجاجات حاشدة ضد “حزب العدالة والتنمية” الحاكم.

دليل على الرجوع عن النهج العلماني..

المحتجون قالوا إن خطط هدم المركز، الذي أنشئ عام 1969، ويضم أماكن للأوبرا والباليه والحفلات الموسيقية والمسرح والمؤتمرات، دليل إضافي على أن “أردوغان” وحزبه يريدان الرجوع عن النهج العلماني الذي أرساه “أتاتورك”، والتقليل من استخدام اسمه وصوره في الحياة العامة في البلاد.

الدولة العثمانية استمرت أكثر من ستة قرون وامتدت رقعتها الجغرافية إلى آسيا وأوروبا وإفريقيا، فكانت أول دولة إسلامية تصل إلى هذا العمق في الأرض الأوروبية، ما شكل تهديداً لأوروبا في عُقر دارها، فأخذت تدعم وتشجع كل من يستهدفونها، غير أن عوامل الضعف والتآكل بدأت تدب في أوصال هذه الدولة من الداخل فكان سقوطها في الداخل إيذاناً بانهيارها.

مؤسس تركيا الحديثة..

على الجانب الآخر من مشهد السقوط، كان السلطان “عبدالحميد الثانى” يمثل عقبة كأداء أمام الأطماع الصهيونية في فلسطين، ونجحت المكائد والدسائس في إبعاده عن الخلافة سنة ١٩٠٩م، بالتعاون مع “حزب الاتحاد والترقى”، الذي أصبح صاحب السلطة الحقيقية في الدولة العثمانية، وكان “أتاتورك” على رأس الضباط المنضمين إليه، أما “مصطفى كمال أتاتورك” فقد رآه مريدوه أنه مؤسس تركيا الحديثة وبطلها القومى فيما رآه خصومه عدواً للإسلام.

مولده ونشأته..

ولد “مصطفى علي رضا” (وهذا هو اسمه الأصلي) في عام ١٨٨١، بمدينة “سالونيك” اليونانية، التي كانت تابعة آنذاك للدولة العثمانية، وانخرط في مدرسة دينية تقليدية، ثم دخل مدرسة حديثة، فالمدرسة العسكرية العليا في عام ١٨٩٣، وهناك لقبه أحد مدرسيه بـ”كمال” لنبوغه الدراسى فأصبح اسمه “مصطفى كمال”، تخرج برتبة “نقيب” في عام ١٩٠٥، ثم خاض حروباً في صفوف الجيش العثماني في ألبانيا وطرابلس، وحين شاركت الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى إلى جانب دول المحور برز نجم الضابط، ورقي إلى رتبة “جنرال” في عام ١٩١٦، جراء ما حققه في فلسطين وحلب وأنطاكيا خلال الحرب.

أهميته تعاظمت حينما برز بعد هزيمة بلاده بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى واحتلال أجزاء منها من قبل الحلفاء، فقدر لهذا الضابط أن يمارس دور “المحرر”، وقد تزعم ما سمي “حرب الاستقلال” لتحرير الأناضول المحتل، وظهرت كاريزما الرجل بصورة واضحة، حينما رفض أوامر السلطان بالتخلي عن الواجب والعودة إلى إسطنبول المحتلة من البريطانيين، فاستقال من الجيش ونظم قوات التحرير تحت قيادته، حتى تمكن قبل نهاية صيف عام ١٩٢٢ من طرد القوات المحتلة من بلاده، ونظر إليه كبطل ومحرر.

ولادة الجمهورية التركية وإلغاء الخلافة..

فى ربيع عام ١٩٢٠ أسس “مصطفى كمال” (المجلس الوطنى العظيم)، الذي تحول إلى حكومة موازية لسلطة الخليفة العثماني، وقد أصدر هذا المجلس ما سماه “القانون الأساسى”، الذي تزامن صدوره مع إعلان النصر وتحرير الأراضى التركية، وأعلن فيه “مصطفى كمال” إلغاء السلطنة في تموز/يوليو عام ١٩٢٣، وأعلن في ٢٩ تشرين أول/أكتوبر من نفس العام ولادة الجمهورية التركية وإلغاء الخلافة، كما أعلن رئيساً إلى أن توفي في ١٠ تشرين ثان/نوفمبر ١٩٣٨.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب