خاص : ترجمة – آية حسين علي :
تحتضن الأرجنتين هذا العام الدورة الـ 32 من مهرجان “مار دل بلاتا” السينمائي الدولي، التي تقام في مدينة “مار دل بلاتا”، وتحظى بمشاركة مجموعة كبيرة من الأفلام من عدة بلدان.
من اللافت للنظر في هذه الدورة هو اهتمام الأفلام الأرجنتينية بالجانب الواقعي، إذ تشارك بفلمين يعكسان إثنين من أعمق المشكلات التي يعاني منها المجتمع، وهما حمل المراهقات والإعتداءات الجنسية على الأطفال.
وتعاني الأرجنتين من أرتفاع عدد السيدات اللاتي يفقدن حياتهن جراء عمليات الإجهاض، إذ تتوفى عدة مئات منهن كل عام لهذا السبب، وبحسب الإحصاءات فإنه يوجد واحد من بين كل 6 أطفال ولدوا لأم أصغر من 18 عاماً، و70% من حالات حمل المراهقين تتم بدون تخطيط مسبق أو رغبة أي من الطرفين.
والمراقب للسينما الأرجنتينية يجد أنها اتجهت إلى الواقعية أكثر من الأفلام الرومانسية أو الخيالية، فأصبح الكتاب والمخرجون يولون أهمية أكبر للمشكلات الاجتماعية التي يعاني منها المجتمع.
“غير مرئي” .. الفتاة إيلي تعاني من الوحدة..
من الأفلام المشاركة في المهرجان، لهذا العام، فيلم (غير مرئي) للمخرج الأرجنتيني، “بابلو غيورغيلي”، ويحكي الفيلم قصة “إيلي” الفتاة المراهقة التي تعمل بائعة في إحدى المحال إلى جانب دراستها الثانوية وتتعرض لتجربة سيئة تحمل على إثرها ثم تضطر إلى التخلص من هذا الطفل.
وتقوم الممثلة “مورا ارانيا” بدور الشخصية الرئيسة في الفيلم، وتتبع الكاميرا الخطوات التي تخطوها تلك المراهقة الشابة وحيدة، وهو الطريق الذي تسلكه الكثير من السيدات للوصول إلى طريقة تساعدهن على التخلص من الجنين غير المرغوب فيه.
وصرح “غيورغيلي” بأنه أستغرق عامان لكتابة قصة الفيلم، وعام ونصف لتحديد الممثلين المناسبين لأداء الأدوار، والبحث عن مصادر للتمويل وعام آخر لأعمال المونتاج، مشيراً إلى أن هدف الفيلم ليس الحديث عن تجربة الحمل بالنسبة لفتاة مراهقة، وإنما عكس حالة الوحدة والتخبط التي يعاني منها المراهقين لدق ناقوس الخطر والتنبيه على أهمية إحتواءهم.
وأضاف أن فكرة الفيلم تقوم على أساس أن يرافق المشاهد “إيلي” خلال تجربتها الشبيهة بتجارب كثير من المراهقات خاصة في الأرجنتين.
بنات العم..
حصد فيلم (بريماس)، أو (بنات العم)، جائزة الجمهور خلال الدورة الحالية من المهرجان، وهو من إخراج “لورا باري”، وتدور قصته حول الاعتداءات الجنسية التي تتعرض لها القاصرات في الأرجنتين، ويعرض فكرة بقاء هذه الإنتهاكات أمراً سرياً بين الأسر وعدم وصولها إلى القانون.
ويحكي الفيلم قصة “روسيو” وابنة عمها “ألدانا”، الفتاتات اللاتي يتشاركان الألم والأمل بعد تعرضهن للاعتداء الجنسي خلال فترة الطفولة؛ وكيف يتمكن من التغلب على المصاعب التي واجهتن في قالب يمزج بين الواقعية والخيال.
وتدور الأحداث حول إختطاف الطفلة “روسيو”، وهي ابنة الـ 9 أعوام والاعتداء عليها، ثم محاولة حرقها برشها بالبنزين وإدرام النيران فيها، فتحاول الهرب بينما تتساقط ألسنة اللهب من كل مكان في جسدها فتخرج إلى الشارع تهرول حتى تعثر على أحد المارة الذي يقدم لها المساعدة وينقلها إلى المستشفى، لكنها تصل بعدما يكون 60% من جسدها قد احترق، ولحسن الحظ يتمكن الأطباء في النهاية من إنقاذ حياتها فتعيش بجسد مشوه وتجربة أليمة محفورة في مخيلتها.
بينما تتعرض “ألدانا” للاعتداء من قبل والدها، وتحاول الفتاتان التغلب على ما تعرضن له في فترة الطفولة فتلجأن إلى الفن، ويتقدمن ببلاغات ضد من اعتدى عليهن فيحكم على المعتدي على “روسيو” بالسجن لمدة 40 عاماً وعلى المعتدي على “ألدانا” بـ 10 أعوام.
جائزة أفضل ممثل لفنان فلسطيني..
حصل فيلم الدراما الفلسطيني (واجب)، الذي قامت الفلسطينية “آن ماري جاسره” بإخراجه، على جائزة أفضل فيلم، وحصد الممثل الفلسطيني “محمد بكري”، جائزة أفضل ممثل عن مشاركته في الفيلم.
وتعتبر “جاسره” أول سيدة فلسطينية تقوم بإخراج فيلم سينمائي، وتم ترشيح الفيلم لتمثيل فلسطين في جوائز “الأوسكار” لعام 2018.