خاص : ترجمة – بوسي محمد :
أعلن “مهرجان كان السينمائي”، الشهر الماضي، أنه سيكرّم الممثل الفرنسي العالمي، “آلان ديلون”، (83 عامًا)، لحياته المهنية، بمنحه جائزة “السعفة الذهبية” الشرفية؛ مما أثار انتقادات شبه فورية من الجماعات النسوية.
وكانت وثيقة رفض عالمية تم تداولها، في الأيام الماضية، وقام بالتوقيع عليها 18 ألف شخص في العالم بمبادرة من “مؤسسة النساء وهوليوود”؛ طالبت المهرجان الأشهر في العالم، بإلغاء تكريمه بسبب اتهامات وجهوها له، أغلبها من حوارات تليفزيونية. عبر فيها “ديلون” أنه صفع زوجته من قبل، وأن النساء يجب معاملتهن بعنف وشدة، كما أكد أنه ضد أن يقوم المثليون جنسيًا بتربية الأطفال وتبنيهم، بالإضافة لما هو معروف عنه من صداقة لزعيم اليمين السابق بفرنسا، “جون ماري لوبن”.
ورفض “تييرى فريمو”، مدير “مهرجان كان” إلغاء التكريم، موضحًا إنها منحت له لقيمته الفنية كأيقونة التمثيل بـ”فرنسا”، وتم منح الممثل الفرنسي الأيقوني، “آلان ديلون”، جائزة “السعفة الذهبية” الفخرية، يوم الأحد الماضي، على الرغم من الانتقادات بشأن التعليقات السابقة التي اعتبرها البعض عنصرية، وعريضة تحث “مهرجان كان” على عدم المضي قدمًا في هذه الخطوة. وشاركت “ديلون” التكريم ابنته المقربة، “أنوشكا”.
“آلان ديلون” يضع “كان” على المحك..
وقالت “ميليسا سيلفرشتاين”، مؤسسة “النساء وهوليوود”، التي تنادي بالتنوع بين الجنسين في صناعة السينما العالمية، إنه من خلال منح “ديلون” جائزة الشرف الذهبية، يؤكد أن المهرجان يتبنى “القيم البغيضة” للممثل.
وفي المقابلات السابقة؛ كان قد وصف “ديلون”، نفسه، بأنه: “مفتول العضلات”؛ وأعترف بصفع أحد النساء اللائي كان على علاقة بهن. كما أنه عارض التبني للأزواج من نفس الجنس وتحدث عن صداقته مع “جان ماري لوبان”، مؤسس “حزب الجبهة الوطنية” اليميني المتطرف، الذي خدم معه خلال حروب “الهند-الصينية”.
كما أدانت “Osez le feminism”، وهي جماعية نسوية فرنسية، المهرجان لقراره، وكتبت على (تويتر): “لا تكريم للمعتدين !”.
وأضافت: “لم تعلمنا (DID #METOO) أي شيء ؟.. نحن نطالب مهرجان كان السينمائي برفض تكريم المعتدي الخانق للنساء”، في إشارة إلى الحركة العالمية ضد التحرش الجنسي والإعتداء الجنسي، التي ولدت في أواخر عام 2017، بعد الكشف عن إنتهاكات واسعة النطاق في صناعة السينما.
جمعت العريضة، التي حثت المهرجان على عدم تسليم الممثل الفرنسي الجائزة الفخرية، أكثر من 25000 توقيع. وتنص على أنه: “لا يوجد مكان في مثل هذا الحدث المهم للعنصريين والجنسيين ومثليي الجنس”.
لكن “تيري فريمو”، المدير التنفيذي لـ”مهرجان كان السينمائي”، دافع عن القرار الذي أخبر الصحافيين، في وقت سابق من هذا الأسبوع، بأنه: “من الصعب الحكم على الأشياء التي حدثت اليوم أو قبل بضع سنوات”.
سبق لإدارة المهرجان أن أخبرت شركة “فاريتي”، وهي إحدى وسائل الإعلام الترفيهية، بأنها كانت تكرم “ديلون”: “لأنه ممثل أسطوري وجزء من تاريخ كان، كما فعلنا مع كلينت إيستوود وودي ألن وأغنيس فاردا. بعد غان بول بلموندو وغان-بير ليود، بدا من الأهمية بمكان بالنسبة لنا أن نحتفل بالممثل الأيقوني آلان ديلون”.
“ديلون” يثير الجدل بتصريحاته..
وكان قد أثار الممثل، الذي أشتهر بأدواره في فيلم (The Leopard) 1963، و(Le Samouraï) 1967، و(The Swimming Pool) 1968، الجدل في مقابلة نشرت، يوم الأحد، في “Le Journal du Dimanche”.
وقال: “قلت إنني صفعت امرأة ؟.. نعم. وكان عليَ أن أضيف أنني تلقيت صفات أكثر مما أعطيتني. في حياتي”.
وأضاف: “إنهم يحاولون التمسك بالملصقات اليمينية المتطرفة؛ لأنني قلت إنني صديق لجان ماري”.
وأختار “ديلون” عرض فيلمه (Mr. Klein)، عام 1976، كجزء من احتفاله بالجائزة. الفيلم، الذي أخرجه، “غوزيف لوسي”، وأنتجه، “ديلون”، يتحول إلى معاداة السامية والتمييز مع الممثل الذي يلعب دور تاجر فنون في “فرنسا”، التي تحتلها النازية ويعتقد خطأً أنه يهودي وتم القبض عليه للترحيل.
تعرض “مهرجان كان” لانتقادات شديدة، في السنوات الأخيرة، بسبب إفتقاره للتنوع بين الجنسين، كما تعرض لانتقادات بسبب قانون ملابسه بعد أن ظهر، في عام 2015، بعد أن منع النساء من حضور العروض لأنهن كن يرتدين أحذية مسطحة.