وكالات – كتابات :
تداولت وسائل إعلام محلية في “العراق”، منذ مساء أمس الإثنين، أنباءً عن سرقة الكرسي الذي جلس عليه البابا “فرنسيس”، عند زيارته لمدينة “آور” الأثرية، في محافظة “ذي قار”، جنوبي العراق، وتضاربت الآراء بشأن صحة هذه المعلومات.
وذكر موقع صحيفة (العالم الجديد) المحلية، في “العراق”، أنّ: “الشركة اللبنانية، المنظمة لحفل البابا في مدينة آور، وهي مكلفة من قبل رئاسة الجمهورية، أقدمت على سرقة كرسي البابا، الذي جلس عليه وأقام الصلاة الموحدة”. ونقلت الصحيفة، عن مصدر؛ قوله إنه: “من المفترض أن يبقى الكرسي داخل العراق، ويوضع في متحف ذي قار”.
في المقابل، نفت “شركة نفط ذي قار”، في إيجاز صحافي تداولته وسائل إعلام محلية عراقية، سرقة “كرسي البابا”، مؤكدة أنّ الكرسي يعود لشركة تنظيم احتفالات ومؤتمرات لبنانية عاملة في “العراق”.
من مقتنيات الشركة المنظمة..
كما أنّ أحد القائمين على ترتيب الإجراءات اللوجستية، في فعالية زيارة “البابا”، إلى “الناصرية” أكد، في تصريح له، أنّ: “الكرسي الذي جلس عليه البابا؛ هو جزء من مقتنيات الشركة اللبنانية المتخصصة بتنظيم الحفلات والضيافة، المنفذة لإدارة الأمور اللوجستية خلال الزيارة، التي تعاقدت معها شركة نفط ذي قار”.
ووفقًا له: “تشمل هذه المقتنيات المسرح، الذي أقيمت عليه الصلاة الموحدة، فضلاً عن مقاعد الصحافيين والمرافق الصحية الجديدة”، مبينًا، في تسجيل صوتي أرسله لعددٍ من الصحافيين العراقيين، أنّ: “الشركة لم تسرق الكرسي، بل استرجعته بعد إنتهاء الفعالية”.
إلغاء جميع الإجراءات بعد الزيارة !
من جهته، قال الصحافي من مدينة الناصرية، “علاء الحمداني”، إنّ: “الآمال التي كانت لدى الناشطين والمهتمين بالآثار تقلّصت، بعدما شاهدوا، خلال اليومين الماضيين، جميع الإجراءات التي اتخذتها الحكومة المحلية في ذي قار، من أجل إعادة الحياة إلى مدينة آور، قد ألغيت”.
وأوضح أنّ: “جهات حكومية أو شبه حكومية، نقلت المولد الكهربائي الذي مدَّ المدينة بالكهرباء إلى جهة مجهولة، وعادت المدينة القديمة إلى الظلام الذي كانت فيه منذ زمن طويل”.
وفي “بغداد”، بيَّن الناشط السياسي، “عمار أحمد”، أنّ: “زيارة البابا جعلت الحكومة المحلية في العاصمة العراقية، تهتم بتزيين الشوارع بأشجار الزينة وغرس الورود في الجزر الوسطية، وتعبيد الطرق القريبة من المنطقة الخضراء، ولكن سرعان ما عادت الأوساخ والإهمال بعد إنتهاء زيارة البابا”.
وأكد أنّ: “سرعة إنجاز المشاريع، خلال الأسبوعين الماضيين، والاهتمام بالنظافة، بيّنت لجميع العراقيين أنّ السلطات قادرة على تحسين الأوضاع الخدمية من جهة، وتعمد الخراب في المدن العراقية من قبل السلطات ذاتها من جهة أخرى”.
وكان البابا “فرنسيس”، قد زار، السبت الماضي، مدينة “آور”، في “ذي قار”، وأجرى فيها صلاة موحدة للأديان الإبراهيمية، في خطوة تاريخية حظيت بترحيب دولي كبير، وذلك ضمن زيارته إلى “العراق”، التي استمرت ثلاثة أيام، والتقى خلالها المرجع الديني، “علي السيستاني”، في “النجف”، إضافة إلى إقامته صلاة في “حوش البيعة”، قرب كنيسة “الطاهرة”، في مدينة “الموصل”.
وختم “البابا” زيارته بإقامة قداس كبير في ملعب “فرانسوا حريري”، بمحافظة “إربيل”، عاصمة “إقليم كُردستان العراق”، حضره الآلاف من العراقيين. وغادر “البابا”، أمس الإثنين، “بغداد”، عائدًا إلى “روما”، في حفل وداع رسمي حضره رئيس الجمهورية، “برهم صالح”، وعدد من المسؤولين العراقيين.
“كهرباء ذي قار” تنفي الإظلام..
من جانبها؛ نفت دائرة توزيع الكهرباء في محافظة “ذي قار”، يوم الثلاثاء، قطع التيار الكهربائي عن مدينة “آور” الأثرية، بعد إنتهاء زيارة البابا “فرنسيس”.
وكان عدد من صفحات مواقع التواصل الاجتماعي تداولت خبرًا مفاده: بـ”عودة الظلام إلى مدينة آور الأثرية، بعد سحب المولدة الكهربائية المغذية لها عند إنتهاء زيارة بابا الفاتيكان”.
وأوضح فرع توزيع كهرباء “ذي قار”، في بيان؛ أن ملاكاته قد نفّذت، في وقت سابق، مشروع متكامل لإيصال التيار الكهربائي والإنارة إلى مدينة “آور” الأثرية استعدادًا لزيارة “البابا”، وهي الآن تتغذى بالتيار الكهربائي، (الوطني)، بصورة دائمية، وليس من خلال مولدات كهربائية وُضعت في حينها للحالات الطارئة فقط أثناء مراسيم الزيارة”.
وشدد البيان أنه: “لا نية إطلاقًا، لدى الفرع، لرفع الشبكة الكهربائية والإنارة التي شُيدت إليها؛ وستبقى مدينة آور الأثرية وزقورتها التاريخية، تشع بأنوارها كما شاهدتموها”.