23 ديسمبر، 2024 6:08 م

من رداء “شاناز” إلى وشاح “قرقوش” .. “نينوى” تستقبل البابا “فرنسيس” برسائل مطرزة !

من رداء “شاناز” إلى وشاح “قرقوش” .. “نينوى” تستقبل البابا “فرنسيس” برسائل مطرزة !

وكالات – كتابات :

أكملت بلدية مدينة “الموصل”، في محافظة “نينوى”، اليوم الجمعة، الاستعدادات الخاصة بزيارة “بابا الفاتيكان” إلى المدينة القديمة، المقررة يوم الأحد المقبل.

ورفعت بلدية المدينة الأنقاض من “حوش البيعة”؛ وجهزت المكان للصلاة في “كنيسة الطاهرة” القديمة، والذي من المقرر أن يتوافد إليها عشرات المسيحيين، صباح يوم الأحد، للصلاة مع الحبر الأعظم على أرواح من قضوا نحبهم في الحرب.

وعلقت البلدية رايات “الفاتيكان” مع الأعلام العراقية في الشوارع، التي سيمر بها البابا، الذي سيعبر من الجسر العتيق أقدم جسور “الموصل”؛ باتجاه “حوش البيعة”، كما عُلقت صور الترحيب بالحبر الأعظم في شوارع المدينة القديمة.

في حين تنكبّ “كرجية”، من سكان “قرقوش”، الواقعة في محافظة “نينوى”، في شمال “العراق”، على وضع اللمسات الأخيرة بخيوط ذهبية على وشاح اختار أهالي البلدة تقديمه لـ”البابا فرنسيس الثاني”، خلال زيارته لها ضمن جولته في “العراق”.

ومن المقرر أن يصل “البابا فرنسيس”، “قرقوش”، الواقعة على بُعد نحو 30 كيلومترًا إلى جنوب “الموصل”، يوم الأحد السابع من آذار/مارس 2021، وتزينت البلدة بأعلام “العراق” و”الفاتيكان” وصور “البابا” ترحيبًا به.

وشاح “قرقوش”..

ويشرح مصمم الوشاح؛ وراعي “كنيسة الطاهرة” الكبرى في “قرقوش”، الآب “عمار ياقو”؛ أن: “خمسة أشخاص من أهالي قرقوش اشتركوا في حياكته وتطريزه”، وهو صنع، كما يقول؛ من: “قماش يسمى محليًا؛ الشال”، واستغرق العمل على الوشاح الأسود والأحمر، شهرين.

ولبلدة “قرقوش” تاريخ قديم جدًا، سابق للمسيحية، يتحدث سكانها اليوم لهجة حديثة من الآرامية، لغة المسيح، ولذلك تُعدّ محطة مهمة في زيارة الحبر الأعظم التي تستغرق ثلاثة أيام.

وحِيّك الوشاح على “الطراز القرقوشي”، بحسب الآب “ياقو”، فنُسجت على أحد طرفيه: “الصلاة الربية”، أي: “أبانا الذي في السماوات”، وعلى الطرف الآخر، دُرز: “السلام الملائكي” لمريم العذراء بخيوط ذهبية باللغة السريانية.

وزيّن الوشاح أيضًا: بـ”ثلاثة صلبان تحمل تصميم، الصليب، الذي كان موجودًا في كنيسة الطاهرة الكبرى”، في “قرقوش”، قبل “تخريبه وتكسيره” على أيدي تنظيم (داعش)، كما يوضح الآب “ياقو”، وبالخيوط الذهبية نفسها، طرزت: “زخارف نباتية لها رمزية مهمة جدًا”، في الدين المسيحي، وهي: “السنبلة والعنب”؛ التي تعني: “الخبز والخمر”، كما حُبك رمز عراقي آخر على الوشاح هو “سعفة النخيل”، ليختصر الوشاح بذلك: “تراث بغديدا وسهل نينوى والعراق كاملاً”.

هدايا عراقية للحبر الأعظم..

وهذه ليست الهدية الأولى؛ التي يقدّمها العراقيون لـ”البابا فرنسيس”، إذ قبل عامين، حاكت الكُردية المسلمة، “شاناز جمال”، رداء يحمل رموز الأديان كافة، وهو بات معروضًا حاليًا في “الفاتيكان”، هدية للحبر الأعظم.

وطرّزت “جمال”، على مدى خمسة أشهر، رموز الطوائف الرئيسة الموجودة في “كُردستان” وفي “العراق”، على العباءة، من الصليب والهلال إلى معابد الإيزيديين الذين تعرضوا لإضطهاد وعنف شديدين على يد تنظيم (داعش)، وتمثّل العباءة التعدد الإثني والديني الغني في المنطقة.

أما اليوم، فحضّرت “جمال” هدية أخرى للبابا؛ هي عبارة عن صليب مطرّز حيك يدويًا بخيوط ذهبية على قماش مقطع باللونين الأحمر والأسود، ورُصع بأحجار باللونين الفيروزي وبالأحمر الياقوتي والزمردي، إضافة إلى قبعة باللونين الأبيض والذهبي.

يسبقها آلالام كثيرة..

وبشكل عام، تحمل زيارة “البابا”، لمحافظة “نينوى”، أهمية خاصة؛ كونها مركز الطائفة المسيحية في “العراق”، وعاصمتها “الموصل”، المكان الذي اختار تنظيم (داعش)، أن يعلن منه إنشاء دولة “الخلافة”، في عام 2014.

ولزيارة “البابا” إلى “قرقوش” تحديدًا؛ أهمية كبرى ليس فقط لتاريخها المرتبط إرتباطًا وثيقًا بالمسيحية، لكن أيضًا لكونها تعرضت لدمار كبير على يد (داعش).

وهذه أول زيارة بابوية على الإطلاق لـ”العراق”، يحقق فيها “فرنسيس الثاني”؛ حلمًا لطالما راود البابا الأسبق، “يوحنا بولس الثاني”، وتنطوي على دعم معنوي مهم للمسيحيين الذين تعود جذورهم في “العراق” إلى تاريخ طويل.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة