خاص : كتبت – نشوى الحفني :
تتسابق إدارة الرئيس الأميركي المنتهية ولايته، “دونالد ترامب”، في أيامها الأخيرة، مع النظام الإيراني، في فرض عقوبات جديدة في سلسلة لم تتوقف منذ بدء ولايتها حتى الآن؛ بينما تقوم الأخرى بإجراءات استفزازية وكأن كل منهما الآخر يحاول اقتناص فرصة الأيام الأخيرة في عهد “ترامب” ليفعل ما يحلو له.
وكالة (رويترز)، ذكرت الخميس، نقلاً عن مصادر مطلعة؛ قولها إن “الولايات المتحدة” تعتزم فرض حزمة عقوبات جديدة على “إيران”، خاصة بقطاعي المعادن والأسلحة التقليدية.
وهذه العقوبات هي الأحدث في سلسلة عقوبات فرضها الرئيس، “دونالد ترامب”، على اقتصاد “إيران” بهدف إجبارها على إجراء مفاوضات جديدة بشأن تقليص برنامجها النووي.
ولم ترد وزارتا “الخارجية” و”العدل” الأميركيتان على طلبات التعقيب.
وخلال الأسابيع الأخيرة، كثفت إدارة “ترامب” ضغوطها على “إيران”، رغم أنها في أواخر ولايتها.
وفي الأيام الماضية، أعلنت “واشنطن” سلسلة عقوبات على قادة ميليشيا (الحشد الشعبي) في “العراق”، الموالية لـ”إيران”، كما أعلنت عقوبات أخرى على 16 كيانًا.
وفي الـ 5 من كانون ثان/يناير الجاري، فرضت “وزارة الخزانة” الأميركية عقوبات على قطاع الصلب الإيراني، كما أضافت على القائمة السوداء أسماء أكثر من عشر كيانات وأحد الأفراد.
وعرض وزير الخارجية الأميركي، “مايك بومبيو”، جملة من الأدلة بشأن علاقة وثيقة بين “إيران” وتنظيم (القاعدة) الإرهابي؛ الذي شن هجمات دموية في كثير من دول العالم.
وتميزت ولاية “ترامب”، التي بدأت في 2017، بإنتهاج سياسة صارمة إزاء “إيران”، تمثلت في الانسحاب من “الاتفاق النووي”، وإعادة فرض العقوبات، ضمن حملة “الضغط القصوى”.
وقال مسؤولون أميركيون إنه لن يكون هناك إبطاء في حملة الضغط على “إيران”، في الأيام الأخيرة، لإدارة “ترامب”.
إيران تتجه نحو إنتاج الأسلحة النووية..
مقابل ذلك، أشارت (وول ستريت جورنال)؛ إلى أن “الوكالة الدولية للطاقة الذرية”، التابعة لـ”الأمم المتحدة”، قالت في تقرير سري، يوم الأربعاء، إن “إيران” اتخذت خطوة جديدة مهمة نحو إنتاج محتمل للأسلحة النووية.
وبحسب الصحيفة، بدأت “إيران” العمل في خط تجميع لتصنيع مادة رئيسة تستخدم في صميم صناعة الرؤوس الحربية النووية، مما يزيد من مخاطر مواجهة بين “طهران” و”واشنطن”، قبل تنصيب الرئيس المنتخب، “جو بايدن”.
قالت “الوكالة الدولية للطاقة الذرية”؛ في تقرير للدول الأعضاء، أطلعت عليه صحيفة (وول ستريت جورنال)، إن “إيران” أبلغت الوكالة أنها بدأت في تصنيع معدات ستستخدمها لإنتاج معدن (اليورانيوم) في موقع داخل محافظة “أصفهان” الإيرانية في الأشهر المقبلة.
ونوهت “الوكالة الدولية للطاقة الذرية”؛ إلى أن “طهران” لم تحدد أي جدول زمني لموعد قيامها بذلك، معتبرة أن هذا التطور يقرب “إيران” من عبور الخط الفاصل بين العمليات النووية ذات الاستخدام المدني المحتمل، مثل تخصيب الوقود النووي لمفاعلات توليد الطاقة، وبين أنشطة الأسلحة النووية، وهو أمر تنفيه “طهران” منذ فترة طويلة.
وقال سفير إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، “كاظم غريب عبادي”، الأربعاء الماضي، في تغريدة له على (تويتر): إن “إيران ستنتج معدن (اليورانيوم)”.
وأشار “عبادي”، في تغريدته؛ إلى أن هذه المادة ستسمح بتطوير وقود جديد لمفاعل الأبحاث المدنية في “طهران”، بحسب (ديلي ميل) البريطانية.
وقالت “إيران” إن تركيب المعدات سيستغرق من أربعة إلى خمسة أشهر لإنتاج مسحوق (اليورانيوم)، الذي يُصنع منه معدن (اليورانيوم).
توسيع القيادة العسكرية..
وفي خطوة جديدة أخرى من جانب “ترامب”، أمر بتوسيع القيادة العسكرية الأميركية الرئيسة في الشرق الأوسط لتشمل “إسرائيل”، بحسب مسؤولين أميركيين.
وهذا الأمر يستهدف إعادة تنظيم، في اللحظة الأخيرة، لهيكل الدفاع الأميركي، الذي دعت إليه الجماعات الموالية لـ”إسرائيل”، منذ فترة طويلة، لتشجيع التعاون ضد “إيران”، بحسب صحيفة (وول ستريت جورنال) الأميركية.
وفقًا للصحيفة، فإن هذه الخطوة تعني أن القيادة المركزية الأميركية ستشرف على السياسة العسكرية الأميركية التي تشمل “إسرائيل” والدول العربية، في خروج دام عقودًا من هيكل القيادة العسكرية الأميركية، الذي تم إنشاؤه هناك بسبب الحدة بين “إسرائيل” وبعض حلفاء (البنتاغون) العرب.
وهذه الخطوة هي الأحدث ضمن سلسلة سياسات إدارة “ترامب” لتشكيل أجندة الأمن القومي التي يورثها إلى الرئيس المنتخب، “جو بايدن”، وتم إجراء التغيير مؤخرًا بتكليف من “ترامب”، ولكن لم يتم الإعلان عنه بعد.
ورفض مصدر، ضمن الفريق الانتقالي للرئيس المنتخب، “بايدن”، التعليق على هذه الخطوة.
محادثات “إسرائيلية-أميركية” حول البرنامج النووي..
وفي أعقاب “اتفاقات إبراهيم”، التي أدت إلى تطبيع العلاقات بين “إسرائيل” و”الإمارات العربية المتحدة والبحرين”، كثفت الجماعات الموالية لـ”إسرائيل” من مساعيها لتحمل القيادة المركزية مسؤولية العمليات العسكرية والتخطيط لتعزيز تعاون أكبر بين “إسرائيل” وجيرانها العرب، بحسب الصحيفة.
ويعمل رئيس الحكومة الإسرائيلية، “بنيامين نتانياهو”، على تشكيل طاقم يبلور رؤية إسرائيلية خلال محادثات مع إدارة الرئيس الأميركي المنتخب، “جو بايدن”، حول “إيران” والبرنامج النووي الإيراني.
نقل موقع (واللا) الإسرائيلي، يوم الأربعاء، عن مسؤولين في مكتب “نتانياهو”؛ قولهم إن: “الطاقم سيضم مندوبين عن مجلس الأمن القومي، وزارتي الخارجية، والدفاع، والجيش، والموساد ولجنة الطاقة الذرية”.
وذكر الموقع أن: “نتانياهو يريد تعيين مسؤول رفيع من قبله ليرأس الطاقم، ويكون مبعوثًا خاصًا للمحادثات مع الإدارة الأميركية الجديدة قبل عودة الولايات المتحدة المحتملة إلى الاتفاق النووي مع إيران”.
وأشار الموقع إلى أن “نتانياهو” كان قد طلب من وزير الدفاع، “بيني غانتس”، الأسبوع الماضي، تولي مسؤولية حصرية لبلورة موقف “إسرائيل” من موضوع “الاتفاق النووي”. ورد “غانتس”، على “نتانياهو”، قائلاً إن: “هذه ليست مصلحة تجارية خاصة لشخص واحد، وأن السياسة ينبغي أن تحددها مداولات مشتركة لجهاز الأمن وبحث في المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت)”.
مناورات عسكرية دفاعية..
وبالتزامن مع إعلان “ترامب”، أعلن (الحرس الثوري) الإيراني، أمس الجمعة، عن مناورات عسكرية دفاعية في “منطقة الصحراء” المركزية وسط “إيران”.
وأطلق الجيش الإيراني أعدادًا كبيرة من صواريخ (أرض-أرض) باليستية؛ بالتزامن مع تسيير الطائرات المُسيرة الهجومية الحاملة للقنابل.
وتمكنت الصواريخ والمُسيرات من تدمير أهداف العدو المفترضة، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية.