خاص : حاورته – بوسي محمد :
البيئة.. أي بيئة تؤثر في الإنسان الذي يولد فيها، وهذا ما حدث مع المطرب العراقي “همام إبراهيم”، الذي ولد في كنف عائلة يتغلغل الفن إلى مسام جسدها، فبدأ من إتقان تجويد “القرآن الكريم” لضبط مخارج حروف اللغة العربية لديه، إلى أن التحق بـ”معهد الدراسات الموسيقية” وحصل على الدبلوم.
تأرجح “إبراهيم” بين ثلاثة موجات، ويعتبر الأخيرة هي الخطوة الأهم بالنسبة له.. الأولى عندما شارك في برنامج “ستار كلوب” عام 2004، والثانية عند مشاركته في برنامج “عرب أيدول” في موسمه الرابع، والثالثة والأهم مشاركته في “مهرجان الموسيقى العربية” بدورته الـ 39 في دار الأوبرا المصرية.. مما حدا بـ(كتابات) أن تلتقي به لإجراء حوار تقترب من خلاله من ذلك الفنان والتعرف على أكثر على إبداعه وفنه…
(كتابات) : ما هو شعورك بعد المشاركة الأولى في “مهرجان الموسيقى العربية” ؟
- لا أستطيع أن أعبر عن سعادتي بهذا الحدث.. فهي خطوة هامة في مسيرتي الفنية، وفي يوم ما سأحكيها لأبنائي وأحفادي، فاعتبر “الأوبرا المصرية” منبع الفنون، والوقوف على خشبة مسارحها مسؤولية كبيرة، لأن هذا المسرح وقف عليه كبار المطربين من مختلف أنحاء الوطن العربي، وتبقى الأوبرا حلماً أنيقاً ذا رونق.. والآن أشعر بسعادة كبيرة ببلوغ هذا الحليم وتحقيقه.
(كتابات) : ما الخصوصية التي يتمتع بها مسرح الأوبرا المصرية ؟
- منذ كنت صغيراً، أحلم باليوم الذي تطئ فيها قدماي خشبة مسرح الأوبرا المصرية، فلا أبالغ إذا قلت أن الوقوف على خشبة هذا المسرح العريق حلم يراود كل فنان عربي مهما بلغ من شهرة واسعة في الأوطان العربية، المسرح يتمتع بخصوصية كبيرة، من حيثُ طريقة الغناء والأداء، ونوعية الأغاني التي تقدمها، والوقوف بشكل منضبط وأنيق عليه، فهو متفرد عن أي مسرح آخر.
(كتابات) : تحقق شهرة واسعة في موطنك العراق.. لماذا لم تقم حفلات في مصر ؟
- في الحقيقة لا يوجد سبب واضح وراء ذلك، يمكنني القول أنها مسألة حظ أو نصيب ليس إلا.. فأنا من عشاق أرض مصر التي أعتبرها بلد أم الفنون، والخطوة الحمد لله جاءتني من أوسع أبوابها، بعد أن تم اختياري من جانب إدارة لجنة “مهرجان الموسيقى العربية” للغناء على خشبة مسرح الأوبرا المسرحية، ولهذا واجب الشكر للدكتورة “إيناس عبد الدايم” رئيسة الأوبرا المصرية، و”جيهان مرسي” مديرة المهرجان.
(كتابات) : الوقوف على خشبة الأوبرا ليس أمراً سهلاً.. هل تملك الخوف قلبك عندما صعدت على خشبة المسرح ؟
- الفنان الطبيعي يشعر بالقلق أمام أي جمهور.. فماذا إذا كان هذا الجمهور أكثر تثقيفاً ووعياً بالأغنية الطربية الأصيلة، بالتأكيد القلق تضاعف لدي عند الوقوف على خشبة مسرح الأوبرا المصرية، لأن جمهوره له ذائقة مختلفة يتذوق معنى الفن الحقيقي الذي تربى عليه. وأتمني أن أكون عند حسن ظنهم.
(كتابات) : كيف أستطعت الموازنة بين الحفاظ على آصالة الأغنية العربية ومواكبة العصر ؟
- بالتأكيد الأمر صعب للغاية.. فالموازنة بين الحفاظ على آصالة الأغنية وبين أن تكون الأغنية قريبة من متطلبات الشباب والعصر والجيل الجديد، أمر يتطلب مني جهداً ووقتاً كبيراً لإنتقاء العمل المناسب، لهذا أنا مُقل في أعمالي الفنية.
(كتابات) : تمر العراق بأزمات سياسية صعبة.. كيف أثرت تلك الظروف على الصعيد الفني بالعراق ؟
- الحرب لا يمكنها أن تقتل الحس الفني الموجود بداخل كل مواطن فينا، فإذا كانت قد نجحت في أن تؤثر بشكل كبير على عدة جوانب داخل الوسط الفني، إلا أنها أمددت الفنانين العراقيين دافعاً قوياً للعمل بشكل مكثف، فالفن قوة ناعمة يستطيع إصلاح ما أفسدته الحروب والسياسة.
(كتابات) : معظم أغانيك باللهجة العراقية.. ما سر تمسكك بها ؟
- أنا مواطن عراقي، أحمل في عاتقي مهمة إيصال الأغنية العراقية الشامية لأكبر شريحة من الجمهور والأوطان العربية والغربية، فأنا أحترم لهجتي وأعتز بها، ولكن هذا لا يمانع أنني في المستقبل القريب سوف أقوم بتقديم أغاني من لهجات عربية مختلفة. كما أنني أعتبر من أوائل الفنانين العراقيين أبناء جيلي الذين غنوا باللهجة المصرية، وقريباً سوف تصدر ليّ عدة أغاني باللهجة المصرية.
(كتابات) : هل أنت مؤمن بمقولة أن الفنان لابد أن يقدم جميع الألوان الغنائية ؟
- إطلاقاً.. الأهم أن يقدم الفنان أغنية تكون مناسبة لطبيعة شخصيته وتركيبته الفنية، إذا تحدثت عن نفسي فأنا شخصية هادئة تميل إلى الرومانسية في طابعها وغنائها لذلك أفضل الأغاني الرومانسية، كما أن هناك مطربون قدموا اللون الغنائي الشعبي فشل في تقديمها كبار المطربون، أنا مع المثل الشعبي الذي يقول “أدي العيش لخبازه”.
(كتابات) : ما هي الضوابط التي على ضوءها تختار كلمات أغانيك ؟
- لم أتهاون فيما أقدمه من كلمات ومعانِ فكرية راقية، فمنذ أن وطأت قدماي هذا المجال، وأنا أبحث عن العراقة والآصالة في الكلمة.
(كتابات) : كثيراً من المطربين يتجهون لعالم التمثيل.. هل يمكن أن تصبح واحداً منهم ؟
- عندما يعُرض علي عمل درامي أو سينمائي، سأوافق على الفور، لأني عاشق للتمثيل، فكبار المطربين حققوا نجاحاً كبيراً من خلال الجمع بين التمثيل والغناء مثل الفنان الكبير “عبد الحليم حافظ” رحمة الله عليه.