23 ديسمبر، 2024 6:17 ص

مع (كتابات) .. “فرات قدوري” .. يعبر عن أوجاع العراق نغمًة وإيقاعًا !

مع (كتابات) .. “فرات قدوري” .. يعبر عن أوجاع العراق نغمًة وإيقاعًا !

خاص : حاورته – بوسي محمد :

لا يحمل في يده سلاح ولا سيف، إذ قرر أن يخوض المعركة متسلحًا بالإحساس الذي يحرك أنامله نحو آلة “القانون” الموسيقية يصوغ بنغماتها ابتسامات ودعابات على هموم وآلام البسطاء، بعضها مُحمل بالفكرة والآخر مُطعم بالسخرية اللاذعة، هو عازف “القانون” العراقي، “فرات قدوري”، الذي يحمل في رصيده الكثير من الأعمال والمشاريع التي أظهرت الروح العراقية نغمًة وإيقاعًا.

اختار “فرات قدوري” آلة شرقية بحتة؛ هي آلة “القانون”، لكنه حلم لها بآفاق نغمية أرحب مما هي فيه عادة والتقى بها مع الموسيقى السيمفونية الغربية ومع “الكاز” ومع “الفلامنكو” وغيرها من الأنماط الموسيقية.

برع في كل هذا؛ واستطاع أن يكسر مع القوالب الجاهزة وأن يعطي لموسيقاه نفسًا من الحداثة دون أن يُفقدها الروح العربية.

على هامش مشاركته في “مهرجان الموسيقى العربية”، بدورته الـ 28، حرصت (كتابات)؛ على تلتقيه في حوار فني ثري…

(كتابات) : بداية.. حدثنا عن مشاركتك في “مهرجان الموسيقى العربية”.. ماذا يمثل لك ؟

  • لقد طفت العديد من المهرجانات حول العالم، لكن يبقى “مهرجان الموسيقى العربية” ذا خصوصية خاصة، لأنه ليس مهرجانًا تجاريًا، يهدف إلى المال، وإنما مهرجانًا غنائيًا وموسيقيًا ذا رسالة واضحة ومحددة، وهو إحياء التراث العربي، حيثُ يتميز المهرجان، الذي يُقام داخل “دار الأوبرا المصرية”، بالعروض الموسيقية البحتة، وإبراز آلات الصولو كـ”القانون والناي والعود”، وحبي لـ”مصر” يدفعني للمشاركة في المهرجان كل عام.

(كتابات) : ترعرعت في كنف عائلة فنية موسيقية.. كيف أثر ذلك على تكوينك الفني ؟

  • بالفعل اعتبر نفسي ابن بيت موسيقي نشأت فيه مع أستاذين كبيرين؛ هما والدي، “حسين قدوري”، وشقيقه، “قصي قدوري”. وهو إضافة إلى ذلك تلميذ للأستاذ والمعلّم القدير، “منير بشير”، الذي أسّس لمدرسة موسيقية سار فيها على دربه أجيال وأجيال، بالطبع كل هذا أثر في تكويني الموسيقي، ومكني من إستنشاق مختلف الأزهار الموسيقية حتى اخترت اللون الذي أمضي فيه طريقي.

(كتابات) : بعد أن تم إستحداث العديد من دور “الأوبرا” في العالم العربي.. هل ترى أن هذا ممكن أن يسحب البساط من “الأوبرا المصرية” ؟

  • “مصر” هي السباقة في صناعة “الأوبرا”، قدمت على خشبتها أهم الأوبرات الشهيرة كـ (أوبرا عايدة)، وغيرها، فضلًا عن قسم “البالية”، والأهم من ذلك المسابقات وعروض “البالية” والمسابقات والمهرجانات الموسيقية، إلى جانب إصرارها على تقديم فن راقِ مغاير للموجود على الساحة.

(كتابات) : لماذا اخترت آلة “القانون” تحديدًا ؟

  • “القانون” آلة طربية؛ لذا سُميت “سلطان الطرب”، بالإضافة إلى أنها تتمتع بمساحات صوتية واسعة تُمكن الفنان من غناء مختلف الطبقات الغنائية بواسطتها، فضلًا عن “العُرب” الموجودة بها؛ والتي مكنتها من الانتقال لجميع المقامات العربية. وهي ميزة لا توجد في آلة أخرى.

(كتابات) : مزجت “القانون”، وهي آلة عربية بحتة، مع الموسيقى السيمفونية الغربية، و”الكاز” و”الفلامنكو”.. فما سر هذا الربط ؟

  • منذ طفولتي وأنا أعشق “الكاز” و”الروك” و”البوب”، فأنا مُطلع جيد على الثقافات الفنية الغربية، وهذا الأمر ورثته عن والدي، “حسين القدوري”، رحمة الله عليه، والذي ظل يطلع على الموسيقى الأوبرالية والكلاسيكية، فوظفت موسيقى “الكاز” في آلتي “القانون”، ضمن مؤلفاتي الشرقية التي أستوحيتها من المُقام العراقي.

(كتابات) : ولكن يرى البعض أن المزج بين اللون الشرقي والغربي يفقد الموسيقى العربية هويتها.. ما رأيك ؟

  • إطلاقًا.. يجب أن يكون الفنان والموسيقيي مواكب للموضة والعصر، والتطوير دون الإخلال بالهوية العربية ليس عيبًا، وإنما يعطي النغم مزيدًا من الرونق، فقد اكتشفت في “القانون”؛ عندما قررت مزجه مع موسيقى “الكاز”، مساحات موسيقية واسعة وجديدة، كما أن الموسيقى لا تنص على قانون معين وغير ملتزمة بأي قواعد.

ووجب التنوية عن أصل التوزيع الموسيقيي مأخوذ من الموسيقى الكلاسيكية، وموسيقار الأجيال، “محمد عبدالوهاب”، أول من بدأ في التوزيع، أقتبس من موسيقى “بيتهوفن” و”مزارت”، وهو لم ينكر ذلك.

(كتابات) : ترأس “مهرجان الشارقة للموسيقى العالمية”.. ما الجديد الذي ستقدمه في الدورة المقبلة ؟

  • هناك مشروع جديد سأعزف فيه؛ اسميته “مقام الفلامنكو”، وهو خليط بين المُقام العراقي البغدادي الذي ستمثله “فريدة محمد علي”، و”الفلامنكو”، “كارمن لينارس”، أحد أهم مطربي “الفلامنكو” بـ”إسبانيا”، كما قمت بإعداد موسيقى جديدة للأغاني العراقية و”الفلامنكو”، وعملت على دمجها بعد أن وجدت تشابهًا كبيرًا بين “الفلامنكو” والمقام العراقي.

(كتابات) : هل أصابت الحروب، الفن العراقي، بالجمود ؟

  • الفن العراقي لا زال ينبض حياة، رغم الحرب، وأنا لا أقل وطنية عن أي جندي يدافع عن بلده، خاصة أنني أملك سلاح أقوى من الجندي، وهو سلاح الكلمة والنغمة، فالفن تأثيره أقوى من الرصاص.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة