مع فقدان قياداته بعمليات العراق الاستباقية .. ماذا تبقى من تنظيم “داعش” وهل بدأت نهايته ؟

مع فقدان قياداته بعمليات العراق الاستباقية .. ماذا تبقى من تنظيم “داعش” وهل بدأت نهايته ؟

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

خلال استقباله أعضاء “لجنة الأمن والدفاع” النيابية، مساء أمس، صرح رئيس الوزراء العراقي، “مصطفى الكاظمي”، قائلاً: “نواجه التحديات بقوة وباستمرارية، لدينا عمليات استباقية كل يوم، كانت لدينا، يوم أمس، عملية مهمة استهدفت 4 أهداف، منها ما يسمى بوالي الجنوب، وقتلنا قبل أسبوع ما يسمى بوالي العراق في عملية بطولية عراقية بإمتياز، ونجحت قواتنا الأمنية، قبل شهر، بتدمير جماعة كاملة ومقتل أكثر من 42 إرهابيًا، جنوبي نينوى”.

ورغم الإعلان عن انتصار “العراق” و”التحالف الدولي” على تنظيم (داعش) الإرهابي، منذ ثلاث سنوات، إلا أن ما يحدث الآن من عمليات انتقامية، راح ضحيتها أعداد كبيرة؛ آخرها ما حدث في “بغداد”، الأسبوع الماضي، من حدوث تفجيرين متزامنين أوقعا أكثر من 32 قتيل وجرح ما يزيد على الـ 100 شخص.

هذه العمليات سبق وأن تنبأت بها، “أوروبا”، وحذرت من عودة التظيم مرة أخرى وممارسة نشاطه الإجرامي، مع بداية عام 2021 .

العمليات الأخيرة؛ أثارت العديد من التساؤلات حول القدرات العسكرية والبشرية التي يمتلكها “التنظيم”، اليوم، والتي تمكنه من القيام بتلك العمليات، وما الأسباب التي جعلته متماسكًا طوال تلك الفترة، رغم عدم توقف الحملات العسكرية عليه ؟!

بدأ يفقد قياداته..

مستشار المركز “الأوروبي” لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، والمحلل السياسي العراقي، اللواء دكتور “عماد علو”، قال عن وضع التنظيم الآن: “في الحقيقة أن العمليات الأخيرة التي قام بها تنظيم (داعش) لم تكن استعادة لنشاطه؛ لأن هناك عمليات عسكرية واستخباراتية من جانب القوات المسلحة تقوم بإصطياد عناصره وملاحقتهم بشكل دقيق، وآخر تلك العمليات الاستخباراتية هي قتل ما يسمى بوالي العراق في التنظيم، أبوياسر العيساوي، وقبل ذلك تم قتل العديد من القيادات المؤثرة في التنظيم”.

وأضاف، في تصريحه لـ (سبوتنيك)؛ أن: “سقوط تلك العناصر يؤكد أن التنظيم بدأ يفقد قياداته، وهذا النوع من التنظيمات الإرهابية عندما يفقد قياداته، تتهاوى خلاياه النائمة والفعالة، وما حدث في الأشهر الماضية هو أن التنظيم حاول أن يطرح نفسه كرقم في المشهد الأمني العراقي، من خلال عدد من العمليات في مناطق، “هشة”، أمنيًا وبها فراغ سكاني، لكنه تلقى ضربات موجعة، كما حدث مع قاطع دجلة، (أحد فرق التنظيم)، عندما تم القضاء عليه، وقتل 42 عنصر مع أمير القاطع، قبل شهرين من الآن”.

فقد البنية التحتية..

وحول مدى امتلاك التنظيم، حاليًا، لقدرات وعتاد عسكري يمكنه من القيام بعمليات فاعلة على الأرض، قال “علو”: “لا أعتقد أن التنظيم يمتلك اليوم عتادًا كبيرًا، لأنه فقد بنيته التحتية التي كان يمتلكها، قبل عام 2015، والتي كانت تتمثل في معامل صناعة صواريخ (جهنم) وقذائف (الهاون) والعبوات والأحزمة الناسفة، بعد أن فقد الأرض التي كان يسيطر عليها، لذلك يعتمد التنظيم على الأسلحة الخفيفة واستخدام الدراجات النارية في عملياته التي تقوم بها مفارز من عناصره لا تتعدى أصابع اليد الواحدة، ويقوم بتسويق عملياته بشكل إعلامي كبير من أجل إعادة التجنيد أو جذب عناصر والإيحاء بأنه رقم فاعل في المشهد العراقي”.

التشكيلات العسكرية لـ”داعش”..

مؤكدًا مستشار المركز “الأوروبي” على أن: “الإعلان عن إعادة التموضع للقوات الأميركية وقوات التحالف، بشكل عام، والتي تقودها الولايات المتحدة في العراق؛ شجعت بعض قواطع التنظيم التي تعمل بصورة لا مركزية على القيام بعمليات في مناطق انخفض فيها الجهد الاستطلاعي والاستخباراتي، الذي كان يقوم به التحالف، خاصة المناطق الشرقية من العراق في محافظة ديالى وصلاح الدين، وهذا الأمر يمكن أن يساعد التنظيم في زيادة عملياته”.

ولفت “علو” إلى؛ إن: “المعلومات المتوفرة لدينا؛ تقول أن التنظيم يعمل على شكل كتائب في 11 قاطع بالعراق، كل كتيبة تتكون ما بين 300 – 350 عنصر، تلك الكتائب تتقسم إلى سرايا ومفارز، (مجموعات صغيرة)، والمجموع الكلي للعناصر الفاعلة في التنظيم يتراوح بين 2500 – 3000 عنصر، موجودين داخل العراق، كما أن هناك تسلل لعناصر من التنظيم عبر الحدود (العراقية-السورية)، والذي تحاول قواتنا المسلحة الحد منه عن طريق بناء سياج عازل، وتواجد أمني على طول الحدود باستخدام أحد تقنيات المراقبة والدفاع، لكن هذا الجدار لم يكتمل كليًا حتى الآن؛ ما يتيح فرص للتسلل حتى الآن، خاصة في المناطق الشمالية الغربية من الحدود”.

قدرات التجنيد ضعفت..

ولفت إلى أن قدرات التنظيم، اليوم، على تجنيد عناصر، سواء من الداخل أو الخارج، أصبحت ضعيفة وليست كما كانت في السابق، نظرًا لما شهدته المجتمعات العراقية من معاناة من التنظيم، كما أن هناك رفض مجتمعي له، وكل من تم القبض عليهم حتى اليوم من جانب الجيش، هم من المواطنين المحليين، وهم الآن تحت سيطرة القوات العراقية ومكافحة الإرهاب، حيث تم القبض على أكثر من 200 عنصر وقتل حوالي 300 عنصر”.

لا علاقة له بالإدارة الأميركية الجديدة..

من جانبه؛ قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة “النهرين” العراقية، الدكتور “قحطان الخفاجي”: “لا أعتقد أن نشاط (داعش)، في الآونة الأخيرة، له علاقة مباشرة بتغيير الإدارة الاميركية، ولا ننسى أن بعض أكبر قادة التنظيم الإرهابي قتلوا في وقت سابق للتغيرات التي حدثت بالإدارة الأميركية وبعض متعلقاتها”، معتقدًا أن ما يحدث هو تصعيد من الجهات الحكومية العراقية، بعد زيادة نشاط التنظيم والعمليات الإرهابية في “بغداد”، وهو وأن كان تكملة لنشاط مسبق لا ينكر، إذ هكذا أعمال موفقة لابد أن سبقها تحرك استخباري عميق وتحليلات علمية واقعية منطقية.

وأشار “الخفاجي” إلى؛ أن زيادة الاهتمام الإعلامي هو رغبة حكومية لإثبات نجاح عملياتها ضد (داعش)، واستمرار ملاحقتهم، وهو سبيل واقعي ومعقول لسحب سخط الشارع على تلكؤ أداء الأجهزة الأمنية الرسمية، التي كان من نتائجها نجاح الإرهابيين بهجماتهم على القطاعات الأمنية أو على الشعب.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة