مع تعيين رئيس أركان جديد .. هل ستتغير عقيدة الجيش الإسرائيلي ؟

مع تعيين رئيس أركان جديد .. هل ستتغير عقيدة الجيش الإسرائيلي ؟

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

نشر موقع (دبكا) العبري مقالاً تحليليًا عن مستقبل العقيدة العسكرية للجيش الإسرائيلي؛ بعد تعيين اللواء، “أفيف كوخافي”، خلفًا لرئيس الأركان، “غادي إيزنكوت”، الذي تنتهي فترته هذا الأسبوع.

هل سيظل الجيش على مبدأ “إيزنكوت” ؟

بدأ المقال بالتساؤل: “هل سيتمكن رئيس الأركان الجديد من تطوير قدرة الجيش الإسرائيلي على تحقيق عنصر المفاجأة والهجوم ؟”.. أم أن الجيش سيظل متمسكًا بمبدأ “إيزنكوت”؛ الذي يقوم على ضبط النفس وعدم التورط في خوض حرب جديدة ؟

أهم إنجاز حققه “إيزنكوت”..

أوضح المقال بأنه ما من أحد – من الذين يُثنون على أداء رئيس الأركان المنتهية فترته – يُدرك أهم إنجاز حققه، ألا وهو: القضاء على مؤسسات “السلطة الفلسطينية” وتهيئة المناخ لإقامة دولة فلسطينية في “قطاع غزة” تحت قيادة “حركة حماس”.

وتعتبر تلك العملية، التي لا تزال في مراحلها الأولى، إنجازًا حقيقيًا لـ”إيزنكوت”، رغم أنها ليست من بنات أفكاره، وأن الذين خططوا لها هم خبراء إستراتيجيون من “واشنطن” بالتعاون مع الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، وكذلك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، “بنيامين نتانياهو”، الذي يتولى الآن أيضًا منصب “وزير الدفاع”.

لخدمة الهدف السياسي..

المهم في هذا الأمر؛ هو أن الضباط والجنود والرأي العام في “إسرائيل” لم يكونوا على علم بالغاية المنشودة من العقيدة الأساسية التي يتبناها “إيزينكوت”، والتي جعلت الجيش الإسرائيلي يتسم بالسلبية وعدم العدوانية، لخدمة هدف سياسي مهم وضعته “الولايات المتحدة” و”إسرائيل”.

ظاهرة السلبية العسكرية..

إن الجيش الإسرائيلي، الذي لم يتحرك طيلة 10 أشهر، بدءًا من آذار/مارس 2018، وظل يتعرض لهجمات أسبوعية مستمرة – سواء كانت بالصواريخ أو بقذائف (الهاون) أو بتفجير العبوات الناسفة أو بعمليات اختراق للحدود الإسرائيلية – يتعلم من قادته كيف يتلقى الضربات، وليس كيف يشن الهجمات.

ولقد بدت تلك الظاهرة في الجبهة الشمالية، أثناء فترة “إزينكوت”، عندما أمتنع الجيش الإسرائيلي عن شن هجمات مباشرة لضرب المقرات العسكرية التابعة لـ”إيران” و”حزب الله” في “سوريا” و”لبنان”. إذ اقتصر نشاط الجيش الإسرائيلي، في الجبهة الشمالية، على شن غارات جوية، والقيام بعمليات عسكرية سرية، بحسب وصف “نتانياهو” و”إيزنكوت”.

وفي حين تكون هجمات سلاح الطيران الإسرائيلي محدودة ولا يمكنها حسم أي معركة، فإن أحدًا لا يمكنه تقييم الأثر الحقيقي للعمليات العسكرية السرية، لأنها بحسب طبيعتها قاصرة على نقاط محددة، لذا فإنها أيضًا لا يمكنها حسم المعركة.

الإيرانييون يستغلون سلبية “إيزنكوت”..

من الواضح أن فقدان عنصر المفاجأة في عمليات الجيش الإسرائيلي هو الذي جعل بامكان القادة العسكريين الإيرانيين استغلال السلبية العسكرية التي كان يتبناها “إيزنكوت”. فعندما قام سلاح الطيران الإسرائيلي بقصف المقرات التابعة لـ”إيران” و”حزب الله”، في “سوريا”، سرعان ما كانت تظهر مقرات جديد في أماكن أخرى. وعندما قامت قوات إسرائيلية خاصة باستهداف قوافل الأسلحة، كان يتم تنظيم وإطلاق قوافل أخرى حتى من “العراق”.

وعندما تم مهاجمة الطائرات الإيرانية؛ التي كانت تصل إلى “دمشق” محملة بالأسلحة، أخذت “إيران” ترسل الطائرات إلى القواعد الجوية ذات الوجود العسكري الروسي، ثم بعد ذلك إلى مطار “بيروت” الدولي.

بعبارة أخرى؛ فقد كان الخبراء الإستراتيجيون الإيرانيون يملكون دائمًا الرد على العقيدة العسكرية، التي كان ينتهجها رئيس الأركان، “إيزنكوت”، والتي كان هدفها النهائي واضحًا للجميع، ألا وهو عدم تورط الجيش الإسرائيلي في حرب واسعة النطاق.

تراجع الدافع للقتال..

لقد كانت الظاهرة الأبرز، خلال الفترة التي أمضاها “إيزنكوت” رئيسًا للأركان، بين عامي 2014 –  2018، هي التراجع السريع والمستمر في نسبة المجندين الذين يريدون الإلتحاق بصفوف الوحدات العسكرية القتالية، حتى بلغت 64% فقط.

وهناك أسباب عديدة لتلك الظاهرة، أهمها هو أن الجيش الذي لا يحارب يُصبح ضباطه وجنوده بلا دافع للقتال. وتلك بالطبع ليست ظاهرة خاصة بـ”إسرائيل” أو بجيشها فقط، بل إنها ظاهرة معروفة لدى جميع جيوش العالم.

وبما أن الجيش الإسرائيلي لم يشن أي حرب على نطاق واسع، منذ 13 عامًا، أي منذ “حرب لبنان” الأولى ضد “حزب الله”، فمن الواضح أن دافع المجندين للإلتحاق بالوحدات القتالية يتراجع وفقًا لذلك.

جدل حول جاهزية الجيش للحرب..

هناك فجوة متزايدة بين الفريق، “إزينكوت”، وجميع اللواءات والعُمداء والعُقداء الذين يعتقدون – على عكس “إيزنكوت” – بأن الجيش الإسرائيلي غير مستعد لخوض الحرب القادمة.

أما رأي لجنة كبار الضباط، التي عينها “إيزنكوت”، والتي تقول إن الجيش الإسرائيلي مستعد للحرب القادمة، فلن يغير من الأمر شيئًا، لأننا لسنا بصدد صراع بين رأيين مختلفين، وإنما بصدد اختلاف بين عقيدتين عسكريتين وهما عقيدة السلبية في مقابل عقيدة الهجوم.

إذ يرى “إيزنكوت”، بأن الجيش الإسرائيلي مستعد لخوض الحرب، فيما يرى المعارضون له، بأن الجيش غير مؤهل لذلك، لا مهنيًا ولا ذهنيًا. لذلك، فإن كل من يُثنون على أداء “إيزنكوت” ويتمنون أن يسير خليفته، اللواء “كوخافي”، على نهجه، فإنهم مُخطئون.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة