29 مارس، 2024 9:37 ص
Search
Close this search box.

“لبنان” يُستنفر أمنيًا .. لإظهار انتصاره للداخل الإسرائيلي و”نتانياهو” يبني جدار فاصل على “الخط الأزرق” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

على الرغم من إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي، “بنيامين نتانياهو”، إنتهاء عملية درع الشمال على الحدود “اللبنانية-الإسرائيلية”، إلا أن ما يحدث على الحدود الجنوبية في منطقة ​”العديسة​”، مقابل مستعمرة “مسكافعام” الإسرائيلية، من استمرار “تل أبيب” في بناء ​الجدار الأسمنتي​ ووضعها بلوكات في تلك النقطة المتنازع عليها، يعكس استمرار إشتعال التوتر بينهما.

مما أدى إلى تنديد “المجلس الأعلى للدفاع” في “لبنان”، بهذه الإنشاءات التي تقوم بها “إسرائيل” لبناء الجدار الفاصل في نقاط التحفظ على الخط الأزرق، واعتبرها “إعتداء على لبنان”.

وقال المجلس، عقب اجتماع برئاسة رئيس الجمهورية، العماد “ميشال عون”، مساء الخميس الماضي، بحضور قيادات عسكرية وأمنية ورئيس الحكومة ووزراء آخرين، “ما يحصل بمثابة إعتداء على الأراضي اللبنانية؛ وخرق واضح للقرار الدولي رقم 1701″، مؤكدًا على تمسك “لبنان” بكل شبر من أراضيه ومياهه.

وقرّر “المجلس الأعلى”: “تقديم شكوى إلى مجلس الأمن، وتكثيف الاتصالات الدولية لشرح موقف لبنان من هذا التعدي الإسرائيلي، وطلب اجتماع طاريء للجنة الثلاثية لبحث المستجدات وإعطاء التوجيهات اللازمة لقيادة الجيش لكيفية التصدي لهذا التعدي”.

وقرّر المجلس، كذلك: “الطلب إلى مجلس الأمن وقوات الطواريء الدولية، (اليونيفيل)، تحمّل مسؤولياتهم كاملة في تنفيذ القرار 1701 وحفظ الأمن على الحدود”.

مجلس الدفاع يطلب من الجيش اللبناني التصدي للجيش الإسرائيلي..

وبالفعل إنعقد اجتماع ثلاثي “لبناني-دولي-إسرائيلي”؛ قبل موعده المحدد، قدم فيه الوفد العسكري اللبناني ملفًا مدعمًا بالصور والوثائق للخروقات الإسرائيلية، منها بناء الجدار على أراض لبنانية في “العديسة”، لكن الوفد الإسرائيلي لم يُقر بذلك، ما استدعى إتخاذ “مجلس الدفاع الأعلى” قرارات حاسمة، والطلب من ​الجيش اللبناني​ التصدي للجيش الإسرائيلي في حال الاستمر في بناء الجدار في “العديسة”، بالإضافة إلى إصرار الجيش على الطلب من (اليونيفل) إزالة ​الجيش الإسرائيلي​ للمكعبات الأسمنتية التسعة التي رفعها في “العديسة” وكل الإنشاءات المتصلة بها.

خروقات إسرائيلية للقرار 1701..

كما عرض الوفد اللبناني في اللقاء، جملة خروقات إسرائيلية للقرار (1701)، ومنها التنصت الإسرائيلي على شبكة الهاتف اللبنانية واختراقها بتهديدات إسرائيلية موجهة لأهالي “كفركلا” و”عيتا الشعب” بالإبتعاد عن الحدود، لأن الجيش الإسرائيلي سيفجر الأنفاق المزعومة، مع العلم أن الوفد اللبناني كشف أن ما فجرته “تل أبيب”، مقابل “عيتا الشعب”، هي عبّارة مياه ومقابل “بليدا” مغاور وكهوف لأعمال الزراعة اللبنانية، معتبرًا أن تلك التهديدات هدفها التأثير النفسي على سكان الجنوب.

هذا بالإضافة إلى معاودة الوفد اللبناني طلب (اليونيفل) بالضغط على “إسرائيل” للانسحاب من “مزارع شبعا” و”تلال كفرشوبا” والقسم اللبناني من بلدة “الغجر”، ووقفها التشويش والتنصت على الهاتف اللبناني ومنع زرع أجهزة التجسس في الأراضي اللبنانية، لأنها أعمال عدائية تصعيدية وتدفع بالأمور إلى التوتر.

اليونيفيل” تتواصل لحل القضية..

وتعليقًا على ما يجري على الحدود؛ قال الناطق الرسمي باسم (يونيفيل)، “أندريا تيننتي”: “إن قيادة (يونيفيل) على تواصل تام مع الأطراف لتفادي أي سوء فهم وإيجاد حل مشترك لهذه القضية. كما أن جنودنا متواجدون على الأرض لمراقبة الوضع والحفاظ على الهدوء على طول الخط الأزرق”.

ولاحقًا أعلن “تيننتي”، في بيان، أن: “الوضع على الحدود مستقر وتحت السيطرة، وأن جنود (يونيفيل) على الأرض للمحافظة على الهدوء”.

وأضاف: “إن القائد العام لـ (يونيفيل)، اللواء ستيفانو ديل كول، على اتصال دائم بالأطراف للتوصل إلى حل للقضية العالقة”.

إستنفار دبلوماسي..

وأدانت “وزارة الخارجية والمغتربين”، في بيان، “الإعتداء الإسرائيلي الجديد على السيادة اللبنانية، عبر القيام ببناء حائط وإنشاءات داخل الأراضي اللبنانية في نقاط التحفظ على الخط الأزرق بالقرب من المستعمرة المسماة مسكافعام”. واعتبرت أن “من الأجدر أن يلتئم مجلس الأمن، وأن يتعامل المجتمع الدولي مع هذا الخرق الواضح والصريح للقرار (1701)، كما فعل مع الشكوى المقدمة من قِبل العدو الإسرائيلي، وقد أعطى وزير الخارجية والمغتربين، جبران باسيل، تعليماته، بعيد اجتماع المجلس الأعلى للدفاع، إلى مندوبة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة، أمال مدللي، لتقديم شكوى أمام مجلس الأمن بالخروق الإسرائيلية البرية، والتي تشكل إنتهاكًا فاضحًا للقرار (1701)، وتهدد الاستقرار في الجنوب والمنطقة. كما دعا كل البعثات الدبلوماسية اللبنانية في الخارج لشرح الموقف اللبناني من هذا التعدي الإسرائيلي الجديد”.

ورغم الإعتراض اللبناني على إقامة البلوكات في “العديسة”، فإن استئناف الأعمال في ظل إستنفار الجيش اللبناني، الذي عزز تمركزه في تلك النقطة وفي جنوب “الليطاني”، ووضع قواته بحال تأهب دائم للرد على الإعتداءات الإسرائيلية، تبقى الأمور مرهونة بمدى ما قطعته (اليونيفل) من وعود، بأنها ستطلب من “تل أبيب” وقف عمليات بناء الجدار.

إستنفار أمني..

ونشرت “إسرائيل” عددًا من جنودها في مقابل تسيير الجيش اللبناني دورية مع قوات الطواريء الدولية، بالإضافة إلى قيام فريق من وحدة الشؤون الجغرافية في الجيش اللبناني بإجراء مسح وتحديد نقاط في المحلة مقابل الأعمال التي تقوم بها “إسرائيل”.

يُذكر أن “إسرائيل” تقوم بإقامة جدار على “الخط الأزرق”، وهو خط الانسحاب الذي وضعته “الأمم المتحدة”، في العام 2000، بهدف التحقق من الانسحاب الإسرائيلي، وهو يتطابق مع خط الحدود الدولية في قسم كبير منه، وتوجد فوارق في عدد من الأماكن، لذا يتحفّظ “لبنان” على “الخط الأزرق” في هذه المناطق.

ويعارض “لبنان” إقامة الجدار في المناطق التي يتحفظ عليها، ويرى أن الجدار الإسرائيلي في حال تشييده على حدود “لبنان” الجنوبية يُعتبر إعتداءً على السيادة وخرقًا للقرار (1701).

يحدث ضجة ليظهر انتصار للداخل الإسرائيلي..

تعليقًا على الخطوة الإسرائيلية، قالت “د. ليلى نيقولا”، أستاذة العلاقات الدولية بجامعة “بيروت”، إنه بعد انسحاب “إسرائيل” من “لبنان”، عام 2000، قامت قوة مشتركة من “لبنان” و”إسرائيل” و”الأمم المتحدة” بترسيم “الخط الأزرق” بينهما، ولكن “إسرائيل” قامت بعمل حاجز من الأسمنت ودخلوا إلى “الخط الأزرق” من الناحية اللبنانية، وقدم “لبنان” شكوى لـ”مجلس الأمن” لمعرفة ما يدور؛ لأن هناك خرائط في “الأمم المتحدة” حول هذا الخط.

وأشارت إلى أن “إسرائيل” تقصد الإستفزاز؛ لأنه يمكنها التراجع لأمتار قليلة فقط لا غير وتدارك الأمر.. ولكن “نتانياهو” يريد أن يحدث ضجة وتصعيدًا ليظهر انتصارًا على اللبنانيين في الداخل الإسرائيلي.. و”لبنان” يتعامل بطريقة هادئة حتى لا تجر المنطقة إلى ما لا يحمد عقباه.

وأضافت “نيقولا”؛ أن “إسرائيل” تستمر في سياستها بدعم أميركي من خلال إنتهاك السيادة اللبنانية ومحاولة للسيطرة على “الغاز اللبناني”، لذلك لن يردعها غير القوة من خلال التعامل معها  بجدية وحسم. و”الجيش اللبناني” مستعد للتهديدات التي يواجهها “لبنان” عبر الحدود، ولكن لن يتجه “لبنان” إلى ذلك في ظل الظروف الإقليمية التي تسعى للتهدئة واستعداد “لبنان” الآن لعقد قمة اقتصادية عربية، مؤكده على أن “لبنان” يحتفظ بحق الرد واختيار الوقت المناسب لتحرير الأرض.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب