23 ديسمبر، 2024 2:44 م

مع إدارة “بايدن” .. أزمة “إس-400” الروسية تشتعل .. واشنطن ترفض وتركيا تراوغ !

مع إدارة “بايدن” .. أزمة “إس-400” الروسية تشتعل .. واشنطن ترفض وتركيا تراوغ !

خاص : كتبت – نشوى الحفني : 

بعدما أبدت “واشنطن” عدم تغيير موقفها من صفقة (إس-400) الروسية لـ”تركيا”، لا تزال “أنقرة” مُصرة على المراوغة، حيث اقترح وزير دفاعها، “خلوصي آكار”: “حلاً جديدًا”.

صحيفة (أحوال) التركية؛ نقلت عن “آكار”؛ قوله إن “تركيا” و”الولايات المتحدة” يمكن أن تحل خلافاتهما بشأن أنظمة الدفاع الجوي الروسية، (إس-400)، من خلال تطبيق ما أسماه: “نموذج كريت”.

وكان “آكار”؛ يشير بشكل مباشر إلى امتلاك “اليونان” لصواريخ روسية قديمة، كانت قائمة على جزيرة “كريت”، منذ سنوات.

وقال: “لقد رأينا هذا من قبل، بغض النظر عن كون النموذج المستخدم في جزيرة كريت قديم، إلا أننا منفتحون على التفاوض”.

وكانت “قبرص” قد طلبت، في الأصل، شراء صواريخ (إس-300)، في أواخر التسعينيات، لردع التحليق التركي في مجالها الجوي. وهددت “أنقرة” بتدمير هذه الصواريخ؛ إذا تم نشرهم في الجزيرة المقسمة، مما أثار أزمة كبيرة.

وتم تفادي هذه الأزمة عندما وافقت “اليونان” على إستلام الصواريخ ووضعها في مخزن في “جزيرة كريت”. ولم تقم “آثينا” بتنشيط الأنظمة، حتى تمرين عسكري، في عام 2013.

وأوضحت الصحيفة؛ أن استشهاد “آكار”: بـ”نموذج كريت”، يُشير إلى تفعيل “تركيا” لأنظمة الصواريخ، (إس-400)،، في ظل ظروف معينة، بدلاً من التخلص منها بشكل نهائي.

وأوضح “آكار”: “لن نستخدمها دائمًا. يتم استخدام الأنظمة وفقًا لحالة التهديدات. سنتخذ قرارات بناءً على ذلك”. وأضاف أن أنظمة (إس-300) اليونانية: “لا تعمل بشكل دائم”.

تصريحات “آكار”؛ جاءت ردًا على تصريحات وزير الخارجية الأميركي، “آنتوني بلينكن”، أمس الإثنين، والتي دعا فيها إلى ضرورة تخلي “أنقرة” عن منظومة الصواريخ الروسية، (إس-400).

تقديم تنازلات..

في سياق ذي صلة، أفادت مصادر لوكالة (بلومبيرغ)؛ بأن “تركيا” ألمحت إلى أنها قد تقدم تنازلات لـ”واشنطن”، بشأن أنظمة (إس-400)، للدفاع الجوي التي اشترتها من “روسيا”، مقابل الحد من الدعم الأميركي للأكراد.

ونقلت (بلومبيرغ)، عن مسؤولين تركيين؛ طلبا عدم ذكر أسميهما، القول إن الحكومة التركية مستعدة لتقديم تنازلات، مثل استخدام أنظمة (إس-400) الروسية على نطاق محدود، وذلك لأنها تسعى لضمان توريدات قطع الغيار لأنظمة الأسلحة الأميركية الصنع الموجودة لديها، وتجنب الأضرار الاقتصادية.

وأضاف المسؤولان؛ أن “أنقرة” تسعى أيضًا لمنع “واشنطن” من زيادة الدعم لوحدات “حماية الشعب” الكُردية في “سوريا”.

وكان السفير الأميركي لدى تركيا، “ديفيد ساترفيلد”، قد أكد في حديث لوسائل إعلام تركية، الأسبوع الماضي، أن موقف “واشنطن” بشأن التعامل مع القوات الكُردية في “سوريا” لم يتغير، وأن على “تركيا” التخلي عن أنظمة (إس-400) الروسية، في حال كانت ترغب برفع “العقوبات الأميركية”.

ودائمًا ما يقول الأميركيون إن (إس-400) لا تتوافق مع أنظمة الدفاع لدى “حلف شمال الأطلسي”، الذي تنتمي إليه “تركيا”، وكذلك “الولايات المتحدة”.

فرض عقوبات..

وتسبب شراء “تركيا”، لأنظمة (إس-400) الروسية، للدفاع الجوي بتوترات بين “أنقرة” و”واشنطن”.

وكانت “واشنطن”، في كانون أول/ديسمبر 2020، قد فرضت عقوبات على “أنقرة” بسبب استحواذها على أنظمة دفاع روسية الصنع، من طراز (إس-400)، وهي خطوة وصفتها “تركيا” بأنها خطأ فادح.

كما أزالت “تركيا” من برنامج طائراتها المقاتلة، (إف-35) نتيجة لذلك، وتقول “واشنطن” إن صواريخ (إس -400)؛ تشكل تهديدًا لطائراتها المقاتلة (إف-35) وأنظمة الدفاع الأوسع لـ”حلف شمال الأطلسي”.

إقدام تركي على تغيير السياسة الخارجية..

من جانبها، تقول “أنقرة” إن شراءها لمنظومات (إس-400) لم يكن خيارًا، بل كان ضرورة، لأنها لم تكن قادرة على شراء دفاعات صاروخية من حلفاء آخرين في (الناتو) بشروط مرضية.

يُذكر أن “يشار ياكيش”، وزير الخارجية التركي الأسبق، وأحد مؤسسي “حزب العدالة والتنمية”، كان قد أكد أن وصول الرئيس الأميركي، “جو بايدن” إلى السلطة، سيجبر “تركيا” على تغيير سياساتها الخارجية، مشيرًا إلى إقدام “تركيا” على تغييرات كبيرة في سياستها الخارجية.

تقوص تمساك حلف (الناتو)..

وبالفعل، انتقدت إدارة الرئيس الأميركي، “جو بايدن”، في بداية عهدها حصول “تركيا” على منظومة صواريخ (إس-400) للدفاع الجوي الروسية؛ باعتبارها تقوض تماسك حلف (الناتو) وفاعليته.

وشدد مستشار الأمن القومي الأميركي، “جاك سوليفان”، خلال مباحثاته تليفونيًا مع المتحدث باسم الرئاسة التركية، “إبراهيم قالن”، على رفض “أميركا” حصول “تركيا” على هذه الصفقة.

وأكد “سوليفان” ـ بحسب موقع (تركيا الآن) ـ خلال الاتصال على رغبة إدارة الرئيس، “بايدن”، في بناء علاقة بناءة مع “تركيا”، وتوسيع مجالات التعاون وإدارة الخلافات بين البلدين بشكل فعال، كما أن الإدارة الجديدة ملتزمة بدعم المؤسسات الديمقراطية وسيادة القانون.

ونقل “سوليفان” نية الإدارة الأميركية الجديدة تعزيز الأمن عبر “المحيط الأطلسي”، من خلال (الناتو)، معربًا عن: “القلق من أن حصول تركيا على أنظمة الدفاع الجوي الروسية، (إس-400) الحديثة، يقوض تماسك التحالف وفعاليته”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة