22 ديسمبر، 2024 8:54 ص

معركة داخل البرلمانات .. صراع بين المؤيدين والرافضين لـ”بريكسيت” .. لمن الغلبة ؟

معركة داخل البرلمانات .. صراع بين المؤيدين والرافضين لـ”بريكسيت” .. لمن الغلبة ؟

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

تسببت معضلة خروج “بريطانيا” من “الاتحاد الأوروبي”، (بريكسيت)، في إرهاق البريطانيين الرافضين للبقاء، ولا يزال الجانبان لم يتمكنا من التوصل إلى اتفاق يحظى بموافقة “البرلمان البريطاني”، في حين لا يخشى رئيس الوزراء، “بوريس غونسون”، الخروج بدون اتفاق، في ظل إخفاقاته وفشل سابقيه المتكرر في التوصل إلى خطة تحصل على التأييد.

مفاوضات طويلة الأمد..

قبل عدة أسابيع؛ بدا الأمر وكأن السقوط في الهاوية بات أمرًا حتميًا؛ إذ أعلن “غونسون” أنه يفضل الموت في خندق على مطالبة “الاتحاد الأوروبي” بتأجيل بدء تنفيذ (بريكسيت)، وأكد أنه لا يخشى الخروج بدون اتفاق، لكن تأتي الرياح أحيانًا بما لا تشتيه السفن، وتقرر تأجيل الطلاق لمرة أخرى، حتى 31 كانون ثان/يناير من العام المقبل، بينما لا يزال هناك مئات المسؤولين البريطانيين وأعضاء “البرلمان الأوروبي” يسعون، في ظل عدم معرفة متى سوف يبدأ التغيير.

ونظرًا لطول مدة التفاوض، بات المواطنون يسخرون، ومن بين الرسوم الكاريكاترية التي نُشرت، هذا الأسبوع، حول (بريكسيت)؛ صورة تظهر رجل يحمل حقيبة ويقول لصديقه: “والدي كان أحد المفاوضين لـ (بريكسيت)، ووالده أيضًا كان كذلك”، في إشارة إلى إمكانية أن يطول الأمد دون التوصل إلى حل.

تعاظم الإتجاه الرافض للاتحاد..

كان “البرلمان الأوروبي”، قد تابع، الأسبوع الماضي، عن كثب تصويت برلمان “وستمنستر”؛ لأنه لو كان أعضاء “مجلس النواب” البربطاني قد وافقوا على خطة “غونسون”، لمثلت هذه الخطوة رمي الكرة في مرمى أعضاء “البرلمان الأوروبي”، وبالمفارقة، كانت نتائج الانتخابات الأوروبية التي لم يوليها الشعب البريطاني أهمية، حاسمة فيما يخص الإتجاه الرافض لـ”الاتحاد الأوروبي”، الذي يتخذه “حزب المحافظين”.

وعلى الجانب الآخر؛ هناك فريق قوي يعظم قدراته ونفوذه من أجل الحيلولة دون الخروج من الاتحاد بشكل بات، ومن بين الأعضاء البريطانيين في “البرلمان الأوروبي”، البالغ عددهم 73 عضوًا، هناك 28 منهم أعلنوا موقفهم الرافض للخروج بوضوح، ويشكل “حزب الديموقراطيين الأحرار” الكتلة الأكبر بين هؤلاء؛ إذ حصد 16 مقعدًا داخل “البرلمان الأوروبي”، وأكد نوابه أنهم سوف يمتنعون عن التصويت على أي شكل لـ (بريكسيت)، إلا إذا تمت الدعوة إلى استفتاء جديد.

الرافضون للخروج قوة لا يستهان بها..

مثل صعود “الديموقراطيين الأحرار” معضلة بالنسبة إلى “حزب المحافظين”، الحزب الأول بحسب استطلاعات الرأي، الذي يمتلك 4 مقاعد فقط في “البرلمان الأوروبي”؛ إذ لم يتبقى له سوى بقايا نفوذ من الماضي داخل “بروكسيل” و”ستراسبرغ”، (مقر البرلمان الأوروبي)، لأنه منذ قدوم “ديفيد كاميرون”، رئيسًا للوزراء في “بريطانيا”، بات المحافظون أكثر إنعزالًا عن المؤسسات التابعة للاتحاد، خاصة بعد انسحابهم من “حزب الشعب الأوروبي”.

ويعتقد “حزب الديمقراطيون الأحرار”، الذي حقق نقلة كبيرة خلال الانتخابات الأوروبية الماضية؛ إذ ارتفع عدد أعضاءه من عضو واحد إلى 16 عضوًا، ليتحول إلى ثاني أكبر وفد لليبراليين الأوروبيين، أن قرار “كاميرون” كان خاطئًا؛ وأنه منذ ذلك الحين يتبع المحافظون الأجندة ذاتها التي يتبناها حزب (بريكسيت).

العدو من الداخل..

يرى المؤيديون للخروج أن العدو الأكبر هم النواب البريطانيين في “البرلمان الأوروبي”، لأن آراءهم تعكس الانقسام السياسي الذي تعاني منه المملكة في الفترة الحالية، وبينما يرفع المحافظون؛ بقياد “غونسون”، شعار: “المضي في تنفيذ (بريكسيت) مهما كلف الأمر”، يحمل الديموقراطيون الأحرار، برئاسة، “جو سوينسون”، على عاتقهم مهمة منع الخروج، وصرحت النائبة، “لويزا بوريت”، بأن دور حزبها مهم للغاية لتوازن المعادلة، لكنه لا يقدر بحسب قدره، وأضافت: “لقد قمنا بالاجتماع مع شخصيات بارزة في مهارات التفاوض، وفدنا هو الثاني بالنسبة إلى الليبراليين، بعد (الجمهورية إلى الأمام) الفرنسي، لذا فإن لنا تواصل مباشر مع الرئيس، إيمانويل ماكرون، والوزيرة، نتالي لوزوا، لأن التواصل الشخصي مهم للغاية لأنه يرسل برسائل إلى قادة الدول الأعضاء في الاتحاد وحكوماتهم”.

وأشارت “بوريت” إلى أنها أنضمت إلى الحزب في الأسبوع الذي تلا الاستفتاء على الخروج، مدفوعة بمشاعر القلق لما قد يحدث إذا ما انسحب بلدها من الاتحاد، وأوضحت أنه للأسف حملة الديموقراطيين الأحرار بدأت بعد الاستفتاء.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة