27 نوفمبر، 2024 7:47 م
Search
Close this search box.

مرمى “تصويب النيران” و”المحاكاة” .. يضيفان خلافاً جديداً بين أردوغان والناتو !

مرمى “تصويب النيران” و”المحاكاة” .. يضيفان خلافاً جديداً بين أردوغان والناتو !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

تحت مظلة مجموعة “الناتو” البحرية الثانية الدائمة، بدأت تركيا مناورات عسكرية مشتركة، الثلاثاء 7 تشرين ثان/نوفمبر 2017، وانتهت 16 تشرين ثان/نوفمبر الجاري.. إلا أنها لم تمر مرور الكرام، وحدث ما وتر العلاقات بصورة أكبر مما كانت عليه.

وكانت قيادة القوات الجوية التركية قد ذكرت في بيان، أن تركيا تستضيف المناورات التي تشارك فيها قوات بحرية من قبل كل من “الولايات المتحدة وبلغاريا وبريطانيا ورومانيا”، إضافة إلى قوات بحرية وجوية وخفر السواحل من تركيا.

ضد التهديدات الإقليمية..

أشار البيان إلى أن المناورات تهدف إلى تدريب القوات البحرية المشتركة ضد التهديدات والمخاطر الناجمة عن الأزمات الإقليمية، وتدريب موظفي المقرات العسكرية.

مضيفاً بيان القوات الجوية التركية أن عدد 1 فرقاطة و21 سفينة و17 مقاتلة ومروحية تركية، وسفينة حربية بريطانية، و1 فرقاطة و9 مروحيات بلغارية، و1 فرقاطة رومانية، وسفينتين أميركيتين، تشارك في المناورات.

خرق للقوانين الدولية..

تأتي هذه المناورات بعد 3 أيام من المناورات العسكرية المشتركة بين “مصر” و”اليونان” في جزيرة “رودس” اليونانية، التي أجريت تحت اسم “ميدوزا – 5″، واعترضت عليها تركيا ووصفتها بأنها خرق واضح للقوانين الدولية.

ومنذ أسبوعين، ذكرت الخارجية التركية، في بيان، أنها تلقت من مصادر عسكرية أن مصر واليونان تجريان مناورات هجومية برمائية مشتركة في جزيرة “رودس”، في الفترة بين 3 تشرين أول/أكتوبر الماضي و4 تشرين ثان/نوفمبر الجاري، لافتة إلى أن “معاهدة باريس للسلام” الموقعة عام 1947 تنص على حظر كل أنواع التدريبات العسكرية في “رودس”، التي تخلت عنها إيطاليا لصالح اليونان بشرط نزع السلاح منها.

موضحاً البيان أن تركيا أبلغت تحذيراتها بخصوص المناورات المذكورة، للسفارة اليونانية في أنقرة.

تدريبات سابقة..

أجرت مصر واليونان تدريبات عسكرية مشتركة، منذ كانون أول/ديسمبر 2015، أحدثها على سواحل البحر المتوسط في آب/أغسطس الماضي، بهدف تنسيق الجهود والعمل لمواجهة التحديات المتنامية في منطقة البحر المتوسط.

لن ترد بالمثل..

تجدد التوتر بين تركيا واليونان منذ أشهر على خلفية زيارة قام بها وزير الدفاع اليوناني “بانوس كامينوس” إلى جزيرة “أغاثونيسي” المتنازع عليها في بحر إيجة، وصفتها أنقرة بـ”الإستعراضية”، قائلة إنها لن ترد بالمثل.

وتتنازع اليونان وتركيا، العضوان في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، السيادة على عدد من الجزر في بحر إيجة، وكادت الأمور تصل عام 1996 إلى حد اندلاع حرب بين البلدين.

تطالب بحصة في الموارد الطبيعية..

في شرق البحر المتوسط، تطالب تركيا بنصيب للقبارصة الأتراك في الموارد الطبيعية، وسبق أن أرسلت سفناً حربية نحو قبالة سواحل قبرص، كما أعلنت أنها تعتزم البدء خلال العام الجاري في التنقيب عن النفط والغاز الطبيعي في منطقتي البحر المتوسط والبحر الأسود.

دعوات إسرائيلية..

كانت تركيا قد تلقت دعوات إسرائيلية للتعاون في مشاريع التنقيب عن الغاز في البحر المتوسط، في إطار تطبيع العلاقات بين البلدين. حيث أعلنت إسرائيل أنها اكتشفت قرابة 900 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي في مياهها الإقليمية. كما اتفقت تركيا وإسرائيل على بدء مباحثات لدراسة إمكانية مد أنبوب غاز يربط بينهما تحت البحر، لإمداد تركيا، ومنها إلى أوروبا، بالغاز الطبيعي المستخرج من البحر المتوسط.

وتعد منطقة شرق البحر المتوسط إحدى أهم المناطق، كونها تتضمن احتياطات استراتيجية ضخمة من الغاز الطبيعي وصلت، وفقاً لتقديرات المسوح الجيولوجية الأميركية، إلى ما يقارب 122 تريليون قدم مكعبة من الغاز.

استخدام “أردوغان” و”أتاتورك” أهداف للتصويت..

أثناء المناورات توترت علاقات تركيا مع حلف (الناتو)، وسحبت قواتها من مناوراته بسبب ما اعتبرته “فضيحة” جراء استخدام اسم وصورة مؤسس الجمهورية التركية، “مصطفى كمال أتاتورك”، في لوحات التدريب على التصويب الناري.

سحب القوات التركية..

أعلن “أردوغان”، في خطاب ألقاه في أنقرة أمام رؤساء فروع “حزب العدالة والتنمية” الحاكم، سحب قواته من مناورات حلف شمال الأطلسي (الناتو) في النرويغ.

قائلاً “أردوغان”: “استخدموا لوحة تصويب في النرويغ، وضعوا عليها اسمي وصورة مصطفى كمال أتاتورك”.

مضيفاً: “عرفت بالأمر من رئيس أركان الجيش، خلوصي أكار، ووزير شؤون الاتحاد الأوروبي عمر جيليك، وأخبراني أنهم سيسحبون قواتنا التي قوامها 40 جندياً من هناك”.

موضحاً: “قلت لهم افعلوا ذلك على الفور، لا يمكن أن يكون هناك تحالف كهذا”.

(الناتو) يعتذر..

علي الفور، سارع الأمين العام لحلف الأطلسي، “يانس ستولتنبرغ”، للاعتذار عما اعتبره “إهانة” في مركز تدريب (الناتو) بمدينة “ستافنغر” في النرويغ، قائلاً إن الحادث نتيجة عمل قام به أفراد لا يمثلون موقف (الناتو)، مؤكداً على أن تركيا “حليف مهم في الناتو، ويساهم بفاعلية ضمن أمن دول الحلف”.

مضيفاً “ستولتنبورغ” إن الشخص المعني أُبعد على الفور من مركز التدريب ويجري التحقيق في القضية، موضحاً أن الأمر يتعلق بمتعاقد مدني يساعده رجل نرويغي ليس موظفاً في (الناتو)، مضيفاً أن قيادة الحلف على اتصال بالسلطات النرويغية بشأن هذه القضية.

ظهر بمظهر الأعداء..

قدم مسؤول رفيع في (الناتو) توضيحاً بخصوص الواقعة “الفضيحة”، التي حدثت خلال مناورات “تريدينت غاولين” بالنرويغ، حيث تم إظهار الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”، ومؤسس الجمهورية التركي “مصطفى كمال أتاتورك”، بمظهر الأعداء.

حادث “المحاكاة”..

بحسب المعلومات التي قدمها مسؤول في (الناتو) أشار إلى وقوع حادثتين خلال المناورات النظرية “المحاكاة”.

وذكر أن إحدى الحادثتين تتمثل بإرفاق أحد أفراد الطاقم الفني التابع للمركز العسكري المشترك في النرويغ، المشرف على تصميم نماذج المحاكاة للسيرة الذاتية لقادة العدو، تمثالاً لمؤسس الجمهورية التركية “أتاتورك”، مع السيرة الذاتية لأحد قادة العدو.

وبعد التحري عن هوية الفني الذي أرفق صورة التمثال، أدعى أنه أرفقها عن طريق الخطأ، وقدم إعتذاراً وذكر أنه لا علم له بأن الصورة تعود لمؤسس الجمهورية التركية “أتاتورك”.

وبتدخل الوفد العسكري التركي، تمت إزالة صورة “أتاتورك” من نموذج القادة الأعداء.

فتح حساب باسم “أردوغان”..

في الحادثة الأخرى، وبحسب المسؤول الرفيع في (الناتو)، قام أحد الموظفين المدنيين المتعاقدين مع الجيش النرويغي، أثناء دروس المحاكاة، بفتح حساب باسم “رجب طيب أردوغان” في برنامج محادثة بإطار دروس المحاكاة.

ومن خلال هذا الحساب قام الموظف المتعاقد مع الجيش النرويغي بإعطاء رسائل مفادها “إقامة علاقات مع قادة دول عدوة والتعاون معها”. وبعد أن ظهرت هذه الفضيحة إلى العلن، تم عزل الموظف.

وقدم قائد المركز العسكري المشترك في النرويغ “أندرزغ ريودويتز”، رسالة إعتذار حول الحادث. كما أعربت نائب أمين عام (الناتو)، “روز غوتمولر”، عن أسفها الشديد حيال الحادث.

صفقة “إس-400”..

لم يكن ما حدث هو السبب الوحيد لتوتر العلاقات بين تركيا من جهة وحلف (الناتو) من جهة أخرى، والتي كان آخرها تحذير رئيس لجنة حلف (الناتو) للشؤون العسكرية، الجنرال “بيتر بافل”، السلطات التركية من العواقب المحتملة التي قد يسفر عنها إقدام تركيا على عقد صفقة منظومات صواريخ الدفاع الجوي الروسية من طراز “إس-400”.

وقبل أسابيع، وقعت تركيا مع روسيا على اتفاق نهائي لشراء منظومة “إس-400” الدفاعية، بعد أشهر طويلة من المفاوضات، فيما كشفت مصادر روسية، قبل أيام، عن أن قيمة الصفقة التي أثارت غضب (الناتو) تجاوزت 2 مليار دولار.

قرار وطني تركي..

على الرغم من معارضة الحلف، الذي يصنف الجيش التركي ثاني أكبر جيوشه، للصفقة إلا أن “أردوغان” أصر على إتمامها معتبراً أنها تتعلق بقرار وطني تركي، واشتكى من أن (الناتو) ماطل في منح تركيا صواريخ “باتريوت”، التي يستخدمها الحلف، رغم التهديدات الكبيرة التي عاشتها تركيا طوال السنوات الماضية.

تسرع من أجل استلام المنظومة..

يبدو أن تركيا اضطرت إلى التنازل عن جزء من شروطها؛ وأهمها المشاركة في إنتاج المنظومة والحصول على تكنولوجيا الإنتاج، بعد أن باتت تريد تسريع إتمام الصفقة واستلامها في أسرع وقت، وأشار “أردوغان”، في تصريحات سابقة، إلى أن تركيا تضغط من أجل استلام المنظومة في أقرب فرصة؛ وأنها سددت بالفعل الدفعة الأولى من قيمة الصفقة.

بناء منظومة دفاعية جوية خاصة..

في تصريحات سابقة، قال نائب رئيس الوزراء التركي “بكر بوزداغ”، إن تركيا مضطرة لبناء منظومة دفاعية جوية خاصة بها، وتطوير قدراتها في التصنيع المحلي بهذا المجال، تحسباً لأي طارئ، لاسيما في حال امتناع الآخرين عن تزويدها بما تحتاجه في هذا الخصوص.

ونهاية الشهر الماضي، أعلنت الحكومة التركية زيادة تاريخية في ميزانية مصاريف الدفاع والأمن للعام المقبل بزيادة بلغت 31٪ عن عام 2017، بالتزامن مع رفع كبير بالضرائب في البلاد، قال مسؤولون إنها ستخصص لدعم ميزانية الدفاع والأمن أيضاً.

وقال وزير المالية التركي، “ناجي إقبال”، إن إجراءات ضريبية جديدة في إطار برنامج اقتصادي مدته ثلاث سنوات سيضيف ما بين 27 ملياراً إلى 28 مليار ليرة (7.5 ـ 7.8 مليار دولار) إلى إيرادات الميزانية العام المقبل، مضيفاً: “الإجراءات الضريبية الجديدة تهدف إلى اتخاذ موقف قوي ضد المخاطر السياسية والاقتصادية”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة