مخيمات اليونان .. عنف وإعتداءات جنسية والأوضاع باتت أكثر تعاسة !

مخيمات اليونان .. عنف وإعتداءات جنسية والأوضاع باتت أكثر تعاسة !

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

أن تصبح لاجئاً هو مصير لا يتمناه أحد، لأنها تعد حياة مليئة بالمخاطر، ولعل النساء هن الأكثر تضرراً من الظروف السيئة اللاتي يجبرن على تحملها في مخيمات اللاجئين، إذ يتعرضن للعنف والإعتداءات الجنسية.

وتعد الإعتداءات الجنسية أمراً أساسياً في حياة اللاجئات، حتى أن حرية التنقل داخل المخيمات بالنسبة إليهن محاطة بالمخاوف، حسبما ذكرت صحيفة (الموندو) الإسبانية.

وقالت إحدى اللاجئات اليمنيات، رفضت ذكر اسمها، لمنظمة “هيومان رايتس ووش”: إن “أحدهم أوقفني وطلب إقامة علاقة معي مقابل المال”.

ومن بين العقبات التي تقف أمام كثير من الضحايا هو الخوف من تقديم شكاوى ضد المعتدي، إما بسبب غياب الغطاء القانوني أو خشية التعرض لأعمال إنتقامية، كما أن النساء اللاتي ليس لديهن أوراق تقنن وضعهن تخشين من تقديم دعاوى خوفاً من الحبس أو الترحيل أو العقاب رغم تعرضهن للعنف.

الإعتداءات الجنسية أمراً أساسياً في المخيمات..

خلال الإقامة غير محددة المدة في مخيمات اللاجئين في اليونان يعاني اللاجئون، وخاصة النساء منهم، من العنف وعدم الأمان والأمراض بشكل يومي، وأوضح مدير القسم اليوناني من منظمة “أطباء العالم” الخيرية، “نيكيتاس كاناكيس”، أن “تجربتنا تؤكد عاى أن اللاجئات اللاتي يسافرن بمفردهن يتعرضن أكثر لخطر إقامة علاقات جنسية مع رجال غرباء لأنهن عادة لا يكون لديهن عائلة تحميهن”.

يعيش اللاجئون أوضاع مزرية، وفي ظل الإزدحام الشديد تضطر الكثير من النساء إلى البقاء في نفس الخيمة مع أشخاص غرباء عنهن، وبسبب غياب الإضاءة في المخيمات تلجأ بعضهن إلى استخدام حفاضات كي يتجنبن الحاجة إلى الذهاب إلى الحمامات خوفاً من التعرض للتحرش ليلاً.

كما أن النظافة الشخصية بالنسبة للنساء تعد أمراً صعباً للغاية بسبب عدم وجود مصادر للمياه الجارية والمرافق غير كافية بالإضافة إلى نقص المواد الصحية ما يعرض الفتيات للإصابة بالعدوى، ورغم أن هذه الظروف تؤثر على الرجال أيضاً إلا أن النساء هن الأكثر تضرراً.

14 ألف يعيشون في مخيمات تتسع لــ 5500 فقط..

لا يزال الآلاف من اللاجئين ينتظرون بحث طلبات اللجوء إلى أوروبا، التي تقدموا بها في مخيمات اللاجئين الموجودة في الجزر المطلة على بحر “إيجة”، والعدد في زيادة مستمرة، ويقدر عدد اللاجئين الذين يعيشون في هذه المخيمات بأكثر من 14 ألف شخص، وفقا لبيانات الحكومة اليونانية، بينما تتسع لإيواء 5500 شخص فقط.

وأستقبلت جزر بحر “إيجة”، منذ تموز/يوليو الماضي وحتى اليوم، حوالي 19800 شخص، 1700 منهم وصلوا خلال شهر كانون أول/ديسمبر الجاري.

من جانبها، أعربت مفوضية الأمم المتحدة للاجئين عن قلقها إزاء أوضاع اللاجئين في جزر بحر إيجة، مشيرة إلى أن الأوضاع باتت أكثر تعاسة.

الخلافات بين القادة الأوروبيين مستمرة..

يبدو أن الخلافات بين قادة وزعماء الاتحاد الأوروبي بخصوص ملف اللجوء قد دخلت ممراً مظلماً، إذ تصر “بولندا والتشيك والمجر وسلوفاكيا” على رفض إستقبال عدد معين من اللاجئين، ومنذ إطلاق خطة إعادة توزيع اللاجئين في 2015 لم تتلق “المجر” ولا “بولندا” أي طالبي لجوء، بينما إستقبلت “جمهورية التشيك” 12 لاجئاً من اليونان، وهو ما يعد عامل ضغط على باقي الدول التي تضطر إلى قبول أعداد أكبر من المسموح به وعلى اللاجئين الذين يضطرون إلى الإنتظار لفترات أطول.

ووفقاً لاتفاق عقد بين الاتحاد الأوروبي وتركيا عام 2016، فإنه يتعين أن يتقدم كافة المهاجرين الواصلين عبر بحر إيجة بطلبات اللجوء في المخيمات الموجودة على الجزر، ويستغرق بحث هذه الطلبات وقتاً طويلاً، خاصة في ظل إرتفاع عدد القادمين الجدد، لذا يبقى اللاجئون والمهاجرون الذين تقطعت بهم السبل لعدة أشهر في مخيمات اللاجئين الخانقة، وتعطى الأولوية للنساء الحوامل وكبار السن والمرضى والأطفال الذين هاجروا بمفردهم وضحايا التعذيب.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة