28 مارس، 2024 1:30 م
Search
Close this search box.

“شب يلدا” تحت وطأة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية .. وسائل التواصل الاجتماعي تهدد العادات الإيرانية

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

“على خلاف العادة، نحجم عن تخصيص العنوان الرئيس للحديث عن مائدة أعياد (شب يلدا – أطول ليالي العام)، إحتراماً لأولئك الذين لا يملكون قدرة كافية للشراء، وربما لم يحصلوا على رواتبهم حتى الآن، لا سيما المتقاعدين، على أمل تحسن الأوضاع الاقتصادية لهذا القطاع من المجتمع”.. بهذه العبارات عبرت صحيفة (آفتاب يزد- شمس يزد) الإيرانية، عن استياءها للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي يمر بها الشعب الإيراني بالتوازي مع بدء الإحتفالات بعيد “شب يلدا” التاريخي.

أطول ليلة في العام.. 

“شب يلدا” هي أطول ليلة في السنة؛ وتوافق الليلة الأولى من شهر “دي” الإيراني، (من غروب شمس 21 وحتى شروق شمس 22 كانون أول/ديسمبر)، وتعد من إحدى المناسبات والأعياد التاريخية التي يحتفل بها الإيرانيون.

ويقضي الإيرانيون، وحسب عاداتهم القديمة، هذه الليلة في السهر والسمر وتناول الفواكة، حتى بزوغ الشمس وطلوع الفجر. إذ يجتمع كل أفراد العائلة وخاصة كبار السن، وذلك يرمز إلى شيخوخة الشمس في نهاية الخريف، فضلاً عن توفير أطعمة وفواكة عدة لقضاء هذه الليلة الطويلة منها البطيخ الأحمر؛ الذي يعتبر سيد المائدة، ثم الرمان والعنب والفاكهة الطازحة والمكسرات وكل ما يميل لونه الى الأحمر، لون الشمس. كذلك يأخذون الفأل من ديوان الشاعر “حافظ الشيرازي”، وهم يقرأون أبياتاً من أشعاره وقصائده، وذلك من أجل أن ينتابهم السرور والحظ السعيد في الحياة.

وفي بعض أرجاء ايران، يقبل الناس على قراءة وإنشاء أشعار من كتاب “الشاهنامة”، (أي سير الملوك)، للفردوسي، فضلاً عن قيام الآباء والأجداد بسرد القصص والذكريات. ويعتقد الإيرانيون ان أكل البطيخ في هذه الليلة ولو بكميات قليلة، يحميهم من الإصابة بالزكام والنزلات الصدرية طيلة فصل الشتاء.

الإيرانيون يمضون ليلة العيد في الشارع..

قال التليفزيون الإيراني إن زلزالًا بلغت قوته 5.2 درجة ضرب العاصمة طهران، الأربعاء. وقال صحافيون وشهود عيان: “إن مئات الأسر الإيرانية قضت ليلتها بالشارع خوفاً على حياتهم وخشية وقوع توابع أقوى. ولم تشر السلطات الإيرانية إلى وقوع أضرار أو إصابات من جراء الزلزال، ولكنها طالبت السكان إلتزام الهدوء والإستعداد لتوابع محتملة”.

وبحسب مراسل صحيفة (همشهري- المواطن) الإيرانية المحسوبة، فقد أزدحمت الشوارع، (التي كانت خالية بسبب التلوث والعطلة الدراسية)، بالسيارات التي أتخذها أصحابها ملجأً وملاذاً بدلاً من البيوت خوفاً من وقوع توابع للزالزل. من المشاهد الأخرى التي ميزت ليل طهران إصطفاف الطوابير الطويلة أمام محطات البنزين ومراكز الدفاع المدني والإسعاف. وبحسب الصحيفة، فما حدث بمساء الأربعاء، يشبه المناورة الطبيعية لإعداد المواطنين والمسؤولين لزلزال أكبر طبقاً للكتهنات.

إرتفاع الأسعار يلقي بظلاله على العيد..

لطالما إنتعش سوق الفاكهة والمسكرات في هذا اليوم من العام، لكن أصيبت الأسواق هذا العام بالركود بسبب إرتفاع الأسعار، رغم تأكيد المسؤولين على وفرة الفاكهة بالأسواق. في المقابل عزا بعض التجار نقص الفاكهة بالسوق إلى موجة البرد التي ضربت الجناين شمال البلاد.

يقول “حسين مهاجر”، رئيس اتحاد بائعو الفاكهة والخضار بطهران، بحسب ما نقلته صحيفة (بهار- الربيع) الإيرانية: “أسعار البطيخ هذا العام أقل بنسبة 30% عن العام الماضي، بينما أرتفعت أسعار الرمان بمقدار ضعفين وأكثر بسبب قلة المعروض”. في حين تحدثت وكالات أنباء عن إرتفاع أسعار البطيخ أيضاً في الأسواق.

في السياق ذاته إرتفعت أسعار المعسكرات بنسبة 25% عن الأعوام السابقة، بسبب تغيير التعريفية الجمركية والبرد وقلة المياه ونقص المنتج المحلي، الأمر الذي حال دون شراء معظم الأسر للمكسرات. وأرجع البعض سبب إرتفاع الأسعار عموماً إلى ضعف الرقابة على الأسواق لا سيما في المناسبات.

ليلة العيد على الطريقة الإلكترونية..

تناولت صحيفة (شمس يزد)، ظاهرة الإحتفال بالعيد على شبكات التواصل الاجتماعي بالشكل الذي يخرج هذه المناسبة عن الحالة التقليدية والأسرية إلى الفضاء المجازي، تقول الصحيفة الإيرانية: “في الوقت الذي يحتفل فيه البعض بهذه المناسبة على الطريقة التقليدية، نشر الكثير من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي ذكرياتهم عن هذه الليلة، وقراءتها لا يخلو من الفكاهة، يقول أحدهم: “آمل ألا تواجه أي أسرة مشكلة مع الخبز حتى لا يطوي النسيان عاداتنا”. ويعلق آخر قائلاً: “ليلة العيد هذا العام ستكون الخميس، وبالتالي يمكننا السهر دون القلق من الغد وضرورة الذهاب إلى العمل. إلى غير ذلك من التعليقات”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب