23 ديسمبر، 2024 5:15 م

مؤتمر برلين .. هل سيتمكن “إردوغان” من كسب مشروعية تدخله في الشأن الليبي ؟

مؤتمر برلين .. هل سيتمكن “إردوغان” من كسب مشروعية تدخله في الشأن الليبي ؟

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

في ظل التطلعات المتواضعة لما سيُسفر عنه مؤتمر “برلين” للسلام في “ليبيا”، يسعى الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، لكسب تأييد المجتمع الدولي، ولا سيما الدول الأوروبية، لتدخله العسكري في “ليبيا” بزعم مساندة حكومة “طرابلس”، المُعترف بها دوليًا، لمواجهة قوات اللواء المتقاعد، “خليفة حفتر”، الذي يحظى بدعم كثير من الدول، وعلى رأسها “مصر والإمارات والسعودية وفرنسا”.

ولقد نشرت صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبرية؛ تقريرًا تناولت فيه الموقف التركي من الأزمة الليبية ومساعي الرئيس، “إردوغان”، لترسيخ نفوذه في “ليبيا” وشمال إفريقيا. ومطالبته المجتمع الدولي للإنحياز إلى موقف “أنقرة”، الداعم لحكومة “فائز السراج”؛ باعتباره يمثل الشرعية.

“إردوغان” يُحذر أوروبا !

بحسب الصحيفة العبرية؛ فإن الرئيس التركي، “إردوغان”، قام أمس السبت، عشية مؤتمر “برلين”، بنشر مقال له على موقع (بوليتيكو)، طالب فيه قادة الدول الأوروبية بعدم التحدث كثيرًا والإسراع بإتخاذ خطوات ملموسة فيما يخص الشأن الليبي.

وأضح “إردوغان”، في مقاله؛ أن دول “أوروبا” لا تريد تقديم مساعدات عسكرية لـ”ليبيا”، محذرًا “الاتحاد الأوربي” من مغبة سلبية مواقفه، ومؤكدًا أنه لولا التدخل العسكري التركي لكانت القارة الأوروبية ستتعرض لمخاطر إرهابية جديدة.

الاتحاد الاوروبي يخون الديمقراطية !

وتشير (يديعوت أحرونوت) إلى أن “تركيا” تدعم حكومة “طرابلس”، وقامت خلال الشهر الجاري بإرسال قوات عسكرية لمساندة “السراج” وحكومته؛ في المعارك المحتدمة ضد جيش “حفتر”، الذي يصفه “إردوغان” في مقاله: بـ”الانقلابي”.

مضيفًا أنه إذا لم يقدم “الاتحاد الأوروبي” الدعم المطلوب لحكومة “طرابلس”؛ فإنه سيكون بذلك قد خان القيم والمباديء التي قام عليها، وفي مقدمتها قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان، محذرًا من أن “الاتحاد الأوروبي” سيرتكب خطأ تاريخيًا سيندم عليه.

وبحسب الصحيفة العبرية؛ فإن، “إردوغان”، سيلتقي اليوم، على هامش مؤتمر “برلين”، بقادة الدول الأوروبية والعربية و”روسيا”؛ لإقناع الجميع بدعم الموقف التركي.

اختبار حقيقي للموقف الأوروبي..

فيما أكد الرئيس التركي أن نظرة التعامل مع الحرب الأهلية في “ليبيا” تُعد بمثابة اختبار حقيقي لموقف “الاتحاد الأوروبي”.

وتساءل “إردوغان”: “هل سيسعى القادة الأوربيون لحفظ النظام العالمي الليبرالي الذي يتعرض لهجمة أخرى ؟.. أم أنهم سيتخلون عن مسؤوليتهم، كما فعلوا في سوريا، ويتخذون موقف المتفرج حيال الأزمة الليبية ؟”. وأردف قائلًا إن استمرار الفوضى وعدم الاستقرار سيدفع إلى المزيد من موجات الهجرة القادمة من “ليبيا” إلى “أوروبا”.

الاتفاق “الليبي-التركي” يُقلق دول المنطقة !

يُذكر أن “تركيا” و”حكومة الوفاق” الليبية كانتا قد وقعتا على اتفاق مثير للجدل حول ترسيم الحدود البحرية بينهما، وهو ما أثار قلقًا شديدًا لدى الدول الإقليمية، لأن الاتفاق يضيف لـ”تركيا” مناطق نفوذ تتعلق بالتنقيب عن “الغاز”، فضلًا عن أنه يمنع كل من “إسرائيل ومصر واليونان وقبرص” من الاستغلال الكامل لحقول “الغاز” وتصديره إلى “أوروبا”.

لحظة فارقة..

طالب “إردوغان”، الدول الأوروبية، بالتعاون مع “تركيا”، التي تقوم قواتها بتدريب الجنود الليبيين على مواجهة الإرهاب والتصدي لعمليات تهريب المهاجرين، وإحباط باقي المخاطر التي تهدد العالم.

مؤكدًا على أن: “أوروبا تواجه الآن لحظة فارقة. وأمام هذا المفترق التاريخي، فإن الذين يعملون من أجل السلام ينبغي عليهم أن يتحلوا بالشجاعة وأن يبذلوا كل ما في وسعهم لإنهاء حالة العنف، ويمكن لأوروبا أن تعتمد على تركيا – باعتبارها دولة حليفة وصديقة قديمة – في تحقيق تلك المهمة”.

وختامًا؛ أوضحت (يديعوت أحرونوت) أنه بإستثناء “تركيا”، فإن أكثر الحكومات دعمًا لحكومة “السراج” هما حكومتا “قطر” و”إيطاليا”، التي يصل إليها كثير من المهاجرين عبر الشواطيء الليبية.

أما “مصر والإمارات العربية والسعودية وفرنسا”، فكلها تدعم القوات التابعة للجنرال “حفتر”. وهناك مرتزقة روس يقاتلون في “ليبيا” بين صفوف قوات “حفتر”، إلا أن “موسكو” تحتفظ بعلاقات متوازنة مع طرفي النزاع في “ليبيا”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة