29 مارس، 2024 4:10 م
Search
Close this search box.

صفقة “ترامب” .. موقف أوروبي جديد من طهران يضعها بين شقي الرحى !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – آية حسين علي :

لا تزال دماء قائد (فيلق القدس)، التابع لـ”الحرس الثوري” الإيراني، “قاسم سليماني”، لم يواريها التراب، في ظل عدم وجود رد قوي من قِبل “إيران”، لكن الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، أصبح الآن جاهزًا لبدء مفاوضات تسعى إلى التوصل لـ”اتفاق نووي” جديد ببنود مختلفة، بعدما تمكن من ردع “طهران”، لكن حكومة، “حسن روحاني”، أعلنت أنها سوف تستكمل تخصيب (اليورانيوم) بلا قيود وفقًا لاحتياجاتها التقنية، ما يمثل تراجعًا كبيرًا في إلتزامها ببنود، اتفاق 2015 النووي، كما ترفض الحوار مع الجانب الأميركي.

الدول الأوروبية تواجه الضغط بضغط..

وفقًا لما قاله محللون؛ استهدفت “واشنطن” عدة أهداف من وراء اغتيال “سليماني”، كان أهمها ردع “طهران” وإجبارها على قبول “اتفاق نووي” جديد، وظهر خلال الأسبوع الأخير؛ توجهًا أوروبيًا جديدًا تجاه “إيران”، أمام الضغوط المستمرة عليها من “واشنطن” بسبب العقوبات المفروضة على “طهران”، بدأت بإطلاق “آلية تسوية الخلافات”، المنصوص عليها في اتفاق 2015، والتي قد تؤدي إلى فرض عقوبات على “طهران” من جانب “الأمم المتحدة”، لكن الدول الأوروبية الأطراف في الاتفاق أكدت أنها لن تنضم إلى حملة الضغط الأقصى، وأكدوا في بيان مشترك أن الهدف من هذه الخطوة هو: “إعادة طهران إلى الإلتزام بتعهداتها وفقًا للاتفاق”.

ثم أقترحت “بريطانيا”، الثلاثاء الماضي، على لسان رئيس وزراءها، “بوريس غونسون”، وضع “اتفاق نووي” جديد ببنود ترضي جميع الأطراف، بحيث تضمن توقف البرنامج النووي الإيراني مقابل رفع العقوبات وتمديد الاتفاق لما بعد عام 2025، ثم إنضمت لها “فرنسا” في اليوم التالي؛ إذ صرح وزير خارجيتها، “جان إيف لودريان”، بأن السبيل الوحيد لإنهاء الصراع “الأميركي-الإيراني” هو موافقة “طهران” على التفاوض من أجل اتفاق جديد موسع مع ضمان تخفيف العقوبات بشكل تدريجي.

ومنذ الوهلة الأولى، بدا أن موقف “غونسون” لم يأتي إعتباطًا، وإنما على الأرجح ناقش الإقتراح مع “ترامب” قبل التصريح به، وأعرب “ترامب” عن اتفاقه مع رأي “غونسون”، وكتب في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي، (تويتر): “أتفق مع غونسون على أن (اتفاق ترامب) ينبغي أن يحل محل الاتفاق النووي”.

لكن الموقف الإيراني جاء رافضًا للتفاوض مع “واشنطن” على اتفاق جديد تحت أي ظرف، وأشار وزير الخارجية، “محمد جواد ظريف”، إلى أنه على جهود الوساطة السعي من أجل إعادة “ترامب” لاتفاق 2015، ووصفه بأنه من أفضل الاتفاقات، موضحًا أن هذا الاتفاق وقع مع “أميركا” وليس مع إدارة الرئيس السابق، “باراك أوباما”، وعلى “ترامب” الإلتزام به، وإلا قد يظهر في المستقبل اتفاقات أخرى مع قدوم كل إدارة جديدة، وأضاف “ظريف”؛ أنه ليس واثقًا إلى أي مدى ممكن أن يستمر أي اتفاق يبرمه مع إدارة “ترامب”.

إما الاتفاق أو العقوبات !

يأتي الموقف الأوروبي بعدما أعلنت “طهران”، في الخامس من كانون ثان/يناير الجاري، المرحلة الخامسة والأخيرة من برنامج التخلي عن تعهداتها، وترى بعض الدول الأوروبية أن “إيران” باتت في موقف حرج؛ لذا يجب أن تصبح أكثر استعدادًا لتقديم تنازلات ما قد يسهم في التوصل إلى اتفاق جديد يحمل اسم “صفقة ترامب”.

وإذا ما وافقت “طهران” على التفاوض؛ يتوقع خبراء أن يضع صناع قرار الدول المشتركة في الاتفاق الحالي على رأس أولوياتهم 3 بنود؛ كانت هي جوهر الوساطة من أجل إنقاذ اتفاق 2015 هي؛ مناقشة البرنامج الإيراني ما بعد عام 2025، والاتفاق على بنود حازمة فيما يخص برنامج الصواريخ (الباليستية)، ووضع حدود للتدخلات الإيرانية وعبثها بأمن الإقليم، وأمام الموقف الأوروبي باتت “طهران” أمام خيارين لا ثالث لهما، فإما توافق على بدء مفاوضات لوضع اتفاق جديد؛ أو تتحمل سيل “العقوبات الأميركية” و”الأوروبية” عليها.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب