لندن أمام طهران .. إيران “القاغارية” تختلف عن إيران “الثورة الإسلامية” !

لندن أمام طهران .. إيران “القاغارية” تختلف عن إيران “الثورة الإسلامية” !

خاص : ترجمة – محمد بناية :

احتلت “بريطانيا”، “إيران”، قبل “الولايات المتحدة الأميركية”، حيث عانت “إيران” من التخلف الشديد. فقد تسبب الاحتلال البريطاني، وما ترتب عليه من إجراءات، في دمار كبير لـ”إيران”.

ويعود نفوذ “بريطانيا العظمى”، في “إيران”، إلى العصر “القاغاري”؛ واستمر حتى العهد الملكي. واستمر الإنكليز في تصدر الميدان حتى أنهم لعبوا الدور الرئيس في انقلاب 28 مرداد، (الانقلاب على حكومة رئيس الوزراء محمد مصدق)، بالتوازي مع احتلال السيادة الأميركية على القيادات الإيرانية. بحسب صحيفة (السياسة اليوم) الإيرانية.

الحنين إلى عهد الاحتلال !

ومازال البريطانيون يشعرون بالحنين لتلكم الفترة، حيث التدخل في قرارات النظام المفروض على “إيران”، فقد تمكن البريطانيون من توسيع دائرة النفوذ داخل “إيران”، في ظل الملوك الضعفاء، وبلغ نفوذ البريطانيين حد تغيير الملك نفسه؛ وتعيين الوزراء.

حتى أنهم اغتالوا، بالمؤامرات، رئيس وزراء وطني مثل، “أمير كبير”، لأنه كان بمثابة عقبة كؤود في طريق النفوذ البريطاني في “إيران”، ولقد ساهمت إجراءات، “أمير كبير”، أثناء رئاسته الوزراء، في تعطيل الكثير من المشروعات البريطانية؛ وحالت دون ركوب البريطانيين على مصير ومستقبل “إيران”. لكن تغلغل خونة النظام الملكي، صنيعة الإنكليز، في بدن وهيكل الحكومة القاغارية، قطع مسار “أمير كبير” الثوري.

لكن أسطورة رئيس الوزراء الإيراني الشجاع؛ كانت ملهمة للأجيال المقبلة، تلك الأسطورة التي ماتزال، رغم مرور قرنين، معروفة بين الناس كأنموذج نادر. فلقد ساهمت سياسة رئيس وزراء، “ناصر الدين شاه”، المناهضة للاستعمار، في تقدم الإيرانيين على الأصعدة الاقتصادية والسياسية والعسكرية والثقافية.

وفي العهد الملكي؛ لعب الإنكليز الدور الرئيس في القضاء على السلالة “القاغارية”، وتسليم السلطة إلى شخص جاهل يُدعى، “رضا خان مير پنغ”، وتأسيس النظام الملكي، بل إن الإطاحة بالملك، “رضا شاه”، وتولية ابنه، “محمد رضا شاه”، على العرش كان بمؤامرة من البريطانيين.

بريطانيا والثورة الإسلامية..

بهذا التاريخ المحزن للمستعمر البريطاني، في “إيران”، فقد قضت “الثورة الإيرانية” على كل ما من شأنه تهيئة الوجود البريطاني في “إيران” وتدخلهم في أهم أركان نظام الدولة. وهذا الحدث كان مؤلمًا بالنسبة للبريطانيين والأميركيين على السواء.

فلقد كانت الحكومة البريطانية تتمتع بالنفوذ الكامل في “إيران”، وقد بعثت “الثورة الإيرانية” على قطع أيادي هذا البلد المحتل عن الإغارة على مصالح الدولة.

لكن قصة “إيران” مع “بريطانيا”، حاليًا، تختلف عن الوضع إبان العصور “القاغارية” و”البهلوية”. فـ”الثورة الإيرانية” تتعامل مع هذا النظام الخبيث بأسلوب يوحي بأن اليد الطولى لـ”الجمهورية الإيرانية”، بحيث تهين وتحتقر “بريطانيا” بقوة وإقتدار ولا تسمح لها بالتدخل في الشأن الإيراني الداخلي، بل بات الوجود البريطاني في الخليج مهددًا.

وما يزال إدراك حقيقة زوال العصور “القاغارية” و”البهلوية” أمرًا عسيرًا على البريطانيين، وما زالوا يتصورون إفتقار “الجمهورية الإيرانية” للاستقلال السياسي.

لكن؛ وبينما تعيش القيادات البريطانية أوهام الحقبة “القاغارية”، يعكس أسلوب وتعامل “طهران” مع “لندن”؛ مدى إحتقار الإيرانيين “ملكة بريطانيا”. فلقد فرضت “الجمهورية الإيرانية” قوتها على الأنظمة التي تقدم نفسها باعتبارها قوى عظمى؛ والتي لم تكن تتصور قدرة “إيران” على توقيف حاملة النفط البريطانية في “مضيق هرمز”.

ولم يمنع الوجود “البريطاني-الأميركي”، في المنطقة، القوات المسلحة الإيرانية؛ من توقيف السفينة البريطانية لقاء توقيف حاملة النفط الإيرانية في “مضيق جبل طارق”.

والسؤال: هل تمضي بإتجاه دولة تمكنت بمثل هذه القوة من القضاء على الطائرة الأميركية المُسيرة؛ وأوفقت ناقلة النفط البريطانية، دون أن يكون في قلبك وهم العصور “القاغارية” و”البهلوية” ؟.. لقد صدر قرار القيادة العامة للقوات؛ بخصوص توقيف السفينة البريطانية بعد أربعة أيام على تصريح المرشد الإيراني: “بأن القرصنة البحرية البريطانية الخبيثة لن تمر دون رد”، وهو أول رد فعل إيراني على القرصنة البحرية البريطانية، ولن يكون الأخير.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة