10 أبريل، 2024 7:57 م
Search
Close this search box.

انسحاب مفاجيء للقوات الأميركية من منطقة “الرطبة” .. الأسباب والتداعيات !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في خطوة مفاجئة عكس ما يذاع عنه دائمًا، أكد عضو مجلس محافظة الأنبار، “هلال الكربولي”، أمس، أن القوات الأميركية الموجودة في منطقة “الرطبة” قد انسحبت بشكل مفاجيء ومعها الفوج التكتيكي العائد إلى قيادة شرطة “الأنبار”، والذي يتولى حماية قضاء “الرطبة”.

وفي الوقت ذاته؛ كشف “مجلس محافظة الأنبار” أن تنظيم (داعش) بدأ بتوزيع المنشورات على أهالي “الرطبة”.

وقال “الكربولي” أن: “هذا الانسحاب بدا مفاجئًا تمامًا؛ ولا نعرف أسبابه في وقت لا يزال فيه قائد عمليات الأنبار اللواء الركن، محمود الفلاحي، محتجزًا في بغداد على ذمة التحقيق في قضية مكالمة هاتفية، الأمر الذي أثر كثيرًا على طبيعة الجهد العسكري في تلك المنطقة الحساسة والمتاخمة للحدود (العراقية-السورية-الأردنية)”.

مضيفًا أنه: “لم تحدث؛ ومنذ نحو أسبوعين، أي عملية عسكرية نوعية في تلك المنطقة بسبب الإرباك الحاصل؛ الأمر الذي يمكن أن يرفع معنويات الدواعش الذين يوجدون في مناطق قريبة من خط التماس مع القوات العراقية، ويقتنصوا الفرص للإنقضاض متى ما سمحت لهم الظروف بذلك”.

وكشف “الكربولي” عن أن: “الدواعش، عقب هذا الانسحاب المفاجيء للأميركيين والفوج التكتيكي، بدأوا بالفعل في توزيع منشورات على أهالي الرطبة يهددونهم فيها في حال لم يتعاونوا معهم إذا ما دخلوا القضاء”.

تداعيات سلبية للانسحاب..

وأوضح أن: “هذا الانسحاب سوف تكون له تداعياته السلبية على حركة القطعات، وهو ما يجعلنا نتخوف كثيرًا من التداعيات المحتملة لذلك”، داعيًا القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء، “عادل عبدالمهدي”، إلى “إتخاذ التدابير اللازمة لتعزيز القطعات العسكرية هناك، لأنه بخلاف ذلك؛ فإن كل الاحتمالات موجودة بإتجاه حدوث إنهيار أمني”.

وردًا على سؤال عن أسباب انسحاب الفوج التكتيكي؛ الذي هو قوة عراقية، بالتزامن مع انسحاب الأميركيين، أكد “هلال” أن: “الأميركيين الموجودين هناك، سواء على شكل قوات أو مستشارين، هم الذين يتولون تقديم الدعم اللوجيستي والاستخباري والطيران وسواه من أنواع الدعم التي تجعل هذا الفوج قادرًا على حماية المنطقة، وبعكسه فإنه لن يستطيع دون ذلك الصمود في تلك المناطق الصحراوية الواسعة والوعرة”.

نفي الانسحاب الأميركي..

فيما نفى العميد، “يحيى رسول”، المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة في “العراق”، إن ما تم تداوله بشأن انسحاب القوات الأميركية من قضاء “الرطبة”، في محافظة “الأنبار”، مؤكدًا أنه يفتقد للمصداقية.

وأضاف “رسول” أن القوات المتواجدة لم تنسحب كما تداول، وأنه تواصل بشكل شخصي مع قيادة عمليات “الأنبار”، التي نفت بدورها انسحاب أية قوات من “الأنبار” أو المناطق التابعة لها.

تهويل لما يحدث..

وفيما يتعلق بتواجد عناصر تنظيم (داعش) الإرهابي؛ في منطقة قضاء “الرطبة”، وتوزيعهم منشورات على المدنيين هناك، قال العميد، “يحيى رسول”، إن: “هناك تهويلًا بشأن ما تبقى من عناصر التنظيم، خاصة أن المرحلة الأولى من عملية إرادة النصر، إنطلقت من أجل تطهير محافظات الأنبار، ونينوى، وصلاح الدين، بإتجاه الحدود السورية العراقية، حيث قتلت العديد من العناصر الإرهابية والإستيلاء على أسلحة ومعدات كانت بحوزتهم”.

وشدد على أن العناصر المتواجدة في الصحراء هي “فلول التنظيم الذين يعملون على شكل مفارغ، مختبئين ومنكسرين، وأنه سيتم القضاء عليهم من خلال العمليات الأمنية”.

لافتًا إلى أن: “العمليات المشتركة بين قيادة عمليات نينوى والحشد الشعبي، وطيران التحالف الدولي، استطاعت قتل العديد من العناصر الإرهابية المتواجدة بالمناطق الصحراوية”.

وأكد على أن: “الوضع في الأنبار مسيطر عليه من قِبل القوات الأمنية، وأن قيادة عمليات الأنبار تواصل عملياتها الاستباقية لاستقرار الوضع والحفاظ على المدنيين بالمنطقة”.

تم عبر الاتفاق مع القيادة العامة للقوات المسلحة..

ورغم نفي “رسول”، إلا أن محافظ الأنبار، “علي فرحان”، قال إن: “الانسحاب الأميركي من الرطبة؛ تم عبر الاتفاق بين القيادة العامة للقوات المسلحة أو العمليات المشتركة”، مضيفًا أنه بغض النظر عن هذا الانسحاب؛ فإن القوات الأميركية متواجدة في مواقع في وقواعد أخرى.

وحول توزيع، تنظيم (داعش) الإرهابي، منشورات على الأهالي في “الرطبة” لتهديدهم، قال “فرحان”: “إنه تحصل بعض الخروقات إلا أن القوات الأمنية وتواجد الحشد الشعبي يجعل القضاء آمنًا”، مضيفًا أن قيادة العمليات المشتركة إتخذت تدابير أمنية وعززت الأمن، خاصة في المناطق الصحراوية؛ وهناك ملاحقات يومية بالتنسيق مع عمليات “الأنبار” وقوات التحالف والفوج التكتيكي من شرطة المحافظة.

داعش” عاجز عن العودة..

ورأى تحالف (سائرون) أن (داعش) عاجزًا عن العودة للساحة من جديد، لافتًا إلى أن القوات الأميركية ليست السبب الرئيس بإستتباب الأمن في “الأنبار”.

وقال النائب عن التحالف، “ستار جبار”: “لا أعتقد أن يتسبب انسحاب القوات الأميركية من قضاء الرطبة في محافظة الأنبار، بزعزعة أمن المحافظة”، مردفًا: “كون الحشد الشعبي والعشائري والقوات الأمنية قوات ماسكة لهذه الأرض؛ والأمر يتم بإشراف مباشر من عمليات المحافظة ومن القائد العام للقوات المسلحة”.

وأكد أن: “وجود القوات الأميركية بتلك المناطق ليس السبب الرئيس في إستتباب الأمن في المنطقة”.

وأشار “جبار” إلى أن: “هناك تحرك إعلامي لـ (داعش)، لكنه لا يملك القدرة على العودة، وإن كان يمتلك جيوبًا تنفذ عمليات إرهابية، لكنه عاجز عن زعزعة الأمن بالمحافظة”.

انسحاب تكتيكي لا يمثل خطر أمني..

تعليقًا على الموضوع؛ قال المحلل السياسي العراقي، “مناف الموسوي”، إن: “القوات الأميركية موجودة بطلب من الحكومة العراقية، وبالتالي عملية الانسحاب تكون من خلال اتفاق مشترك بين الجانبين”، مرجحًا أن يكون هذا الانسحاب بطلب من الجانب العراقي، لأن القوات العراقية قد أصبحت قادرة على القيام بمهامها.

وأوضح “الموسوي” أن القوات الأميركية موجودة في هذه المنطقة لمهام التدريب والمعلومات الاستخباراتية؛ فهي لا تمثل قوة برية أو قوة قتالية بقدر ما تمثل غطاء جويًا، مقللًا من المخاوف من أن يتسبب هذا الانسحاب في تسهيل عملية تحرك الدواعش ما بين “سوريا” و”العراق”، لأن القوات الأمنية قادرة على التعامل مع مثل هذه الإشكاليات، بعد أن نجحت في مناطق كثيرة مثل “الموصل”.

وأكد المحلل السياسي العراقي أن انسحاب الفوج التابع لقيادة شرطة “الأنبار” هو انسحاب تكتيكي ولا يمثل خطرًا أمنيًا، مشيرًا إلى أن الخوف بين أهالي القضاء مسألة طبيعية، حيث سبق وتعرضوا لعملية نزوح وتركوا مناطقهم؛ كما أنه في الفترة الأخيرة بدأت تنشط بعض الخلايا النائمة لـ (داعش).

واستبعد “الموسوي” أن يكون هناك انسحابًا كليًا للقوات الأميركية من “العراق”، في الوقت الحاضر، ولكن مجرد عملية تغيير أو نقل للقوات من مكان لآخر.

الحكومة ترفض نشر عناصر “الصحوة”..

وحول تأثير هذا الانسحاب على صحوات “العراق”؛ قال الشيخ، “وسام الحردان”، رئيس صحوة أبناء العراق، إن: “لدينا عشرة آلاف عنصر صحوة مؤهلين في عموم الأنبار، لكن غير مسلحين وترفض الحكومة نشرهم حتى الآن”، مضيفًا أنهم  يقاتلون (داعش) بإمكانياتهم الذاتية؛ وأن الجيش والشرطة انتشروا ولم يتم إعلامهم بأي عملية.

القوات الأميركية توازن الوجود الإيراني..

ويرى نواب المكون السُني، أن وجود القوات الأميركية في مناطقهم يمثل توازنًا في مقابل الوجود الإيراني عبر الفصائل المسلحة المرتبطة بها، مثل “النجباء”، و”كتائب حزب الله”، و”عصائب أهل الحق”.

بدوره؛ يقول الزعيم القبلي، “خالد الدليمي”، إن: “انسحاب القوات الأميركية بالفعل أحدث ضجة، لكنها مفتعلة، من قِبل جهات سياسية تدور مصالحها حول بقاء تلك القوات، وإن كنا نرى أهمية دور الأميركي في تعزيز الأمن، وتوفير المتطلبات الفنية واللوجيستية للقوات العسكرية العراقية، مثل المعلومات عن التحركات المشبوهة، ورصد الخروق، والتزويد بالمنظومات المتطورة وغير ذلك”.

كما طالب القائد العام للقوات المسلحة بالتعامل مع “الأنبار” بخصوصية، فهي كبرى المحافظات العراقية، ومحاذية لثلاث دول مجاورة، وتضم صحاري شاسعة، ووديان، وكانت سابقًا مأوى للجماعات المسلحة وتنظيم (القاعدة) الإرهابي، و(داعش) فيما بعد.

وأكد “الدليمي”، على أهمية أن تتنبه القيادة العامة لتلك المسائل، خاصة أن التنظيم بالفعل موجود، ولديه تحرك، خاصة في الليل، وقام خلال الفترة الماضية بإثبات وجوده عن طريق بعض الإجراءات، مثل بث المنشورات وغير ذلك.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب