23 ديسمبر، 2024 1:47 م

للمرة الرابعة خلال عامين .. الإسرائيليون أمام صناديق الانتخابات وسط منافسة شرسة .. فهل يفوز بها “نتانياهو” ؟

للمرة الرابعة خلال عامين .. الإسرائيليون أمام صناديق الانتخابات وسط منافسة شرسة .. فهل يفوز بها “نتانياهو” ؟

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

للمرة الرابعة، خلال عامين، يستعد الإسرائيليون للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الإسرائيلية، المقرر لها غدًا الثلاثاء، الموافق 23 آذار/مارس الجاري، حيث جرت آخر انتخابات، في آذار/مارس الماضي.

هذه الانتخابات؛ تأتي بعد أن حل “الكنيست” الإسرائيلي نفسه، رسميًا، في كانون أول/ديسمبر الماضي، وأعلن التوجه إلى انتخابات مبكرة، في 23 من آذار/مارس 2021.

وفي آيار/مايو 2020؛ شكل “نتانياهو”، الحكومة، استنادًا إلى اتفاق شراكة، بين “الليكود”، برئاسة رئيس الوزراء، “بنيامين نتانياهو”؛ و”أزرق-أبيض”، برئاسة وزير الدفاع، “بيني غانتس”، ولكن الخلافات بين الحزبين لم تتوقف، منذ ذلك الحين، حتى تم حل “الكنيست” وإعلان الذهاب إلى انتخابات مبكرة.

يُذكر أن “نتانياهو” تولى الحكم، في المرة الأولى، عام 1996 حتى 1999، والثانية كانت في 2009، ثم  أعيد انتخابه في عام 2013 وعام 2015، وآخرها كانت عام 2020؛ حينما لم يستطع إكمال مدة تواجده في الحكم، وهو ما أدى إلى وصول “إسرائيل” إلى الانتخابات التي ستجرى الثلاثاء.

ويحارب “نتانياهو”، من أجل الفوز بولاية جديد، وإن حدث ستكون هذه الولاية السادسة له في الحكم، حيث أنه يعتبر أطول رئيس وزراء في المنصب، في “إسرائيل”.

تراجع أسهم “نتانياهو” في استطلاعات الرأي..

ويقف “نتانياهو” أمام تحدٍ قاس، خاصة مع أفول نجمه بسبب تهم الفساد الموجهة ضده وتراجع أسهمه في استطلاعات الرأي الأخيرة، حتى تعويله على اتفاقات التطبيع مع الدول العربية لم تسعفه، خاصة بعد أن أصدرت بعض الدول العربية بيانات تنفي تأييدها له أو ربط اسمها بالانتخابات الإسرائيلية، وهو ما يجعل فرصه في الفوز ضعيفة، لكنه في الوقت نفسه ما زال يأمل في أن يُشكل ولاية جديدة.

غير أن “نتانياهو” يُعول على صناديق الاقتراع ويتجاهل نتائج الاستطلاعات؛ على اعتبار أن من الممكن أن يغير الناخبين رأيهم في آخر لحظة، وخاصة أن عدم فوزه، بحسب المراقبين، يعني التوجه إلى جولة انتخابات خامسة، في ظل استمرار تراجع قوة المعسكر المناويء له.

مراعاة ظروف “كورونا”..

وتشهد “إسرائيل” المعركة الانتخابية الجديدة، في ظل ظروف صحية واقتصادية طارئة، نتيجة تفشي فيروس (كورونا).

حيث خصصت لجنة الانتخابات المركزية ميزانية إضافية، وصلت إلى زيادة بنسبة 30 في المئة لإجراء الاقتراع في ظل الظروف غير الطبيعية.

وأعدت لجنة الانتخابات أكثر من 15 ألف مركز اقتراع، مقابل 11 ألفًا كانت تجرى من خلالها عملية الاقتراع في السنوات الماضية.

وسيُسمح للمصابين بالوباء، والخاضعين لإجراءات الحجر الصحي، بالتصويت في مراكز، خاصة حيث يمكنهم الإدلاء بأصواتهم دون مغادرة سياراتهم.

ووفرت اللجان الانتخابية عددًا كبيرًا من الحافلات المتنقلة للتصويت في حال ارتفعت أعداد الإصابات.

استحواز الأزمة الصحية والاقتصادية..

وتستحوز الأزمة الصحية والاقتصادية على اهتمام الناخب الإسرائيلي في تصويته، هذا العام.

فبعد أن كانت القضايا السياسية والأمنية محورية لحملات الأحزاب الإسرائيلية، باتت تداعيات وباء (كورونا) هي الأهم.

فهناك مئات آلاف العاطلين عن العمل بجانب المصالح التجارية المغلقة والأزمة الاقتصادية الخانقة.

وشهدت “إسرائيل” أيضًا وفاة أكثر من ستة آلاف من مرضى (كورونا)، كما تكدس المصابون بالفيروس في جميع مشافي البلاد.

ويتهم زعيم المعارضة، “يائير لابيد”، الذي يتزعم حزب (يش عتيد)، رئيس الوزراء “نتانياهو”، بالفشل في التعامل مع الوباء.

كذلك تطرح باقي الأحزاب المنافسة؛ كحزب (يمينا)، برئاسة وزير الأمن الأسبق، “نفتالي بينت”، خططًا اقتصادية بديلة.

فيما يتباهى رئيس حزب (الليكود)، “بنيامين نتانياهو”، بحملة التطعيمات الواسعة التي وفرها للإسرائيليين، فرئيس الوزراء كثيرًا ما يتحدث عن علاقاته الشخصية مع رئيس شركة “فايزر” للقاحات، والتي مكنته من جلب ملايين الجرعات.

وأسفرت حملة التطعيمات عن ضخ الدماء في الاقتصاد بشكل كامل؛ وبداية عودة الحياة لطبيعتها مع افتتاح كافة مرافق الحياة.

رغبة في التخلص من “نتانياهو”..

وفي اليوم الأخير من المعركة الانتخابية الإسرائيلية، التي ستجري غدًا، (الثلاثاء)، للمرة الرابعة خلال سنتين، أعرب غالبية الإسرائيليين عن رغبتهم في التخلص من حكم “بنيامين نتانياهو”، لكنهم اعترفوا بأن هذه المهمة ستكون صعبة للغاية.

وقال نصف المستطلعة آراءهم؛ إن أزمة الحكم ستستمر، وإن انتخابات خامسة ستجرى في نهاية الصيف.

ومن جهته، يواصل “نتانياهو” حرث البلاد طولاً وعرضًا، رافضًا إجراء مواجهة مع خصومه، ساعيًا إلى جلب أصوات جديدة. وفي توجهه للناخبين العرب، (فلسطينيي 48)، لم يتردد في إبداء إعتدال سياسي، فقال إن قانون القومية، الذي سنه، ليس موجهًا ضد العرب، بل ضد المتسللين الأجانب من “إفريقيا وأوروبا الشرقية”، وتعهد بألا يطرح مخطط ضم الأراضي من “الضفة الغربية”، لـ”إسرائيل”، إلا بموافقة الرئيس الأميركي، “جو بايدن”.

وقد جاءت تصريحات “نتانياهو”، في ظل أكبر مظاهرة احتجاج ضده، منذ 9 شهور، إذ أحتشد أكثر من 20 ألف شخص أمام مقره في “القدس الغربية”، تحت شعار: “أرحل”، وأنطلق عدد مماثل إلى الشوارع في نحو 800 موقع، في طول البلاد وعرضها؛ يطالبون بالإطاحة به، وإرساله إلى السجن بسبب لوائح الاتهام الموجهة إليه، وتهم الفساد الخطيرة التي تنسب إليه.

وخلال المظاهرات، نشرت نتائج استطلاع رأي، في القناة (12)، للتلفزيون الإسرائيلي، تقول إن 56 في المئة من الإسرائيليين يريدون أن يُزاح “نتانياهو” عن منصب رئاسة الوزراء، وإن 39 في المئة من الجمهور اليميني يؤيدون ذلك أيضًا. ولكن 51 في المئة من المستطلعين قالوا إنهم لا يؤمنون بأن مطلبهم هذا سيتحقق، ويعتقدون بأن خطته، وما يرافقها من أحابيل، ستنجح في إبقائه رئيسًا للحكومة، إما بإحراز أكثرية أو بإبقاء الأزمة السياسية مستمرة والتوجه إلى انتخابات خامسة. وفي هذه الحالة، يبقى رئيسًا للحكومة الانتقالية لستة شهور أخرى.

استمرار التظاهر ضد “نتانياهو”..

وأعلن قادة المتظاهرين؛ أنهم سيواصلون التظاهر ضد “نتانياهو”، في حال بقي في الحكم. وقال “نتاي كوهين”، مدير عام “الحركة من أجل جودة الحكم”، إنه: “على الرغم من قدرات، نتانياهو، الخارقة على البقاء في الحكم، فإن النضال ضد حكمه هو مهمة مقدسة لا مكان للاستخفاف بها. فنحن نخرج إلى الشوارع بعشرات الآلوف، للأسبوع التاسع والثلاثين، على التوالي ضد الفساد. وفي يوم السبت، شهدنا المظاهرة الأكبر منذ إنطلاق الاحتجاجات، في العام الماضي، التي بقي فيها الناس في الشوارع طيلة نهاية الأسبوع. فإذا لم ننجح في إسقاط حكمه، لن نجلس مكتوفي الأيدي إزاء حكمه الفاسد”.

نسبة التصويت والأحزاب..

وستؤثر نسبة التصويت، في الانتخابات القادمة، على دخول بعض الأحزاب، “الكنيست”، فلا يمكن لأي حزب أن يكون ممثلاً في “الكنيست”؛ إن لم تتجاوز حصة الحزب من إجمالي الأصوات، نسبة 3.25 في المئة.

وهذا يعني أن على أي حزب يسعى لتحقيق نسبة الحسم، حصد ما لا يقل عن 150 ألف صوت، وهو ما يمثل أربعة مقاعد برلمانية.

ويُعد حزب (الصهيونية الدينية)؛ برئاسة المتطرف، “بتسلئيل سموترش”، من الأحزاب المتنافسة على تحقيق نسبة الحسم، لكي تكون ممثلة في “الكنيست”.

كذلك تضم قائمة الكيانات السياسية التي تتصارع على تحقيق الحد الأدنى من الأصوات المؤهل لدخول “الكنيست”: “القائمة العربية الموحدة”، وهي أحد الأحزاب العربية التي أنشقت عن القائمة العربية الأم.

ويُعتقد أن انسحاب القائمة العربية الموحدة من القائمة المشتركة؛ يهدد التمثيل العربي في “الكنيست”.

فبعد أن كانت القائمة العربية، ثالث الأحزاب قوة؛ بحصولها على 15 مقعدًا في الانتخابات الماضية، أصبحت اليوم من بين الأحزاب الصغيرة، التي تنافس على تسعة أو عشرة مقاعد بحسب الاستطلاعات.

وجاء الإنشقاق في الأحزاب العربية ليدفع “نتانياهو”، لتكثيف حملاته الانتخابية في المدن والقرى العربية، وهي الحملات التي شهدت: إحتساءه للقهوة العربية في تجمعات بدوية.

كما طرح زعيم (الليكود)، الذي يُتهم من قبل عدد من معارضيه بالعنصرية ضد العرب، خطة لمكافحة الجريمة المتفشية في المجتمع العربي في مسعى للحصول على أصوات عربية قد تمنحه مزيدًا من المقاعد.

معسكر الإطاحة بـ”نتانياهو”..

وتعود عناوين الإطاحة بـ”نتانياهو”؛ إلى الساحة الانتخابية الإسرائيلية، حيث تنقسم المعسكرات بين معسكر “نتانياهو” والمعسكر الساعي للإطاحة به.

فيواجه “نتانياهو”، هذه المرة، انقسامًا في معسكر اليمين، الذي أعتاد أن يكون في صفه في جميع المعارك الانتخابية.

فالقيادي المنشق عن (الليكود)، “جدعون ساعر”، أعلن عن حزب جديد ينافس به؛ ليكون بديلاً عن “نتانياهو”.

ولا تقتصر قائمة منافسي “نتانياهو”، على “ساعر” فقط، فقد أعلن رئيس حزب (يمينا)، “نفتالي بينت”، نفسه مرشحًا لرئاسة الحكومة.

“بينت”؛ الذي كان وزيرًا للأمن سابقًا في حكومة “نتانياهو”، وكان ضمن معسكره الخاص، بدأ يغرد خارج سرب رئيس الوزراء.

ويوازي الإنشقاق في معسكر اليمين خلافات وحروب على الأصوات في معسكر الوسط واليسار.

حيث يسعى حزب (يائير لابيد) للحصول على عدد من المقاعد يزيد عن تلك التي حصدها حزب (أزرق-أبيض)؛ برئاسة “بيني غانتس”، في الانتخابات الماضية.

وتنافس هذا الحزب أيضًا، أحزاب يسارية، مثل حزب (العمل) و(ميرتس)؛ اللذان ينافسان بشق الأنفس على البقاء كمعسكر يساري، اختفى في السنوات الماضية.

وقد تحول هذه الإنشقاقات والخلافات السياسية والإيديولوجية، بين الأحزاب، دون تفوق أي من المعسكرين على الآخر.

فتشكيل الحكومة بحاجة لحصول أي من مرشحي المعسكرين، على 61 مقعدًا، من أصل 120، وهو العدد الذي تقول استطلاعات الرأي أن المعسكرات المتنافسة لا تستطيع تحقيقه.

النظام الانتخابي..

ويعتمد النظام الانتخابي، في “إسرائيل”، على تمثيل نسبي على مستوى الدولة، كما أن عدد المقاعد الذي تحصل عليه كل قائمة في “الكنيست”؛ يتناسب مع عدد الناخبين الذين صوتوا لها. ويجب على أي حزب أو قائمة أن تحصل على نسبة 1.5% على الأقل، من مجموع الأصوات، وهو الحد الأدنى للتأهل لدخول “الكنيست”.

ويقدم كل حزب مشارك في الانتخابات؛ مرشحيه حسب ترتيب الأسبقية، ويتم تحديد هؤلاء المرشحين إما في الانتخابات التمهيدية للحزب أو من قبل لجنة داخلية. ويُحسب عدد المقاعد المخصصة لكل قائمة وفقًا للنسبة المئوية للأصوات التي فازت بها.

على سبيل المثال، إذا فاز حزب أو تحالف بنسبة 10 % من الأصوات، أي ما يعادل 12 مقعدًا في “الكنيست”، فإن أول 12 مرشحًا في قائمته يصبحون نوابًا. ويمكن للمواطنين الإسرائيليين، الذين تبلغ أعمارهم 18 عامًا وأكثر، التصويت.

ويؤدي وجود العديد من الأحزاب إلى استحالة حصول أحدها على الغالبية المطلقة، البالغة 61 مقعدًا، والضرورية لنيل الثقة بالحكومة. وبمجرد فرز الأصوات، تبدأ المفاوضات لتشكيل ائتلاف.

ويحدد الرئيس الإسرائيلي، “رؤوفين ريفلين”، بالتشاور مع الأحزاب، بعد الانتخابات، الشخصية التي ستشكل الحكومة. ثم يُكلف هذه الشخصية التي لديها، حسب رأيه، أفضل فرصة لتشكيل ائتلاف. وقد لا يكون هذا الشخص بالضرورة زعيم الحزب الحائز على أكبر عدد من المقاعد في البرلمان.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة