خاص : كتبت – نشوى الحفني :
في إجراء اعتادت عليه منذ عامين، تقترب “إسرائيل” من إجراء رابع انتخابات عامة، بسبب تصاعد الخلافات بين رئيس الوزراء الإسرائيلي، “بنيامين نتانياهو”، وشريكه في الائتلاف الحاكم، “بيني غانتس”، الذي دعم تحركًا من جانب المعارضة لحل البرلمان الإسرائيلي، (الكنيست)، وصوت نواب البرلمان، مساء أمس الأول، على مشروع قرار بحل (الكنيست) في قراءة أولى، لكن المشروع لايزال بحاجة لإجتياز ثلاث عمليات تصويت بـ (الكنيست) ليصبح قانونًا، مما يتيح لـ”نتانياهو” و”غانتس”، الذي يتولى قيادة “وزارة الدفاع”، مزيدًا من الوقت لمحاولة حل خلافاتهما بشأن الميزانية.
وصوّت 61 نائبًا لصالح مشروع قانون حل (الكنيست)، بينما اعترض عليه 54 عضوًا، ومن ضمن من وافقوا على مشروع قرار حل (الكنيست)، حزب “أزرق-أبيض”، بقيادة وزير الدفاع، “بيني غانتس”، الذي أبرم اتفاقًا على تقاسم السلطة مع “نتانياهو”، في نيسان/إبريل الماضي، ولكن زعيمي الحزبين اختلفا منذ ذلك الحين؛ بشأن ميزانية الحكومة، كما صوّت 11 نائبًا عربيًا، من أصل 15، لصالح مشروع القانون، فيما أعلنت “الحركة الإسلامية”، الجناح الجنوبي، ولها 4 نواب، الإمتناع عن التصويت على المشروع.
اتهامات متبادلة..
ويتهم “غانتس”، الذى يقود حزب “أزرق-أبيض” الوسطي، “نتانياهو”، بتعمد تأخير الموافقة على الميزانية، في محاولة للتشبث بالسلطة، واصفًا تصرفه بأنه: “هجمة إرهابية اقتصادية”، وقال إن: “نتانياهو لم يكذب عليّ، بل كذب عليكم، ولم يخادعني، بل خادع مواطني إسرائيل”.
وكان “غانتس”؛ أكد أن بإمكان “نتانياهو” تجنب حل (الكنيست) إذا تحرك بسرعة وعرض ميزانية 2020 – 2021، مثلما اتفقت عليها حكومة الوحدة، مضيفًا: “سأفعل ما بوسعي لتكون للبلاد ميزانية؛ وأتمكن من خدمتها”.
ورد “نتانياهو” على الاتهامات قائلاً: “هذا ليس وقت الانتخابات، هذا وقت الوحدة”، وأضاف “نتانياهو”، الذي صوّت برفض مشروع القانون، في حديث تليفزيوني بعد الجلسة البرلمانية: “على، بيني غانتس، أن يسحب مكابح الطواريء”.
اجتماع سري لم يحدث مسبقًا..
والتقى رئيس الوزراء الإسرائيلي، “بنيامين نتانياهو”، ووزير الجيش، “بيني غانتس”، صباح أمس الخميس؛ خلال استقبال مهاجرين من “إثيوبيا” .
وأضافت صحيفة (يسرائيل اليوم) العبرية؛ أن “نتانياهو” و”غانتس” عقدا اجتماعًا سريًا بينهما في صالة مطار “بن غوريون”، استمر قرابة 15 دقيقة.
وقال مكتب “نتانياهو”: “الاجتماع مع، غانتس، لم يتم مسبقًا”.
يستغل ثغرات الاتفاق..
ويخضع “نتانياهو”، زعيم حزب “الليكود” اليميني، حاليًا للمحاكمة في 3 قضايا فساد، ولكنه ينفي تهم الرشوة والتزوير وخيانة الأمانة الموجهة له.
وينص اتفاق تقاسم السلطة، بين “غانتس” ونتانياهو”، على أن يتولى “نتانياهو” رئاسة الحكومة لمدة 18 شهرًا، ثم يُسلم المنصب لشريكه، “غانتس”، وكانت صحيفة (تايمز أوف إسرائيل) الإسرائيلية، أفادت بأن “نتانياهو” يسعى إلى استغلال ثغرة في نص الاتفاق بينهما يجعله يبقى في السلطة إذا سقطت الحكومة بسبب الخلاف حول الميزانية، وتُدار أنشطة الحكومة حاليًا وفق نسخة من ميزانية 2019؛ صدق عليها (الكنيست)، في 2018، وأجرت إسرائيل، منذ ذلك الحين، ثلاثة انتخابات، كانت كلها غير حاسمة.
وبينما ينتهي أجل عرض الميزانية الحالية للحكومة، يوم 23 كانون أول/ديسمبر الجاري، يقول “نتانياهو” إن العملية لن تكتمل قبل، شباط/فبراير القادم، وهو ما رفضه “غانتس”، وفي حين أن الإقرار النهائي لمشروع قانون حل (الكنيست) لايزال غير مؤكد، فإن الخلاف بخصوص الميزانية قد يتسبب في التوجه إلى إجراء انتخابات جديدة، وإذا تم التوصل إلى إقرار ميزانية منفصلة، لعام 2021، سيكون بحوزة “نتانياهو” أداة جديدة لعرقلة “التناوب” على السلطة مع “غانتس”، لأن الفشل في إقرار حزمة مالية، بحلول آذار/مارس القادم، قد يتسبب أيضًا في إجراء انتخابات رابعة، منذ 2018.
تصاعد الخلافات..
الخلافات تصاعدت في الائتلاف الحاكم؛ عندما قال وزراء حزب “العمل” الإسرائيلي، الحليف السياسي لـ”غانتس”، إنهم سيصوتون لصالح حل (الكنيست)، وأعلن حزب “أزرق-أبيض” لاحقًا أنه سيصوت مع المعارضة، وبعد القراءة الأولى يُعرض مشروع قانون حل (الكنيست) للتصويت، في قراءتين ثانية وثالثة، لتتم الدعوة بعدها إلى إجراء انتخابات جديدة، قد تكون في الفترة، ما بين آذار/مارس وحزيران/يونيو المقبلين.
حكومة فاسدة بلا فاعلية..
وتتضمن ميزانية 2021؛ إصلاحات تهدف إلى مساعدة الاقتصاد الإسرائيلي على التعافي من آثار انتشار فيروس (كورونا)، وحضّ “البنك المركزي” الإسرائيلي، مؤخرًا، الحكومة على الإسراع في عرض الميزانية لتجنب المزيد من المشاكل.
فيما وصف زعيم المعارضة الإسرائيلية، “يائير لابيد”، الحكومة قبيل التصويت بأنها: “بلا فاعلية، وفاسدة، وتسببت في ضرر كبير للاقتصاد الإسرائيلي”، وقال: “معدلات الإصابة بالفيروس عاودت الارتفاع، نريد حكومة تعمل لصالح شعب إسرائيل”.
ومنذ تموز/يوليو الماضي، خرج عشرات آلاف الإسرائيليين في احتجاجات متواصلة، رفضًا لطريقة تعامل الحكومة مع جائحة فيروس (كورونا)، التي يقولون إنها تسببت في معاناة اقتصادية واسعة.
الدفع بمزيد من الغموض السياسي..
وقد تدفع أزمة الائتلاف الحاكم، إسرائيل، إلى مزيد من الغموض السياسي، بينما تستعد لقدوم إدارة أميركية جديدة بقيادة الرئيس المنتخب، “جو بايدن”، وتترقب إسرائيل أي رد فعل إيراني على اغتيال العالم النووي الإيراني، “محسن فخري زاده”، الأسبوع الماضي، في حادث حمّلت “طهران”، إسرائيل، المسؤولية عنه.
“نتانياهو” نسج تحالف لبقائه رئيس وزراء..
الكاتب والمحلل السياسي الخبير بالشؤون الإسرائيلية، “د. فضل طهبوب”، يرى إن: “الخلاف الداخلي الإسرائيلي كبير جدًا، لكن نتانياهو استطاع خلال فترة حكمه تشكيل تحالف يميني قوي ما أدى إلى بقائه في الحكم رغم كل الاتهامات الموجهة إليه بالفساد”.
وأشار إلى أن: “تحالف نتانياهو مع الأحزاب الدينية استطاع يجري الانتخابات ثلاث مرات؛ ولم يستطع الحصول على الأغلبية، ولكنه نسج التحالف لبقائه كرئيس للوزراء”.