كاتب بريطاني يكشف .. “ترامب” أضعف يد واشنطن الطولى بالحلفاء الإقليميين !

كاتب بريطاني يكشف .. “ترامب” أضعف يد واشنطن الطولى بالحلفاء الإقليميين !

خاص : ترجمة – لميس السيد :

كانت “الولايات المتحدة”، حتى وقت قريب، نموذج يحتذى به بالنسبة للدول الأخرى، ولكن الأسبوع الماضي شهد الكثير من أحداث الشغب الدولي، غير المبرر، من قِبل إدارة “ترامب”، حيث شملت عمليات تنمُر خارج الحدود الإقليمية لمنافسي التجارة والأعمال، وتهديدات عنيفة ضد “إيران”، و”خطة سلام” منحازة بشكل سخيف لـ”إسرائيل”، واستئناف مبيعات الأسلحة لإذكاء حرب السعوديين في “اليمن”، والإعتداء على حرية الصحافة العالمية.

في هذا سياق؛ قال الكاتب البريطاني، “سيمون تيسدال”، في مقاله بصحيفة (الغارديان) البريطانية، أن الرئيس “ترامب”، في مقابل ذلك، لم يحرك ساكنًا في قضايا مهمة أخرى على الساحة الدولية، مثل مقتل المدنيين في “سوريا”؛ كما تدق نواقيس الخطر على الأبواب حول “أزمة المناخ” والإنقراض الجماعي، لكن للأسف يبدو أن مؤيدي “ترامب” يفضلون التركيز على الفرص الاقتصادية التي يوفرها إنهيار الغطاء الجليدي في القطب الشمالي.

فتح الأحضان للديكتاتوريين وتجاهل الثورات الشعبية !

يرى الكاتب البريطاني أن الإدارات الأميركية السابقة؛ حاولت بذل جهدها في الترويج للحكم الديمقراطي واحترام الحقوق الإنسانية والمدنية العالمية، لكن لم تنجح كل محاولاتها. لكن الرئيس “ترامب” وإدارته فتحوا الباب على مصراعيه أمام ديكتاتوريات العالم من “روسيا” و”مصر” إلى “البرازيل” و”الفلبين” و”كوريا الشمالية” و”ميانمار”، بل يتم تشجيعها بشكل إيجابي.

لفت الكاتب إلى أنه على الرغم من مرور شعب “السودان” بثورة عارمة ضد نظام، “عمر البشير”، ومرور تلك الثورة بخطر الفشل؛ في ظل قيامها ضد نظام المدعوم عسكريًا، وعلى الرغم من حجمها وأهميتها الإستراتيجية، إلا أن “السودان” يحظى باهتمام ضئيل في الغرب. ومع ذلك، عندما يُنظر إلى سعيه الشغوف نحو الديمقراطية، وصراعاته الداخلية مع الإسلاميين، واحتمالية أن تنفجر بداخله حرب أهلية، مثل “سوريا” و”ليبيا” و”اليمن”، فإن هذا الإهمال يبدو قصير النظر.

قال “تيسدال”؛ أن سجل “الولايات المتحدة”، في “السودان”، مختلط، حيث قام “بيل كلينتون” بقصف “الخرطوم”، عام 1998، بسبب صلات مزعومة بتنظيم (القاعدة). وساعدت “واشنطن” في التوسط في “اتفاقية السلام الشاملة”، لعام 2005، التي تنبأت باستقلال “جنوب السودان”.

حتى وقت قريب؛ كانت تحتفظ بالعقوبات على النظام. الآن، مع اعتقال “البشير”، وعدم التوازن العسكري، نشأت فرصة نادرة للمساعدة في نقل “السودان” بحزم إلى المعسكر الديمقراطي المأمول. لكن “الولايات المتحدة” تدفع بهذا الإتجاه عكس التيار تمامًا.

طبيعة العلاقات الأميركية بقادة ثورة السودان..

يصف الدبلوماسيون والمحللون الأجانب، السياسة الأميركية، بأنها مشوشة أو غير موجودة. ويقال إن العلاقات بين “تجمع المهنيين السودانيين” والقوة المنظمة للمعارضة و”السفارة الأميركية” في “الخرطوم” متوترة، حيث صرح أحد مسؤولي المعارضة، لمجلة (فورين بوليسي) الأميركية، إن التحدث إلى الأميركيين كان مجرد “مضيعة للوقت”. وكان فشل اجتماع، عقد في “واشنطن” في وقت سابق من هذا الشهر، بين الدول الغربية و”الأمم المتحدة” و”الاتحاد الإفريقي”؛ في الاتفاق على مسار عمل مشترك.

فبدلاً من إغتنام هذه اللحظة، قامت “الولايات المتحدة” بتمرير المبادرة إلى رفاق “ترامب”، في “المملكة العربية السعودية” و”مصر” و”الإمارات العربية المتحدة”. لقد دعمت هذه الدول، “البشير”، وتدعم الآن؛ بل وتمول محاولات لإحياء الوضع القائم قبل الانقلاب ضده. كان المحتجون السودانيون واضحين منذ البداية أنه يجب تغيير النظام، وليس فقط شخصياته العليا.

إن هذا المحور العربي القومي المحافظ للغاية، والذي يسير بخطى إيديولوجية مع “ترامب”، لديه مرشح خاص به لرجل “السودان” القوي المقبل. اللواء “محمد حمدان دجالو”، المعروف باسم، “همدتي”، هو نائب زعيم المجلس العسكري الانتقالي. وهو يرأس أيضًا “قوات الدعم السريع”؛ وهي مجموعة كبيرة شبه عسكرية نشأت من ميليشيا “الجنجويد” المتورطة في الإبادة الجماعية في “دارفور”.

والجدير بالذكر؛ أن الهجمات المتفرقة والمميتة على المتظاهرين في الشوارع، في وقت سابق من هذا الشهر، تم إلقاء اللوم فيها على “قوات الدعم السريع”.

“دجالو” رجل أميركا..

لقد تغلب “دجالو” بسهولة على رئيس المجلس العسكري والزعيم السوداني المؤقت، الجنرال “عبدالفتاح البرهان”. وكان إصرار “دجالو” على الحصول على أغلبية داخلية في حكومة مقترحة لتقاسم السلطة بين المدنيين والعسكريين؛ أدت إلى الإنهيار، الأسبوع الماضي، في المحادثات مع المعارضة.

وعندما دعا “تجمع المهنيين السودانيين” إلى إضراب عام، ردًا على ذلك، هدد “دجالو” بالانتقام.

من غير الواضح، حتى الآن، ما الذي يمكن أن تفعله المعارضة، المنقسمة حول التكتيكات ونفاد قوتها، فخطر الإنحدار إلى العنف حقيقي ودائم.، بحسب الكاتب البريطاني.

يزعم “دجالو” أنه لا يسعى إلى السلطة، لكن طموحه واضح. قال، الأسبوع الماضي، إنه كان يشرف على الإجراءات القضائية ضد “البشير”، و25 من شخصيات النظام المحتجزين منذ الانقلاب، وبالتالي السيطرة على العملية والتأكد من أنهم لا يشكلون أي تهديد للنظام الجديد.

في نهاية الأسبوع، تلقى بنفسه ختم “الموافقة الملكية” من الحليف العربي الرئيس لـ”ترامب”، “محمد بن سلمان”، ولي العهد السعودي، في اجتماع خاص في “جدة”.

إن الإستعانة بمصادر خارجية للسياسة الخارجية الأميركية، بـ”رجال أقوياء”، مثل “ترامب” والوكلاء الإقليميين الودودين؛ هو الآن الإتجاه الأبرز لدى “واشنطن”.

في الحرب الأهلية المجددة في “ليبيا”، يدعم “ترامب”، الجنرال المنشق، “خليفة حفتر”، المدعوم من السعوديين و”الإمارات العربية المتحدة”.

وبالمثل، رحب “البيت الأبيض”، ترحيبًا حارًا بالرئيس المصري، “عبدالفتاح السيسي”، وهو شخص استبدادي اختطف ثورة شعبية.

كما هو الحال في “السودان”، تلاشت الآمال في إصلاح الجذور والفروع في “الجزائر”، حيث تم إقالة رئيس بارز، في الشهر الماضي، وسط مكائد الجيش واللامبالاة الأميركية والأوروبية.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة