11 أبريل، 2024 3:26 م
Search
Close this search box.

زيارة “ظريف” لبغداد .. هل تساعد وساطتها في نزع فتيل الصراع “الأميركي-الإيراني” ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في إطار الحراك الدبلوماسي المتسارع لحلحلة قضية الصراع “الأميركي-الإيراني”، زار وزير الخارجية الإيراني، “محمد جواد ظريف”، “بغداد”، أمس الأول السبت، رافعًا راية استعداد بلاده للتعامل مع أي مباردة للتهدئة، داعيًا إلى توقيع اتفاقيات عدم إعتداء بين “طهران” ودول الخليج.

تأتي زيارة “ظريف”، إلى “بغداد”، في وقت تشهد فيه المنطقة إحتقانًا بسبب التصعيد “الأميركي-الإيراني”، ومخاوف من إندلاع حرب بينهما، بينما يسعى “العراق” إلى لعب دور الوسيط لتخفيف حدّة الأزمة.

وكان رئيس الوزراء العراقي، “عادل عبدالمهدي”، قد أعلن الأسبوع الماضي، أنّ “العراق” يجري اتصالات عالية المستوى لتسوية أزمة المنطقة، مؤكدًا أنه سيرسل وفودًا إلى “طهران” و”واشنطن” من أجل إنهاء التوتر بين الطرفين.

إقتراح بإبرام اتفاقية عدم إعتداء مع دول الخليج..

خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره العراقي، “محمد علي الحكيم”، بـ”بغداد”، قال “ظريف”، إن “طهران” لديها رغبة قوية في بناء علاقات متوازنة مع جميع دول الخليج، مؤكدًا على أن بلاده إقترحت إبرام اتفاقية عدم إعتداء مع الدول الخليجية المجاورة.

حول التوتر مع “الولايات المتحدة”، قال “ظريف”، إن: “التصرفات الأميركية تناقض قرار مجلس الأمن بشأن استخدام القوة”، في إشارة إلى إرسال “واشنطن” تعزيزات عسكرية إلى الخليج، من حاملات طائرات وقاذفات صواريخ، وجنود إضافيين.

وأكد على أن “إيران” ستتصدى لأي مساع للحرب على “إيران”؛ سواء كانت اقتصادية أو عسكرية، وستواجهها بقوة، معلنًا أن بلاده بدأت العمل على خط سكك حديدية يربط بين “العراق” و”إيران”.

مشددًا على أن “طهران” لم تنتهك “الاتفاق النووي”، داعيًا الدول الأوروبية إلى الوفاء بإلتزاماتها وعمل المزيد للحفاظ عليه. وقال إن: “الحديث لا يكفي للحفاظ على الاتفاق النووي، وعلى الأوروبيين إتخاذ إجراءات عملية”.

العراق لن تلتزم بالعقوبات الأميركية..

من ناحيته، قال وزير الخارجية العراقي إن بلاده مستعدة أن تكون وسيطًا بين “طهران” و”واشنطن”. مضيفًا: “تباحثنا مع الجانب الإيراني على أهمية أن تكون المنطقة آمنة، والتواصل لحل مرضٍ لجميع الأطراف”.

وأضاف أن “بغداد” لا ترى في “الحصار الاقتصادي” فائدة، مؤكدً على أن بلاده لن تلتزم بـ”العقوبات الأميركية” على “طهران”.

وأشار “الحكيم” الى أن زيارة “ظريف”، لـ”بغداد”، تهدف لمتابعة ما تم التوقيع عليه من تفاهمات ومذكرات بين البلدين.

وأضاف “الحكيم” إن زيارة “ظريف” تتضمن متابعة حفر “نهر أروند” وبناء المدن الصناعية والربط السككي وقضايا إقليمية ودولية.

الإبقاء على “الاتفاق النووي”..

وبحسب بيان صدر عن مكتب “عبدالمهدي”، فإنّه: “بحث مع ظريف العلاقات المشتركة، والملفات التي اتفق عليها في زيارتي الرئيس الإيراني، حسن روحاني، إلى العراق، وعبدالمهدي إلى إيران”، مشيرًا إلى أنّ: “الجانبين بحثا أيضًا الأوضاع الإقليمية والدولية، وكيفية تجنيب البلدين والمنطقة أضرار العقوبات ومخاطر الحرب”.

وأضاف البيان أنّهما: “أكدا أهمية الأمن والاستقرار للمنطقة، وكيفية الإبقاء على الاتفاق النووي وكل ما فيه مصلحة البلدين والشعبين وشعوب المنطقة”.

من جهته؛ أكد مكتب “صالح” أنّه: “بحث مع ظريف آخر المستجدات السياسية على الصعيدين الإقليمي والدولي، وضرورة منع الحرب والتصعيد، والركون إلى التهدئة، وإعتماد الحوار البناء من أجل ترسيخ أسس السلام في المنطقة”، وشدد على “بذل الجهود المشتركة لتجنيب المنطقة أضرار العقوبات، والتوصل إلى حلول سياسية للأزمات الحالية”.

دور محوري لخفض التصعيد..

بدوره؛ أوضح “الحلبوسي”، لـ”ظريف”، أنّ: “العراق سيلعب دورًا محوريًا لخفض التصعيد بين طهران وواشنطن”، مؤكدًا حرصه على: “سلامة جيرانه وتجنب مخاطر الحرب”.

ووفقًا لمكتب “الحلبوسي”، فإنّ “ظريف” أكد على أنّ بلاده “على استعداد لتلقي أي مبادرة تساعد في خفض التصعيد، ولا محدودية لدى طهران لحل المشاكل مع بلدان المنطقة”.

مساحة أوسع للوساطة..

في سياق متصل، أكد مسؤول عراقي مطلع أنّ: “زيارة ظريف منحت المسؤولين العراقيين مساحة أوسع في الوساطة لأجل التهدئة”، مبينًا أنّ: “ظريف أبلغ الجانب العراقي استعداد طهران للقبول بالتهدئة، وعدم جرّ المنطقة إلى أزمات وحروب”.

مشيرًا إلى أنّ: “ظريف بحث مع القادة العراقيين الخطوات اللاحقة التي سيجرونها لأجل ذلك، وضرورة تحشيد دول المنطقة إلى جانب العراق في هذه الوساطة، لتجنب مخاطر الحرب”.

زيارة أخرى لعُمان..

بالتزامن مع زيارة “ظريف” لـ”العراق”، أجرى نائب وزير الخارجية الإيراني، “عباس عراقجي”، أيضًا محادثات مع “يوسف بن علوي”، الوزير العُماني المسؤول عن الشؤون الخارجية، بـ”مسقط” في مستهل جولة ستقوده إلى “الكويت” و”قطر”.

وتأتي زيارة “عراقجي” للسلطنة بعد أن كشف مضمون زيارة “بن علوي”، لـ”طهران”، وحمله رسالة خاصة للمرشد الأعلى، آية الله “علي خامنئي”، تضمنت فحوى الاتصالات العُمانية مع “واشنطن”. فبحسب وسائل الإعلام اقترحت “واشنطن”، من خلال “عُمان”، إجراء لقاء بين المرشد والرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، على غرار لقاء الأخير مع زعيم كوريا الشمالية، “كيم جونغ-أون”. كما اقترح “بن علوي” استضافة “مسقط” لمفاوضات استكشافية على مستوى الخبراء بين “إيران” و”واشنطن”.

النشطاء يرفضون زيارة “ظريف”..

زيارة “ظريف”، لـ”العراق”، لقيت رفض من جانب النشطاء على موقع التواصل الاجتماعي، (فيس بوك)، معبرين عن استيائهم من تلك الزيارة، قائلين: “لا أهلًا ولا مرحبًا به”.

وأكد النشطاء أنه لا مرحبًا بسفير النظام الإيراني الذي دمر “العراق” ونشر فيها الإرهاب من بعد عام 2003، وقبلها كانوا لا يستطيعون أن يتعدوا حدودهم.

ووجه النشطاء رسالة إلى “ظريف”، قائلين: “أنت غير مرحب في العراق؛ ولا مُرحب بك من قبل الشعب العراقي”؛ الذي تريد جره إلى حرب ونحن سنقف مع “أميركا” ضدكم.

وأضافوا أنه حان الوقت للتخلص من الاحتلال الإيراني لـ”العراق” الذي دمر البلاد واستولى على مقدراتها وميليشياتها التي تستبيح البلاد كما يحلو لها.

وأوضحوا أنهم مع إزاحة “نظام الملالي” من الحكم؛ وأيضًا التخلص من ذيوله في “العراق” من السياسيين الفاسدين والميليشيات الإرهابية والشخصيات البغيضة.

وأكد النشطاء أن “واشنطن” دعمت “العراق” في الحرب ضد “إيران”، في الثمانينيات، عبر تقديم مساعدات اقتصادية بقيمة مليارات الدولارات من المساعدات الاقتصادية وبيع التكنولوجيا ذات الاستخدام المزدوج والأسلحة من خارج “الولايات المتحدة” والاستخبارات العسكرية وتدريب العمليات الخاصة.

لذلك؛ يرى النشطاء ضرورة الوقوف مع “واشنطن” في تلك الحرب ضد النظام الإيراني والقضاء عليه، حتى تستقر المنطقة فـ”نظام الملالي” كان يحرص على زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط.

إبتعاد روسيا وأوروبا دفع العراق وعُمان للقيام بدور الوساطة..

عن زيارة “ظريف” و”عراقجي” والتحركات العراقية تجاه نزع فتيل الأزمة بين “طهران” و”واشنطن”، يقول  المتخصص في القانون الدولي، الدكتور “علي التميمي”، أن: “هناك تحركات جدية من قِبل العراق وعمان وحتى السعودية، بل وكل الدول القريبة من أتون هذه الحرب أيضًا بدأت في التحرك، وربما الشروط التي وضعتها الولايات المتحدة على إيران هي من دفعت بالدول للقيام بدور الوساطة، وإبتعاد روسيا وأوروبا عن القيام بالوساطة بين الولايات المتحدة وإيران، أدى إلى محاولات العراق وعمان للعب هذا الدور، والولايات المتحدة تستغل مسألة الخوف من الحرب، لذا سوف لن تترك هذه الصفقة دون أن تحصل على المكاسب، وأنا برأيي أن الحرب والصدام المباشر لن يقع بين الطرفين، ولكن سيستمر الحصار الذي هو بطبيعته كفيلًا بتدمير الدول، وهذا ما حصل مع العراق إبان النظام السابق”.

وأضاف “التميمي”: “أعتقد أن ترامب لن يحارب، لأنه سبق وأن قام بسحب الجيوش، واعترض بشدة على أوباما وقضية زج الجيش الأميركي في الحروب، فهناك رأي عام أميركي يعارض الحرب، وإيران من جانبها أنهكتها الحروب والحصار، لذا كلا الدولتين لا تريدان الحرب، وإنما هناك استعراض للقوة والعضلات، وسبق وأن هددت إيران بحرق إسرائيل، إلا أن ذلك لم يحصل، فهي عادة ما تحارب بالوكالة، وحتى الولايات المتحدة لن تدخل الحرب، لعدم وجود المبررات”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب