10 يناير، 2025 11:13 م

قبل رحيله .. “أنطوني بوردان” رجل المغامرات يكشف لـ”الغارديان” عن الوجه الآخر له !

قبل رحيله .. “أنطوني بوردان” رجل المغامرات يكشف لـ”الغارديان” عن الوجه الآخر له !

خاص : ترجمة – بوسي محمد :

عُثر على الطاهي الأميركي الشهير، “أنطوني بوردان”، ميتًا في غرفته بفندق في “باريس”، والسلطات تشتبه في انتحاره.

وكان “بوردان”، البالغ من العمر 61 عامًا، في “فرنسا” لإعداد الحلقة القادمة من برنامجه التليفزيوني (أماكن غير معروفة)، حيث عُثر، “غيك تابر”، على جثة صديقه في غرفته الفندقية، صباح الجمعة الماضي.

قبيل رحيله.. نشرت صحيفة (الغارديان) البريطانية، آخر حوار أجرته معه، أدلى خلاله برأيه في سياسة “ترامب”، والمنتج الأميركي الشهير، “هارفي وينشتاين”، المتهم بالتحرش الجنسي، كما تحدث عن رحلة سفره؛ وكيف استفاد من مغامراته..

كما سلطت، المقابلة الأخيرة التي أجرتها (الغارديان) مع “أنطوني بوردان”، الضوء على أفكار الشيف حول السفر والثقافة والسياسة.

وتتضمن الحديث الصحافي معرفة رأي “بوردان” في سلوك “بيل كلينتون”، وأداء “أوباما” كرئيس للولايات المتحدة، وأحلامه اليومية حول زوال “هارفي وينشتاين”.

وتحدث “بوردان” عن أشياء أخرى، مثل الفرح الذي يأتي عن طريق الصداقة، وكيفية التفكير في الأبوة والأمومة..

السفر..

بسؤاله عن مميزات السفر بالنسبه له؛ قال: “السفر يعني لي الحياة، فهو يتيح الفرصة للأشخاص من التعرف على ثقافات الدول الأخرى، واكتساب صداقات جديدة، والانفتاح عن دول العالم والإطلاع على تجاربهم، فهذا هو أهم جزء في السفر”.

وأضاف: “عندما تذهب إلى مكان مثل بيروت على سبيل مثال؛ وتجد نفسك تتحدث إلى امرأة مسلمة، إذا كنت صحافيًا مُكلفًا بجدول أعمال، فأنت تعرف أنك موجود للإبلاغ عن قصة معينة، وأنك ستخرج بها مباشرةً. أنت على حق، أما أنا في بيروت للمتعة والتسلية، اكتشف شوارعها ونكهة طعامهم ومعرفة ثقافاتهم”.

سر سعادته..

الناس هم الأشياء الأكثر إثارة بالنسبة لي.. يقول “أنطوني”.

متاعب المال والشهرة..

قصة هذا الرجل كثيرًا ما كانت تثير إنتباه جمهوره حول العالم، فهو الشخص الذي نجح أن يجمع بين المال والشهرة، والسفر وملايين المعجبين حول العالم، كل هذا وأكثر.. لكنه كان له تجربة مع الانتحار. ما جعل الناس تتساءل ما الذي يدفع رجلاً نال المجد والشهرة والملايين أن يُقدم على الانتحار ؟.. فالرجل كان أحد أشهر مقدمي برامج الطبخ والسفر التي ينتظرها الملايين في الولايات المتحدة وحول العالم !

وبسؤاله عن محاولة انتحاره، قال: “للأسف المال والشهرة لن يجعلاني سعيدًا، فالسيارة الفارهة التي أمتلكها لن تجعلني سعيد.. والمنزل المثالي الذي أحظى به سبب تعاستي”.

وتابع: “أنا أحب الحرية، لذا تجدني لا أمكث في أي بلد سوى ستة أشهر فقط، وأعشق المغامرات والسفر حول العالم”.

يُشار إلى أنه في إحدى حلقات (أماكن غير معروفة)، كان “أنطوني” يزور عيادة نفسية في “الأرجنتين”. خلال الجلسة قال إنه يشعر بالإنعزال أحيانًا. “عملي يقوم على التواصل مع الآخرين، لكنني سيء في التواصل مع هؤلاء الذين أهتم بهم”.

وقال؛ إنه لو صادف وتناول شطيرة “برغر” في أحد المطارات خلال سفرياته، وكانت غير جيدة، فإنه “يشعر بالاكتئاب لعدة أيام”.

اللحظات السعيدة في حياته..

قال في حواره مع الصحيفة البريطانية، أن أسعد لحظاته هي تلك التي البعيدة عن الأضواء والكاميرات، وعمومًا مع الطاقم الخاص به.

وأشار إلى أنه يكون سعيدًا جدًا، وهو في طريقه لدولة جديدة لاكتشاف معالمها، حيثُ يضع سماعات الرأس على أذنيه ويسرح مع الأغاني التي يسمعها.

وعن أكثر الأماكن التي زارها وأحبها، قال: “لم أكن أتخيل مطلقًا وجود الحرية أو القدرة على العثور على نفسي في دولة مثل كمبوديا”.

وأضاف: “عندما تجلس بمفردك أو مع عدد قليل من الأصدقاء، نصف سكران تحت البدر، يجب أن تعرف كم أنت محظوظ؛ فهي من أسعد الأوقات في حياة أي شخص”.

رحلته مع الأدمان..

شق “بوردان”، الذي نشأ في “نيوغرسي”؛ مع والد كان يعمل مديرًا تنفيذيًا تخرج من جامعة “يال” العريقة، ووالدة كانت محررة بارزة في صحيفة (نيويورك تايمز)، طريق الشهرة الحقيقية في عام 1999.

بجانب هوايته في الطهي، كان كاتبًا ماهرًا، فقد ورث حب الكتابة من والدته، فله مقالات كثيرة في مجال الطهي، فقد كتب ذات مرة مقالاً مطولاً في مجلة (نيويوركر) حمل عنوان: “لا تأكل قبل أن تقرأ هذا النص”، تحدث فيه عن العوالم المخفية – الصادمة وغير الصحية – في حياة الطهاة، وتناول فيه تجربته كرئيس طهاة قاس مع الموظفين، وما أسماه “فن الطهو كعلم الألم”.

وله العديد من المؤلفات والكتب الموجودة في الأسواق، كتابه الأشهر (Kitchen Confidential: Adventures in the Culinary Underbelly)، الذي جعله رائدًا لجيل جديد من رواة القصص، وقد تناول فيه صراحة الفوضى والأجواء التنافسية خلف الكواليس في المطابخ الراقية.

ونجح في تحويل الطعام إلى ثقافة حياة، فـي كتابه الآخر الذي حمل عنوان: (A Bloody Valentine to the World of Food and the People Who Cook). والذي قدّم فيه نصيحته الذهبية: “إن كنت في العشرينات وبصحة جيّدة، جائعًا للتعلّم والوصول إلى الأفضل، فأنا أحثّك على السفر – إلى أبعد ما يمكنك أن تصل في الجغرافيا والتوحش. نم على الأرض إن اقتضت الحاجة. اكتشف كيف يعيش الآخرون، وكيف يطبخون ويأكلون. وتعلّم من هؤلاء – أينما حطّت بك الرحلة”.

رأيه في سياسة “ترامب”..

كثيرًا ما كان ينتقد “بوردان” سياسة “ترامب”؛ التي كان يجدها عنصرية إلى حد ما، فقد قال أن الرجل الذي أحتقر وسخر من أماكن مثل “ويست فرغينيا”، التي هي قلب أرضنا، ديموغرافيًا، لن نحتاج إليه.

الوجه الآخر لـ”بوردان”..

كان “بوردان” رجلاً بسيطًا، أشتهر برحلاته حول العالم خلال برنامجه لتعريف جمهوره بثقافات مختلفة عن طريق الطهي والطعام، كما ألقى الضوء على قضايا سياسية شائكة مثل الصراع “الإسرائيلي-الفلسطيني” وكيف يمكن أن تقرب الأصناف التقليدية المسافات بين وجهات النظر المختلفة.

الثوريين..

أشار “بوردان” إلى أنه لا يمكننا اختيار قادة ثوراتنا، فكلهم ​​معيبون بشدة.

وأضاف: “أنا مؤمن كثيرًا بالتغيير للمضي قدمًا بشكل تدريجي، ولكن لا أحد سيجعل كل شيء أفضل. من يملك الثقل في الأمعاء أو غرائز جنون العظمة الكافية لقيادة أي نوع من الثورة سيخيب حتمًا بشكل رهيب”.

وقال: أن “أفضل الثوريين بالطبع هم الشهداء الذين ماتوا قبل أن يتحولوا إلى أجزاء فاسدة مقززة من الخدمة كما يفعل الجميع الآن”.

بوردان” أبًا..

كما تطرق “بوردان” في حواره إلى أنه يربي أبنته على الاستقلالية، فلن يرغمها على شيء، ولا يتدخل في اختيارها لأصدقائها أو سماعها لموسيقى معينة.

وأشار إلى أنه يحاول أن يزرع الثقة بالنفس داخلها، من خلال ترك العنان لها في اختيار حياتها بالشكل الذي تراه، وتعليمها مهارات فنون الدفاع عن النفس.

الإدمان..

أقر “بوردان” بأنه عانى، في شبابه، من إدمان “الهيروين” و”الكوكايين”، وقال إن فترة العشرينيات كانت أكثر الفترات التي ندم عليها ويشعر بعدم الرضا عنها.

الحياة العائلية..

تزوج “أنطوني” مرتين، الأولى من زميلة الدراسة الثانوية، “نانسي بوتكوسي”، عام 1985. استمر هذا الزواج حتى عام 2005، وبعد حوالي عامين (2007) تزوج من، “أوتافيا بوسيا”. هذا الزواج أيضًا إنتهى بالطلاق عام 2016، لكنهما أنجبا طفلة في نفس العام الذي تزوجا فيه.

وقبل وفاته كان يواعد الممثلة الإيطالية، “آسيا أرغينتو”، التي اتهمت المنتج الأميركي، “هارفي وينشتاين”، بالاغتصاب.

طريقة الموت المتخيلة لـ”هارفي وينشتاين”..

وكان “بوردان” مؤيدًا صريحًا للحملة المناهضة للعنف الجنسي (#MeToo)، بعد أن اتهمت صديقته، “آسيا آرغينتو”، المنتج السينمائي الأميركي، “هارفي وينستاين”، بالاعتداء الجنسي في تشرين أول/أكتوبر الماضي.

وتحدث عن طريقة الموت التي يتمنى أنه يرحل بها “وينشتاين”، قائلاً: “أتمنى أن يصاب بسكتة دماغة وهو عاريًا في الحمام أثناء تفريش أسنانه، ومن ثم يتعثر إلى الوراء في حوض الاستحمام. ولا يجد من يساعده”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة