خاص : ترجمة – آية حسين علي :
رغم التهديدات التي أطلقها الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، بإرسال قوات تابعة للجيش إلى الحدود ومنع المساعدات الاقتصادية التي تمنحها بلاده لـ”غواتيمالا” و”هندوراس”، إذا ما سمحت لقافلة المهاجرين بالعبور، ورغم المجهودات التي تبذلها السلطات، أعلنت القافلة المكونة من ألفي مهاجر استمرارها في طريقها، وقاموا بعبور النهر الذي يفصل “المكسيك” عن “غواتيمالا” وأعادوا ترتيب أنفسهم معلنين أنهم سوف يستكملوا الطريق حتى الوصول إلى “الولايات المتحدة” من أجل الحصول على فرص عمل تغنيهم عن الفقر الذي يعانون منه في بلادهم.
وبعد أسبوع من توتر العلاقات بين “واشنطن” وحكومات “أميركا الوسطى”، قرر عدد من المهاجرين الإقلاع عن نيتهم في دخول “المكسيك” بطرق شرعية بسبب بطء سير إجراءات طلب اللجوء السياسي، وتجمعوا في حديقة تقع في مدينة “سيوداد هيدالغو” الحدودية، جنوبي “المكسيك”، وصوتوا لصالح الاستمرار في السير معًا ناحية الشمال؛ وبدأوا فعلاً في الإقتراب من الجسر الواقع أعلى “نهر سوتشساتي”، الذي يفصل “المكسيك” عن “غواتيمالا”، وطالبوا كل من يتبعهم بالإنضمام إليهم هناك، وسط صرخات وهتافات “سوف نسير معًا”، “نعم يمكننا فعل ذلك”، في تحدٍ واضح لتحذيرات الرئيس الأميركي بإعادتهم إلى بلدانهم.
ويأتي قرار المهاجرين؛ بعدما رفضت “المكسيك” السماح لهم بالتقدم عبر جسر حدودي مع “غواتيمالا”، لكن عدد منهم تمكنوا من السباحة في نهر صغير يفصل بين البلدين، كما قبلت السلطات عدد صغير من طلبات اللجوء ومنحت عدد آخر تصريحات زيارة مدتها 45 يومًا لكل فرد، ونقلتهم إلى مركز إيواء في مدينة “تباشولا” القريبة من “سيوداد هيدالغو”.
عبروا باستخدام الحبال والحقائب..
استخدم المهاجرون الحبال وحقائب الأمتعة كي يتمكنوا من العبور عبر نهر صغير بين البلدين؛ ومن لم يستطع السباحة كان عليه أن يدفع دولارًا وربع لأحد سكان المدينة كي يحمله عبر المياه الموحلة، وصرح أحد قادة القافلة، “رودريغو أبيخا”، بأنه: “حتى الآن لا نعرف إذا ما كان بإمكاننا الوصول إلى الحدود، لكننا مستمرون في طريقنا”، وطالب المهاجرون رجال الأمن بالسماح لهم بالعبور: “من فضلكم أسمحوا لنا بالعبور؛ نريد الحصول على عمل”.
ويتعامل “ترامب”، الذي اعتبر “المكسيك” أحد المصادر الأساسية للمشكلات التي تعاني منها “الولايات المتحدة”، مع أزمة القافلة باعتبارها معضلة أساسية، وتأتي الأزمة قبل حوالي أسبوعين من إجراء الانتخابات التشريعية.
أسباب الفرار: الفقر والعنف..
يعد الفقر والعنف الذي تمارسه العصابات المسلحة في “هندوراس”؛ أبرز أسباب إقبال عدد كبير على الإنضمام إلى القافلة، وصرحت السيدة، “فيدلينا فاسكيز”، التي إنضمت للقافلة ومعها إبنتها وحفيدها: “لا يمكن العيش هناك”، كما قال “هيكتور أغيلار”، الذي يعمل سائقا كي يتمكن من الإنفاق على أبنائه الأربعة إنه أضطر إلى دفع إتاوات لعصابتين من أجل الحصول على الحماية.
وصرح “ترامب”، في “سكوتسديل أريزونا”، الجمعة الماضي، “حتى هذه اللحظة أشكر المكسيك، وأرجو أن تستمر على نفس المستوى، وإذا لم تفلح جهودها سوف نلجأ إلى الجيش لا بل إلى الحرس الوطني”.
وشدد: “لن يستطيعوا دخول هذا البلد”.
“هندوراس” اجتمعت مع “غواتيمالا” لمناقشة الأزمة..
على الجانب الآخر؛ التقى الرئيسان الهندوراسي، “خوان أورلاندو هيرنانديز”، والغواتيمالي، “غيمي موراليس”، أمس، في اجتماع عاجل في قاعدة جوية غواتيمالية، وأشارا إلى أن حوالي 5400 مهاجر تمكنوا من دخول “غواتيمالا”، منذ إعلان القافلة إعتزامها السير منذ أسبوع، بينما تراجع ألفي هندوراسي بشكل طوعي، واستنكر الرئيسان الدوافع السياسية وراء القافلة، كما اتصلا هاتفيًا بنظيرهما المكسيكي، “إنريكي بينيا نيتو”، واتفقا على حل أزمة الحدود.