23 ديسمبر، 2024 11:15 ص

في يومها العالمي .. دراسات إيرانية تكشف .. “المرأة المتدينة” في فلك التغيير !

في يومها العالمي .. دراسات إيرانية تكشف .. “المرأة المتدينة” في فلك التغيير !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

تعرضت حياة المرأة المتدينة والتقليدية، في “إيران”، إلى بعض التغييرات الملفتة من حيث الشكل والمضمون، وهي تغييرات لا تُوصف بالعميقة، ولكن جديرة بالاهتمام. وقد أكدت الدراسات الجامعية حدوث تغيير ملموس، وتقول: “أظهرت المرأة المتدينة، في إيران، (استقلالية)، حياتية على نحو تدريجي”. بحسب موقع (إيران واير) المعارض.

تغيير في سلوكيات المتدينات الإيرانيات !

بعض هؤلاء تحدثن، قبل سنوات، عن حق الطرق، وبعضهن طلبن حق الحضانة، وعدد لا بأس به منهن، وإن كن يرتدين الحجاب الإسلامي، إلا أنهن يظهرن على الساحة العامة بملابس وزينة تختلف تمامًا عما كانت عليه في السابق.

وقد بدأت هذه التغييرات بشكل تدريجي، قبل سنوات، وإزاء هذا المظهر يمكننا ملاحظة التغيير في نهج قطاع كبير من المتدينات في “إيران” تجاه الجسد، والاستهلاك، وأوقات الفراغ، والجلوس في الكافيهات، وغيرها.

وتحظى بعضهن بإمكانيات مالية جيدة والموضة مهمة بالنسبة لهن ويرتدين الماركات، ويذهبن إلى الكافيهات، ويشترين أدوات المنزل المستوردة، ويعتنين بأجسادهن، وينطلقن في سفريات خارجية، ويعرضن نوعًا ما حيواتهن على شبكات التواصل الاجتماعي.

ويعتبر بعض المتشددين أن هذا الأسلوب الحياتي الجديد لبنات، “حزب الله”، هو نسخة حديثة من المسلمات اللائي يتبلورن، (بإعتقادهم)، خلف جدر الكافيهات والملاعب، لا تحت سقف المساجد والحوزات.

وماتزال المرأة المتدينة حريصة على إرتداء “التشادر”، باعتباره الزي الرئيس، لكن ظهرت حاليًا عشرات الموديلات من “التشادر”، والتي تمثل من منظور البعض رمزًا “للتبرج” و”التباهي”.

وتفاصيل التغيير الظاهري في أسلوب حياة المتدينين من الشباب والفتيات، هو أبعد مما يخطر على الذهن للوهلة الأولى، وهم يعيشون في مجتمع بصدد التغيير من الجذور ويتخلى الكثيرون تدريجيًا عن القيم السائدة المأخوذة من المعتقدات الدينية.

استقلالية النساء..

ومن أهم التغييرات التي طرأت على مجتمع المتدينات امتلاك حق الطلاق، إذ يزداد يوميًا عدد الفتيات اللائي يطلبن، قبل الزواج، الحصول على حق الطلاق من الزوج المستقبلي.

ووفق دراسة: “تكسير الجدران: بطء تقدم استقلالية النساء”؛ الصادرة عن جامعة “مازندران”، فإن “الاستقلالية” تمثل قدرة على رد فعل مستقل في مواجهة أغلب العقوبات الثقافية المرهقة وإنعدام المساواة في الهيكل الذكوري بأي مجتمع.

واستندت الدراسة إلى عينية من (50) سيدة من أبناء الطبقات الاقتصادية والثقافية الدنيا، داخل المجتمعات التركية والإيرانية، وخلصت الدراسة إلى تحطيم نساء هذه الطبقات الأسقف الزجاجية بشكل تدريجي ورغبتهن في تغيير بعض العلاقات التقليدية، والعرفية، والدينية المتعلقة بدور الرجال والنساء في أبعاد الحياة المختلفة.

تقول نساء العينية: “لا نؤمن كثيرًا في اختلاف النوع، ونحن لا نؤمن بأن دورنا ينحصر فقط في المنزل”.

ودافعن عن حرية العمل خارج المنزل وقلن إنهن يردن تحقيق الاستقلال المالي حتى يتسنى لهن المساعدة في اقتصاد الأسرة ويعترفن لأنفسهن بحق الاختيار، والقدرة على اتخاذ القرارات، والأهم الاستعداد الجسدي والعاطفي.

ووفق الدراسة المذكورة؛ فالمسلمات التقليديات اللائي ينتمين إلى الطبقات الاقتصادية والثقافية الدنيا؛ قد أحدثن تغييرًا على العلاقات الزوجية والأسرية بحثًا عن إيجاد هوية جديدة لأنفسهن، والعمل على القيام بدور أكبر في صناعة القرارات الفردية والأسرية والمجتمعية. ويزداد تدعيم هذه الاستقلالية، بين نساء الطبقة الوسطى، في “إيران”، مقارنة بباقي طبقات المجتمع الذي يسعى للتناغم مع القيم العالمية.

محاصرة رجال الدين..

لكن رجال الدين في “إيران”؛ يسعون في المقابل للحيلولة دون إثمار هذه الجهود. وهم يريدون حصر الوجود الكلي للمرأة الإيرانية في قالب النوع والتعامل معها كشيء جنسي عن طريق النظر، والكلام، والعلاقات العاطفية، والمعاشرة الاجتماعية، والعلاقات الجنسية والأسرية.

وقد ساهم تقبل مجموعة من النساء التقليديات والمتدينات فكرة أن أجسادهن أدوات جنسية، على مدى الأربعين عامًا الماضية، في تحقيق القراءة الذكورية لـ”الجمهورية الإيرانية”، عن مكانة المرأة.

لكن دراسة جامعة “مازندران”؛ تقول: “هذه الكتلة من النساء طالبت ببعض حقوقها الأساسية بالمخالفة للقراءات والتفاسير الموجودة التي إرتبطت بالمرأة. والثورة على القواعد، والأفكار النمطية المتجذرة تسبب في تحول كره النساء العميق إلى شكل جديد من الحياة النسوية. وهذه الآلية قد تمثل ثورة هادئة ضد الصور النمطية الموجودة في حياتهن”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة