خاص : ترجمة – محمد بناية :
تمكن الجيش التركي، بمساعدة عناصر “الجيش السوري الحر” الإرهابي، من السيطرة على مدينة “عفرين” وطرد الأكراد؛ تلك المدينة التي يسيطر عليها الأكراد منذ العام 2012، وأميركا تعتبرهم حلفاءها.
مع هذا قررت الإدارة الأميركية إلتزام الصمت حيال احتلال “عفرين” من جانب الجيش التركي. وكانت قوات الجيش التركي قد دخلت في تمام الثامنة والنصف، صباح الأحد، مدينة “عفرين” واحتلالها، وهي من أكثر مدن محافظة “حلب” السورية حساسية.
إعلان حكومة محلية في “عفرين” وعدم تسليمها لسوريا..
قد دخلت هذه المدينة، بحسب صحيفة (الشباب) الإيرانية؛ التابعة لـ”الحرس الثوري”، سيطرة القوات الكردية، المعروفة باسم “وحدات حماية الشعب”، (YPG)، لكن الحكومة التركية تصنف هذه القوات بـ”الإرهابية”، وأعلنت أنها لن تسمح لتلكم القوات بالتواجد على حدودها.
وذكرت مصادر خبرية أن الجيش التركي دخل المدينة بالتعاون مع عناصر “الجيش الحر” الإرهابي؛ عبر المحورين الشرقي والغربي وقد سيطروا على المحطة القديمة ومحلات “الأشرفية” و”الجميلية” بمدينة “عفرين”.
أعلن “رجب طيب إردوغان”، عصر الأحد: “سيطرت عناصر الجيش السوري الحر، المدعوم بالقوات المسلحة التركية، فجر السبت على وسط عفرين ورُفع العلم التركي في مركز هذه المدينة السورية”.
وقد بدأت العملية التركية في “عفرين”، والمعروفة إعلامياً باسم “غصن الزيتون”، منتصف كانون ثان/يناير 2018، رغم معارضة الحكومة السورية؛ لكن الحكومة التركية أكدت في إصرار على احتلال المدينة. وقبل أيام كان، “بكر بوزداغ”، المتحدث باسم القصر الجمهوري التركي، قد أعلن عزم بلاده تشكيل حكومة محلية في المدينة وعدم تسليمها إلى سوريا.
ويقول مراقبون: “تتهم تركيا الأكراد على حدودها بالإرهاب، وأنها كونت جماعة كردية موالية لها باسم، (ENKS)، تريد تسكينها في عفرين”. وقد كتبت وكالة الأنباء الفرنسية إستناداً لشهود عيان؛ وبعد احتلال تركيا لمدينة “عفرين”: “لجأ السكان الذين لم يكن بمقدورهم الفرار من عفرين إلى المخابئ الأرضية. في حين فر معظم السكان من المدينة”. وبحسب تقرير منظمة حقوق الإنسان السورية، هرب حوالي 150 ألف شخص من سكان “عفرين”، مساء الأربعاء 14 آذار/مارس الماضي، خوفاً على حيواتهم من العمليات الهجومية التركية.
بدوره قال مسؤول شئون الطائفة الإيزدية: “إن أكثر من 70 ألف إيزدي يعيشون بـ 22 قرية في عفرين، فروا من المدينة بعد حملات الجيش التركي. وكانت القوات التركية قد أقدمت بمجرد دخول المدينة على تحطيم تمثال “كاوه الحداد” أحد الرموز الإسطورية الإيرانية، ورفعت مكانه العلم التركي”.
الضوء الأميركي الأخضر..
ترى الإدارة الأميركية في الأكراد حليفاً، ولكن الجنرال، “جوزيف ووتل”، قائد الأركان المركزية بالجيش الأميركي، كان قد أعلن؛ قبل أيام، من الهجوم التركي: “عفرين ليست محلاً لعمليات القوات الأميركية، والجيش الأميركي لا يعتزم خلال هذه المرحلة القيام بأي عمليات خاصة في المدينة”.
وأضاف، بحسب صحيفة (الشباب): “تركيا عضو في حلف (الناتو)، وهي طرف أساسي في مكافحة (داعش). ولديها مخاوف أمنية مشروعة تتعلق بحدودها الجنوبية، والولايات المتحدة تفهم هذه المسألة وتستوعبها. ونحن قلقون إزاء الدور الروسي في شمال سوريا وتأثيره على علاقاتنا مع المتفقون مع رؤيتنا”.
مع هذا أعلن “إردوغان” أن عمليات بلاده في سوريا لن تقتصر على “عفرين”؛ وأنه يعتزم توسيع نطاق العمليات ليشمل “منبج” و”أدلب” في الشمال السوري، حيث استقرت القوات الأميركية قبل أسابيع.
من جهته قال “إيان ديلون”، المتحدث باسم التحالف العالمي ضد (داعش): “لم تنتهي مهمة أميركا وحلفاءها في منبج، وهذه القوات سوف تدافع عن نفسها ضد أي تهديدات إذا تطلب الأمر”.
في حين كشف “مولود غاويش أوغلو”، رئيس الوزراء التركي، عن اتفاق بلاده مع الولايات المتحدة الأميركية بشأن “منبج”، وقال: “تركيا تشرف على خروج قوات حماية الشعب من منبج”. في حين كذب “هدر نوئرت”، المتحدث باسم الجارجية الأميركية، وجود هكذا اتفاق؛ وقال: “أجرينا الكثير من الحوارت مع تركيا حول هذا الموضوع، لكن لم نتوصل إلى اتفاق”.