28 نوفمبر، 2024 3:33 م
Search
Close this search box.

في ذكرى “عيد الميلاد” .. المسيحيون في “إسرائيل” هل يحتفلون أم يشكون ؟

في ذكرى “عيد الميلاد” .. المسيحيون في “إسرائيل” هل يحتفلون أم يشكون ؟

خاص : كتب – سعد عبدالعزيز :

تحل ذكرى “عيد الميلاد المجيد” واحتفالات ولادة عام ميلادي جديد على مسيحيي “إسرائيل” وهم يعانون من مشاكل اجتماعية وإدارية ليست آخرها فرض الضرائب الباهظة على كنائسهم وعقاراتهم الخاصة، رغم تأريخية دور عباداتهم التي تضرب في التاريخ؛ والدعاوى الإسرائيلية المكررة بأفضلية حياة الطائفة المسيحية داخل المجتمع العبري عن غيرها في الشرق الأوسط.. بمناسبة حلول “عيد الميلاد المجيد”، نشر (الجهاز المركزي للإحصاء)، في “إسرائيل”، بيانات خاصة عن السكان المسيحيين المقيمين في الدولة العبرية.

المسيحيون 2% من إجمالي السكان..

وبحسب تلك البيانات، فقد بلغ عدد السكان المسيحيين في “إسرائيل”، قرابة 175 ألف نسمة، بما يمثل 2% من إجمالي سكان “إسرائيل”. 77.7% من المسيحيين في “إسرائيل” هم من “مسيحيين عرب” بما يعادل 133.6 ألف نسمة.

علمًا بأن “المسيحيين العرب” يشكلون 7.3% من مجموع السكان العرب في “إسرائيل”. وهناك 22.3% من المسيحيين في “إسرائيل” من غير العرب بما يعادل 38.3 ألف نسمة، هاجر معظمهم إلى “إسرائيل” مع أسر يهودية، بموجب قانون العودة، (بما في ذلك أطفالهم الذين ولدوا في إسرائيل)، منذ تسعينيات القرن الماضي.

سبب ارتفاع نسبة المسيحيين غير العرب..

كما أشار “المكتب المركزي للإحصاء” إلى أن 70.6% من “المسيحيين العرب” يعيشون في المنطقة الشمالية، و40.9% من المسيحيين غير العرب يعيشون في “تل أبيب” والمنطقة الوسطى، و33.8% يعيشون في “حيفا” والمناطق الشمالية.

أما سبب النسبة المرتفعة للمسيحيين غير العرب، المقيمين في مدينة “تل أبيب”، فيرجع في المقام الأول إلى العدد الكبير للعمال الأجانب والمتسللين بطرق غير شرعية لـ”إسرائيل”، والذين يتواجدون في “محطة الحافلات” الرئيسة القديمة وبعض الأحياء الواقعة في جنوب “تل أبيب”.

أما أكثر المدن التي تضم أعداد كبيرة من السكان المسيحيين العرب فهي: “الناصرة” – وبها 22.1 ألف نسمة، و”حيفا” – وبها 15.8 ألف نسمة، ثم “القدس” – وبها 12.6 ألف نسمة، و”شفا عمرو” – وبها 10.2 ألف نسمة.

الكنيسة تشكك في الأرقام الرسمية..

وكثيرًا ما تشكك “الكنيسة الكاثوليكية” في ما ينشره جهاز الإحصاء الإسرائيلي عن تعداد المسيحيين. حيث أوضح “وديع أبونصار”، الناطق باسم “الكنائس الكاثوليكية” في “الأرض المقدسة”، أن هناك حالة من التخبط، لا سيما في “إسرائيل”، بشأن تعريف “من هو المسيحي”.

مضيفًا أنه، بصرف النظر عن المسيحيين الأصليين، فمعظم المسيحيين الذين جاءوا إلى “إسرائيل” في هجرات مختلفة، مثل الذين أتوا من “إثيوبيا” أو “الاتحاد السوفياتي” سابقًا، لم يتم تسجيلهم رسميًا كمسيحيين.

كما أن هناك أيضًا آلاف المسيحيين الذين يعيشون في “إسرائيل”، مثل العمال الأجانب، الذين وصلوا بشكل قانوني، سواء من “الفلبين” أو من أماكن أخرى، وكذلك الذين قدموا إلى إسرائيل بشكل غير قانوني ويطلبون اللجوء.

وأضاف أن هناك آلاف من المسيحيين من مواليد البلاد، ويحملون الجنسية الإسرائيلية، ويعيشون في الخارج بشكل دائم، لكنهم ما زالوا مسجلين رغم ذلك، على أن مقر إقامتهم في “إسرائيل”.

سيف الضرائب على رقاب المسيحيين..

مع حلول “عيد الميلاد” واحتفال المسيحيين في كل أرجاء العالم بتلك المناسبة السعيدة، تتجه الأنظار دومًا إلى المسيحيين في البلاد المقدسة؛ وكيف تمر عليهم تلك المناسبة من كل عام في ظل الاحتلال الإسرائيلي.

فها هي بلدية الاحتلال في “القدس” كانت قد أعلنت، خلال هذا العام، عزمها الشروع في جباية أموال من الكنائس المسيحية كضرائب على عقارات وأراض تملكها بالمدينة. وقالت في إعلان أصدرته إنها ستجبي الضرائب على 882 عقارًا وملكًا لهذه الجهات.

وردًا على ذلك؛ أعلن رؤساء الكنائس المسيحية في “مدينة القدس” إغلاق “كنيسة القيامة”، أقدس الكنائس المسيحية؛ احتجاجًا على إعلان الاحتلال إعتزامه فرض ضرائب على الكنائس بالمدينة المقدسة، إلى جانب سعي حكومة الاحتلال لإقرار قانون يتيح مصادرة أملاك تابعة للكنيسة.

الأردن يشجب..

‎أدان “الأردن”، الإجراءات الإسرائيلية، واعتبرها إجراءات ممنهجة لتغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في الأماكن المقدسة بـ”مدينة القدس” المحتلة. وأشار “الأردن” إلى أن “تلك الخطوات تستهدف، بشكل واضح، الوجود المسيحي التاريخي في المدينة المقدسة، والذي يُعدّ جزءًا أساسيًا من تاريخ المدينة”.

وشددت الحكومة الأردنية، وبموجب “الوصاية الهاشمية التاريخية” على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في “القدس”، أنها ستستمر في القيام بكل الخطوات الممكنة التي تعزز صمود الفلسطينيين وحماية المقدسات، والحفاظ على الأوضاع التاريخية لـ”القدس” ومقدساتها.

الحنين للحكم العثماني !

وفي السياق ذاته؛ أشار الزعيم الروحي لكنيسة الروم الكاثوليك، الأرشمندريت “عبدالله يوليو”، إلى أن “مسيحيي القدس لا يرغبون في التصادم مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، ولكن مطالبنا تكمن في العودة للوضع التاريخي الذي كانت عليه المدينة إبان الحكم العثماني في العام 1852، حيث كان يتمتع المسيحيون بكافة الحقوق الدينية ومعفاة من دفع أي ضرائب للدولة، ولكن سياسات دولة الاحتلال الإسرائيلي تدفعنا إلى مقاومة هذه السياسة العنصرية بشتى الطرق الممكنة”.

وأضاف “يوليو”؛ أن العقارات التي تمتلكها الكنائس هي بمثابة المصدر الوحيد للإيرادات بالنسبة لـ”الطائفة المسيحية”، والمبالغ الفلكية التي تدعي “إسرائيل” بأنه حق لها، لا يمكن للكنائس أن تدفعها أو تحصلها في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تشهدها المدينة.

جدير بالذكر؛ أنه في عام 1990، تم إغلاق المواقع المسيحية، ومن ضمنها “كنيسة القيامة”؛ احتجاجًا على إستيلاء مستوطنين إسرائيليين على منطقة قريبة من الكنيسة.

“عباس” يحذر..

حذر رئيس السلطة الفلسطينية، “محمود عباس”، هذا الأسبوع، من مساعي “إسرائيل” لإضعاف الحضور المسيحي بـ”القدس”، وفق ما أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية، (وفا).

وتساءل “عباس”، في رسالة له بمناسبة أعياد الميلاد: “هل يقبل العالم المسيحي، في أرجاء العالم، الاحتفال بعيد الميلاد في وقت يتم فيه إجبار أبناء شعبنا من المسيحيين على الهجرة بسبب الظروف الصعبة والحياة القاسية؛ جراء سياسات الاحتلال الإسرائيلي وإجراءاته التعسفية ؟”.

وأضاف: “تم هذا العام إغلاق كنيسة القيامة؛ في سابقة خطيرة بالتاريخ المعاصر، وكان القرار بمثابة رسالة احتجاج ورفض للسياسات الإسرائيلية التي تستهدف الحضور المسيحي في الأرض المقدسة”.

حياة المسيحيين أسوأ في إسرائيل..

كانت صحيفة (هاأرتس) العبرية قد نشرت مقالاً تحت عنوان: (أين تكون حياة المسيحي أفضل، في إسرائيل أم في فلسطين ؟)؛ للكاتب “نيكولاس بيلهام”، والذي خلص فيه إلى نتيجة قاطعة، مفادها أن وضع المسيحيين في مناطق “السلطة الفلسطينية” أفضل بعشرات المرات من وضع أشقائهم الذين يقيمون تحت وطأة الحكم الإسرائيلي.

وانتقد الكاتب الإسرائيلي كل أولئك الذين يزعمون بأن حياة المسيحيين المقيمين في “إسرائيل” أفضل بكثير من حياة المسيحيين في دول الشرق الاوسط.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة