خاص : كتبت – نشوى الحفني :
جدد “حسن نصرالله”، الأمين العام لـ”حزب الله”، كما يفعل دائمًا، اتهامه وهجومه على “المملكة العربية السعودية”، و”إسرائيل”، فانتقد ما زعم أنه التدخل المباشر للمملكة العربية السعودية في الشأن اللبناني، على حد تعبيره، مقارنًا ذلك في رد فعل السعودية على “كندا” بعد تدخل الأخيرة بالشؤون الداخلية السعودية.
وأضاف “نصرالله”، في كلمة له مساء الثلاثاء 14 آب/أغسطس 2018، بمناسبة مرور 12 عامًا على الحرب الإسرائيلية الثانية على “لبنان”، التي بدأت في الثاني عشر من تموز/يوليو 2006، “أزمات داخلية وأزمات خارجية عند السعودية، في مجلس التعاون والآن الأزمة المعلنة مع قطر، ويوجد أزمات خفية أيضًا في مجلس التعاون، مع كندا مشكلة صغيرة، ونحن لا نعلم إذا العلاقات ساءت من أجل هذه المشكلة أم لأجل ترامب. الحكاية لا بد من التأمل بها”.
تتدخل في شؤون الدول الأخرى..
وتابع قائلاً: “الكنديون قالوا للسعودية عن حقوق الإنسان والمعتقلين السياسيين؛ قامت الدنيا وهذا تدخل بالشأن الداخلي واستدعوا السفير واوقفوا البعثات الطلابية، لماذا ؟.. لان هذا تدخل بالشؤون الداخلية في السعودية. والسعودية تتدخل وتقاتل وتدعم مقاتلين في سوريا وتتدخل في العراق وتتدخل في إيران وتعلن حربًا شعواء في وضح النهار على الشعب اليمني، وتتدخل في الشأن اللبناني بالتفاصيل والكل يتذكر أنها احتجزت في يوم من الأيام رئيس حكومة لبنان القانوني والدستوري..”.
وتابع قائلاً: “حتى مع التركي هناك مشكلة كبيرة؛ لأن التركي مقتنع أن السعودية والإمارات كانتا متورطتين في عملية الانقلاب السابقة وحتى في العالم الإسلامي، ولكي أكمل المشهد ولتعلموا أين ستصبح صفقة القرن. في ماليزيا كان هناك رئيس حكومة ماليزي هو من جماعة السعودية وهو آداة سعودية وقدمو له أموالاً هائلة وعمل في خدمتهم لسنوات طويلة وهذا سقط في الانتخابات والأن هو خلف القضبان بتهمة الفساد المالي، وجاءت حكومة مختلفة في موقفها من السعودية، من الحرب على اليمن، من العقوبات على إيران، من العلاقة مع إيران، من الإدارة الأميركية، من القضية الفلسطينية، من موضوع القدس، هؤلاء الآن في الحكومة الماليزية، لديهم موقف مختلف..”.
اتهام بإفشال “صفقة القرن”..
واتهمها أيضًا بإفشال مشروع “صفقة القرن” الأميركي، الخاص بتسوية الصراع “الفلسطيني-الإسرائيلي”، والذي يتجه للخلف بسبب تراجع نفوذ “السعودية” في المنطقة.
وقال إن مبادرة “صفقة القرن”، التي تعمل على تمريرها الولايات المتحدة بقيادة الرئيس، “دونالد ترامب”، لم تنته بعد، لكنها تتجه نحو الفشل.
وأكد “نصرالله”، إن “حزب الله” اليوم أقوى من أي زمان مضى، و”المقاومة اليوم في لبنان، مع ما تمتلك من سلاح وعتاد وإمكانات وقدرة وخبرات وتجارب ومن إيمان وعزائم وشجاعة، هي أقوى من أي زمان مضى منذ إنطلاقتها”.
أصبحت أقوى من إسرائيل..
وشدد على أن جماعة “حزب الله” اليوم أقوى من إسرائيل.
وذكر “نصر الله”: “لا أحد يهددنا بالحروب، ومع ذلك من يريد أن يفتعل الحرب نقول له لا نخاف من الحرب وجاهزون لها وسننتصر فيها؛ وهذا أمر محسوم”.
وكانت إسرائيل قد شنت، في عام 2006، حربًا استمرت 33 يومًا ضد جماعة “حزب الله”، مع معارك دارت في مختلف أنحاء “لبنان”.
وحافظ الطرفان على وقف إطلاق نار غير مستقر، منذ عام 2006، حيث تقول إسرائيل إنها قصفت عمليات نقل أسلحة من سورية إلى جماعة “حزب الله”.
وبالإشارة إلى الوضع في “سوريا”، حيث تقاتل جماعة “حزب الله” إلى جانب قوات الرئيس السوري، “بشار الأسد”، منذ 2011، قال “نصر الله” إن “حزب الله” سيحتفل بالنصر “قريبًا جدًا”.
دعا لعودة العلاقات مع سوريا.. و”الحريري” يرد بالإستحالة..
كما وجه “نصرالله”، رسالة إلى “قيادات سياسية” ألا تلزم نفسها بمواقف قد تتراجع عنها بشأن “سوريا”، مشيرًا إلى رفض رئيس الحكومة المكلف، “سعد الحريري”، عودة العلاقات مع “دمشق”.
إذ قال “الحريري”؛ قبل أسبوعين: “من المستحيل أن أزور سوريا، لا في وقت قريب ولا بعيد، حتى وإن انقلبت كل المعادلات، وإذا اقتضت مصلحة لبنان ذلك فساعتها، (وقتها)، بتشوفولكم، (تبحثون عن)، حدًا، (شخص)، تاني غيري”.
وقال أمين عام “حزب الله”: “أحب أن أنصح بعض القيادات، التي نحن على خلاف معها بشأن العلاقة مع سوريا، ألا يلزموا أنفسهم بمواقف قد يتراجعون عنها (…) لينتظروا قليلاً ويراقبوا سوريا إلى أين وما يلزموا أنفسهم لأنه في النهاية لبنان ليس جزيرة معزولة”.
وبعد هذه التصريحات، جدد “الحريري” بشدة رفضه عودة العلاقات بين بلاده والحكومة السورية.
وقال “الحريري”، في تصريحات لإعلاميين قبل إنعقاد اجتماع كتلته البرلمانية الأسبوعي، في منزله وسط “بيروت”، إن “عودة العلاقات مع النظام السوري أمر لا نقاش فيه”.
وعن مطالبة البعض تضمين البيان الوزاري لحكومة “الحريري” مطلب عودة العلاقات مع الحكومة السورية كشرط لتشكيل الحكومة، قال: “عندها لا تتشكل الحكومة، وهذا بكل صراحة”، من دون تفاصيل.
وتوترت العلاقات السياسية بين “لبنان” و”سوريا”، بعد اتهام “الحريري”، سوريا، بمقتل والده رئيس الحكومة الأسبق، “رفيق الحريري”، الذي اغتيل بتفجير انتحاري في شباط/فبراير 2005.
وانقطعت العلاقات بشكل تام عقب اندلاع الحرب في “سوريا”، عام 2011، حيث توقف الاتصال بين الحكومتين منذ ذلك الحين؛ ما عدا وزراء “حزب الله” وحركة “أمل”.
مثال جديد لفشل سياسة النأي بالنفس..
وعلقت “الإمارات” على خطاب “نصرالله”، الذي انتقد فيه “المملكة العربية السعودية”..
وقال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، “أنور قرقاش”، عبر (تويتر): إن “خطاب حسن نصرالله؛ بكل ما يحمله من تطاول على السعودية وعمالة لإيران، مثال جديد لفشل سياسة النأي بالنفس التي يرددها لبنان الرسمي ولا نرى الإلتزام بها”.
وأضاف: “نعرب عن أملنا مجددًا بألا تذهب التصريحات اللبنانية الرسمية أدراج الرياح”.
يهدد من السرداب..
من جانبه؛ انتقد المتحدث باسم الجيش لإسرائيلي، “إفيخاي أدرعي”، خطاب الأمين العام لحزب الله اللبناني، “حسن نصرالله”، في سلسلة من التغريدات، عبر حسابه الخاص على (تويتر)، إذ قال إن نصرالله “يقولها من السرداب، حيث يلقي من هناك حديثه منذ 12 عامًا”.
وعلق “أدرعي” على خطاب “نصرالله”، مشيرًا إلى أنه تطرق كثيرًا إلى القضايا الإقليمية دون “الاعتراف بالكراهية الكبيرة التي يكنها له العالم العربي، نتيجة تنفيذه الأوامر الإيرانية”، كما استهزأ في تغريدة منفصلة من “القوة التي يدّعيها حزب الله”، لافتًا إلى أنهم أقوياء لدرجة أنهم “خائفون من إلقاء هذا الخطاب الاحتفالي خارج السرداب”.
أما بما يتعلق بتصريحات “نصرالله”، حول “تدخل السعودية” في شؤون دول أخرى مثل “العراق” و”إيران” و”سوريا”، رد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، قائلاً إن “نصرالله” يتحدث عن “الأخلاق والقيم”؛ بينما “ينسى الأزمة الأخلاقية التي يواجهها هو وتنظيمه الإرهابي، الذي يشارك في قتل الآلاف من العرب والمسلمين”.
وأكد “أدرعي” على أن “الإرهاب الإيراني”، بحسب وصفه، “يهدد أمن ومصالح جميع الشعوب في المنطقة”، كما تساءل: “إلى متى ستستمر الأذرع الإرهابية بتنفيذ أوامرها على حساب المواطنين”.
الإعلام الإسرائيلي يهتم بالخطاب..
كما اهتم الإعلام الإسرائيلي بخطاب “نصرالله”، فقد تابعته (القناة الثانية) العبرية، ونشرت على موقعها مقالاً تحت عنوان: (نصرالله في رسالة تهديد إلى إسرائيل: حزب الله أقوى من الجيش الإسرائيلي).
من بين خطاب السيد، الذي كان قد بلغ من الوقت الساعة والنصف تقريبًا، اختار موقع (القناة الثانية) المقطع الذي قال فيه “نصرالله” إن “نتانياهو” سلّم ببقاء الدولة السورية؛ وهو يخوض اليوم معركة “الشحادة” من أجل إبعاد “إيران” و”حزب الله” عن “سوريا”. ويصف السيد في خطابه، “إسرائيل”، بـ”المهزومة” في سوريا، والمهزوم لا يستطيع إملاء الشروط.
موقع (يديعوت أحرونوت) ركّز على الخطاب، الذي تعلّق بـ”لبنان” و”المقاومة”، وجاء في عنوان الخبر الذي نشر في الموقع: (نصرالله: إسرائيل مردوعة من المقاومة وهي تعرف التهديد الكبير من لبنان)، وفي الخبر أضاء الموقع على ما قاله السيد حول هزيمة “إسرائيل” في “سوريا”.
أما صحيفة (معاريف) الإسرائيلية؛ فكان اهتمامها في خطاب السيد “نصرالله” يتركّز على قدرات “حزب الله” وقدرات أمينه العام، فجاء في عنوانها اليوم: (زعيم حزب الله حسن نصرالله في خطاب له أمام مؤيديه في بيروت: حزب الله أقوى من أي وقت مضى). الانتصار الذي احتفل به “حزب الله” من داخل الضاحية الجنوبية لبيروت تناقلته غالبية الصحف والمواقع الإسرائيلية التي توافقت بأغلبيتها على العنوان نفسه: (حزب الله أقوى من الجيش الإسرائيلي).
وكانت، قبل شهرين، عرضت صحيفة (هاأرتس) الإسرائيلية مقالاً تحليليًا جاء فيه: إن “الإسرائيليون لا يريدون القتال”، وأشارت الصحيفة إلى إنّ توصيف الأمين العام لـ”حزب الله” لإسرائيل بـ”بيت العنكبوت” ليس بعيدًا عن واقع أن المجتمع الإسرائيلي “بات مجتمعًا من المُترفين والضعفاء وفاقدي الرجولة”.
هجوم طبيعي في الوقت الحالي..
وتعليقًا على خطاب “نصرالله”؛ قال “رفعت البدوي”، الباحث اللبناني في الشؤون الإقليمية، إن الأمين العام لحزب الله، السيد “حسن نصرالله”، لديه سياسة لا تتوافق مع “المملكة العربية السعودية”، مضيفًا: “حزب الله يرى أن المملكة تريد القضاء على محور المقاومة بالتعاون مع الولايات المتحدة، بينما ترى الرياض حزب الله مواليًا لطهران”.
وأوضح “البدوي”، “أن مهاجمة نصرالله للسعودية طبيعية في الوقت الحالي، نظرًا لما تقوم به المملكة داخل المنطقة العربية منذ صعود ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، فضلًا عن وقوع المجزرة الأخيرة التي ارتكبتها الطائرات السعودية في اليمن؛ والتي راح ضحيتها عدد كبير من الأطفال”.
وحول العقبات التي تواجه تشكيل الحكومة اللبنانية، أكد “رفعت البدوي”، على أن كل العقبات التي تواجه تشكيل الحكومة اللبنانية خارجية؛ ولا صحة لما يتردد بأن الخلاف بين السياسيين اللبنانيين حول عدد حقائب كل حزب في الوزارة الجديدة.