خاص : ترجمة – د. محمد بناية :
مناقشة أوضاع الشرق الأوسط والعلاقات الدولية من منظور شخصيات شغلت مناصب حكومية عُليا، هو فرصة قد تفتح المزيد من القنوات الجديدة أمام المتلقي.
شخصية كانت دائمة السفر حول العالم، تلتقي المسؤولين من مختلف دول العالم، وهي على علم بسياسات دولته ودول المنطقة.
وعلى هامش أحد الاجتماعات؛ حرص “سيد علي موسوي خلخالي”؛ الصحافي والكاتب الإيراني على إجراء حوار صحافي مع، “جواد العناني”؛ رئيس الديوان الملكي الأردني السابق، نشره موقع (الدبلوماسية الإيرانية)؛ المقرب من “وزارة الخارجية”..
نحو قطبية ثنائية عالمية جديدة..
بدأ الحوار عن الأوضاع العالمية، و”العناني” يشعر أن الأوضاع تزداد سوءً يومًا بعد آخر، وبالتالي تتأثر أوضاع الشرق الأوسط بتلك الصراعات.
لاسيما بعد أن ساهمت الأزمة “الأوكرانية-الروسية”، في دخول العالم مرحلة بالغة الصعوبة. وقيل لابد من التعامل بجدية مع أزمة الغذاء؛ وبخاصة “الخبز”، مع إمكانية تفاقم الأزمة، بحيث تتحول إلى تهديد خطير لأمن واستقرار دول المنطقة.
يؤكد “العناني”: أفضت المواجهات الغربية مع روسيا؛ إلى تبلور قطبية ثنائية جديدة، وهي فرصة جيدة تستطيع دول الدول الشرق الأوسط من خلالها تحقيق الاستفادة القصوى، لاسيما في تلك اللحظة، حيث يُعاني الأوروبيون أوضاعًا سيئة ولا يستطيعون إغتنام الفرص على حساب الدول الأخرى.
لأن الدول الأوروبية إما تقع تحت التأثير الروسي أو تحت تأثير السياسات الأميركية الأحادية، بغض النظر عن صراع هذه الدول أزمات داخلية اجتماعية واقتصادية شديدة تسلبها إمكانية المبادرة والمبادأة.
إنشغال “إيران” والدول العربية بمشاكلهم..
مع هذا؛ لا تستطيع دول المنطقة، بسبب بعض المشكلات؛ الاستفادة من هذه الفرصة، فـ”إيران” فريسة التوتر مع المجتمع العالمي والعديد من المشكلات الاقتصادية والاجتماعية الداخلية، والدول العربية في المنطقة تُصارع؛ بلا استثناء، العديد من المشكلات الداخلية، ونحن في “الأردن”، و”العراق، سوريا، ولبنان”، نُعاني مشكلة عدم الاستقرار والمشكلات الاقتصادية التي كانت سببًا في عجزنا عن القيام بدور في الملفات العالمية وتحقيق الاستفادة القصوى.
في غضون ذلك؛ تمتاز “تركيا” بوضع أفضل نسبيًا من الأوضاع في بلداننا، والواقع أن لا نُعانى عدم استقرار عميق؛ ولكن تعاظم الاقتصاد التركي كان سببًا في تفوق “أنقرة” بالمقارنة مع دول المنطقة الأخرى. ومع هذا؛ فإن جميع دول المنطقة لا تمتلك القدرة بسبب أوضاعها الداخلية على الاستفادة من الفرص الراهنة.
الغرب يضربه “تسونامي وطني” متطرف..
ثم أعرب “العناني” عن قلقه البالغ إزاء الوضع الراهن في المجتمعات الغربية؛ وأضاف: هناك تسونامي وطني متشدد في الطريق. والدول الأوروبية كلها متأثرة بالوطنية المتشددة؛ وهذه القضية سوف تؤثر علينا كذلك، وقد تزداد حدة احتكاكنا مع الغرب، والمؤكد أن هذا يُمثل فرصة بالنسبة للجانب الروسي. لاسيما وأن الوضع في “الولايات المتحدة” غير مناسب كذلك.
وبغض النظر عن المشكلات الاقتصادية والاضطرابات؛ تتجه “الولايات المتحدة” إلى صعود التيارات المتشددة أو العرق الأبيض المتفوق مرة أخرى إلى السلطة. والمعروف أن “دونالد ترامب”؛ يتهيأ للعودة إلى السلطة، لكن من المستبعد أن يُسمح له بالرئاسة مجددًا.
فلن يسمح الجهاز القضائي والنخبة الجمهورية بوصوله إلى السلطة مرة أخرى. لكن علينا أن ننتظر ونرى من يتفوق على الآخر، فلا يمكن القول بسهولة من هو الرئيس الأميركي القادم.
“ترامب” أفضل من “بومبيو”..
وحول سؤال: قرأت في العديد من الأخبار أن: “مايك بومبيو”، سوف يترشح في الانتخابات الأميركية المقبلة، وأن فرصه أكبر، فهل يصل برأيكم إلى السلطة ؟..
فأجاب بوجه منزعج: لا قدر الله، فهو من الشخصيات “المسيحية- الصهيونية” البارزة. ولو كان من المقرر أن يفوز بالرئاسة الأميركية؛ فأنا أدعو الله أن يأتي؛ “ترامب”، أفضل لأنه أفضل منه بكثير.
“بومبيو”؛ شخص متطرف ومُثير للإشمئزاز يعمل فقط لصالح “إسرائيل”، وإذا يأتي فسوف يسحب عموم المنطقة إلى الفناء.
الانقلاب الأردني مسألة نسوية !
وسؤال؛ عن الوضع الداخلي في “الأردن”، فأجاب: الأوضاع حاليًا جيدة؛ ولا يوجد ما يُهدد الدولة في الوقت الراهن.
وهو ما دفعني للسؤال عن انقلاب الأمير “حمزة بين الحسين” الفاشل، فقال: الانقلاب كانت مسألة نسوية. لأن “حمزة” و”عبدالله”؛ أخوة لأب.
وأنا لي علاقات قوية مع مالك صحيفة (واشنطن بوست)، وقد إزدادت العلاقات متانة مع المالك الجديد؛ “جيف بيزوس”، وقد أراد استغلال هذه العلاقة ضد الملك “عبدالله”؛ الذي أردك نواياه وسارع على الفور لإحباطها.
تورط “السعودية” و”الإمارات”..
وعن سؤال: وسائل الإعلام أكدت تورط “الإمارات والسعودية” في الانقلاب، هل هذا صحيح ؟..
فأجاب: صحيح إثنان من المتورطين يُقيمان في “السعودية”؛ وكان ينقلان الأموال إلى “الأردن” للمساعدة في الانقلاب.
وفي الختام عبر عن أمله في حل كل المشكلات الإيرانية والحد من الضغوط الاقتصادية على “إيران”، وأكد: “إضعاف إيران لا يخدم أي طرق ولا يوجد عاقل يتنمى سقوط هذا البلد؛ في دوامة الفوضى والاضطرابات، لأن التداعيات سوف تطال المنطقة بالكامل”.
ثم أمتدح بإبتسامة؛ برودة الإيرانيين وقال: “صبرهم جدير بالثناء. تجدهم في المفاوضات يمسكون المسبحة وعلى استعداد بهدوء كامل للتفاوض مدة ساعات بعكس العرب الذين يُريدون الفصل في كل شيء سريعًا”.