25 ديسمبر، 2024 4:30 م

فيروس “كورونا” يكشف .. النزعة الإرهابية العنصرية لدى الكثير من الإسرائيليين !

فيروس “كورونا” يكشف .. النزعة الإرهابية العنصرية لدى الكثير من الإسرائيليين !

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

حادث عفوي يكاد يبدو غريبًا ومُقززًا لدى القاريء العادي، لكنه يكشف عن الطبيعة العدوانية وغير الإنسانية لدى قطاع عريض من الإسرائيليين.

حيث أفادت صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبرية في تقرير لها، نشرته أمس الأحد، أن أحد المهاجرين الجُدد من أصول هندية، والذي قدم للعيش في “إسرائيل”، قبل بضعة سنوات، قد تعرض للإعتداء والضرب المُبرح من قِبل مجهولين في أحد الشوارع بمدينة “طبريا”، بعدما ظن المعتدون أنه مواطن صيني. والشخص الضحية هو الشاب، “عم شالِم سينغسون”، من جالية “بني منسى”، الذي هاجر إلى “إسرائيل” قادمًا من “الهند” بصحبة أسرته قبل ثلاث سنوات.

العنف بذريعة “كورونا” !

فيما أوضح التقرير أن “سينغسون”، البالغ من العمر (28 عامًا)، وهو أحد المهاجرين الجدد من جالية “بني منسى”، قد تعرض، أول أمس السبت، في وسط مدينة “طبريا” للضرب من قِبل مجهولين إعتقدوا أنه مواطن صيني. وأخذ المعتدون يركلونه بقسوة ويصيحون: “كورونا، كورونا”.

بعد ذلك لاذ المعتدون بالفرار؛ ونُقل “سينغسون” لتلقي العلاج في مستشفي “بوريا” في المدينة، بعدما أُصيب بكدمات في منطقة الصدر.

إعتداء بلا مبرر !

يقول “سينغسون”، الذي هاجر إلى “إسرائيل”، عام 2017، قادمًا من ولاية “منيفور” الواقعة في شمال شرق “الهند”: “لقد أوضحت للمعتدين أنني لست مواطنًا صينيًا، بل أنا إنسان يهودي من جالية (بني منسى)، وفي جميع الأحوال ليس هناك أي مبرر للإعتداء على شاب صيني أو أي إنسان آخر. لكن المعتدين – وهما شخصين مجهولين – كانا في حالة جنونية وإنهالا عليَّ بالضرب المُبرح”.

وكان “سينغسون”، الذي تعرض لذلك الإعتداء الآثم، قد أتى إلى “إسرائيل” بصحبة والدته وجدته وأخيه. أما والده فقد وافته المنية في “الهند”. ويقيم “سينغسون” حاليًا بصحبة أسرته في “طبريا”.

“كورونا” لا يُفرق بين البشر..

هذا؛ وقد نقلت الصحيفة العبرية، عن “ميخائيل فرويند” – رئيس ومؤسس رابطة (شافي يسرائيل) – المعنية بتشجيع أبناء طائفة “بني منسى” المنحدرين من أصل يهودي، على الهجرة والإقامة في “إسرائيل” – قوله إن أبناء تلك الطائفة هم بالنسبة لنا كإخواننا وأخواتنا، وإن فيروس “كورونا” لا يُفرق بين البشر على أساس لون بشرتهم أو قسمات وجوههم أو أشكال عيونهم. و”إنني أطالب الشرطة الإسرائيلية أن تبدأ تحقيقًا فوريًا في الواقعة، وأن تُحيل مرتكبي هذا العمل الإجرامي للمحاكمة”.

“بني منسى” من هم ؟

في أواخر القرن العشرين، نُسبت بعض القبائل الهندية، التي أستوطنت الشمال الشرقي لـ”الهند”، في مناطق “ميزورام” و”مانيبور”، نفسها إلى الأسباط المفقودة وسموا أنفسهم “بني منسى”، والتي تدل على صلتهم بسبط “منسى”، الذي يُسمى “ميناشي” بالعبرية. ونشروا تعليم المناسك اليهودية واللغة العبرية بين أبنائهم.

وهناك قرابة 6500 شخص من “بني منسى” في “الهند”؛ في انتظار الهجرة إلى “إسرائيل”، حصل 700 شخص من بينهم بالفعل على تصريح بالهجرة، لكنهم ينتظرون موافقة الحكومة الإسرائيلية. علمًا بأن هناك أكثر من 4000 شخص من تلك الطائفة قد هاجروا إلى “إسرائيل” وتم استيعابهم.

كما يوجد في بلاد “الهند” مجموعة تاريخية تُدعى، “بني إسرائيل”، والتي تعتقد بنسبها إلى أحد الأسباط المفقودة التي هاجرت إلى المناطق الهندية منذ قرون عديدة. وكانوا قد استقروا في منطقة “كونكان” الهندية، إلا أنهم هاجروا في القرن التاسع عشر إلى مناطق قريبة من “بومباي” و”بوني” و”أحمد آباد” و”كراتشي”. وبحسب معتقداتهم، فإن أجدادهم هاجروا من “مملكة إسرائيل” إلى الغرب؛ وبعد سفر لقرون عديدة في غرب آسيا توجهوا إلى الشرق واستقروا في بلاد “الهند” وإندمجوا مع مجتمعاتهم الجديدة من دون التخلي عن المعتقدات والطقوس اليهودية. ومع ذلك لم تعترف الجهات اليهودية الرسمية بيهودية تلك المجموعة أو نسب أفرادها لأي من الأسباط المفقودة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة