خاص : ترجمة – آية حسين علي :
شبح الخوف من فيروس”كورونا”، الذي ظهر في “الصين”؛ وأعلنت عدد من الدول عن وجود إصابات طفيفة بها، لا يتوقف، إلى الحد الذي يجعله يُعرقل منتديات ومؤتمرات عالمية كبرى خوفًا من الخطر.
يُعقد “مؤتمر الجوالات العالمية”، في شهر شباط/فبراير من كل عام؛ بحضور عمالقة تصنيع الهواتف، وتستضيفه مدينة “برشلونة” الإسبانية، عاصمة إقليم “كتالونيا”، ويستمر لبضعة أيام، وتُعرض خلاله الشركات جديد الإصدارات التي سوف تقدمها على مدار عام، كما تستعرض ما حققته خلال الفترات الأخيرة، ومن المُقرر أن تنطلق فاعليات نسخة هذا العام، (MWC 2020)، في 24 من شباط/فبراير الجاري، وتستمر حتى يوم 27 من نفس الشهر.
لكن عدد من الشركات الكبرى أعلنت أنها لن تستطيع المشاركة خوفًا من الإصابة بفيروس “كورونا”، من بينها “إل. جي” الكورية الجنوبية، و”إريكسون” السويدية و”نيفيديا” الأميركية، وكان آخرها، حتى وقت كتابة هذا التقرير، شركة “آمازون” الأميركية.
وأعلنت بعض الشركات، التي إعتذرت عن الحضور؛ أنها سوف تلتقي بالشركات الأخرى بعيدًا عن المؤتمر.
وتفشى الفيروس بسرعة كبيرة خلال أيام، حتى تخطى عدد ضحاياه عدد المرضى الذي توفوا بسبب الإصابة بالمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة، “سارس”، الذي أنهى حياة نحو 800 شخص.
قلق من تأثير “آمازون” على شركات أخرى..
تُعتبر “آمازون” هي رابع شركة تعتذر عن المشاركة في الحدث الأكبر في عالم الهواتف المحمولة، ويكتسب قراراها أهمية خاصة نظرًا لحجم التصنيع الهائل؛ إذ حققت المجموعة، التي أسسها “جيف بيزوس”، خلال العام الماضي، أكثر من 280 مليار يورو.
وتكمن أهمية إعلان “آمازون” عدم إعتزامها المشاركة في المؤتمر، في إمكانية أن تُمثل تأثيرًا على قرارات شركات أخرى كانت قد أكدت نيتها في الحضور.
توقعات بتقلص أعداد الحاضرين..
توقعت “الجمعية الدولية لشبكات الهاتف المحمول”، (GSMA)، المنظمة للمؤتمر، منذ نحو أسبوعين أن يصل عدد الممثلين المشاركين في هذه النسخة من المؤتمر إلى 106 ألف شخص، لكن هذا الرقم قابل للتراجع بدرجة كبيرة، خلال الأيام المقبلة، وأشارت عدد من الفنادق في “برشلونة” إلى أن إلغاء الحجوزات شهد زيادة تدريجية على مدار الأسبوع الماضي.
وشهدت نسخة العام الماضي حضور 115 ألف مشارك، أغلبهم من “إسبانيا وبريطانيا وكوريا الجنوبية”، بينما جاءت “الصين”، المصدر الأول للمرض، في المرتبة الرابعة من حيث عدد المشاركين.
ورغم التأثير الكبير الذي يتركه فيروس “كورونا” على الاقتصاد والبورصات الآسيوية وشركات الطيران، إلا أن (GSMA) تُصر على عقد المؤتمر في موعده، وأعلنت، الأحد، أنها تتوقع أن يقترب عدد الشركات المشاركة من 2800 شركة.
إجراءات إضافية لطمأنة الشركات..
أعلنت المنظمة إجراءت إضافية لتجنب تراجع أعداد الشركات المشاركة، من بينها عدم السماح للقادمين من مقاطعة “خوبي”، التي ظهرت بها أول حالة إصابة بالفيروس، ومن كانوا في “الصين” خلال 14 يومًا قبل إنعقاد المنتدى، بالدخول إلى قاعات المؤتمر، كما دعت العارضين والزوار إلى الإلتزام بإرشادات “منظمة الصحة العالمية” للوقاية من المرض.
وتُمثل الشركات الصينية ما بين 5% و6% فقط من المشاركين في المؤتمر، بحسب بيانات المنظمة، ومع ذلك، أعلنت (GSMA) أنها سوف تضع نظامًا لمراقبة درجات حرارة الحاضرين، للتأكد من أنهم لم يكن لهم أي تواصل مع مصابين بالفيروس، وعلى الجانب الآخر، أكدت الشركات الصينية أنها لن تُرسل وفودًا من “الصين”؛ بل سوف تكتفي بالممثلين الأوروبيين، كما تلتزم الوفود التي أرسلتها الشركات بالفعل للاستعداد للمؤتمر، خاصة الآسيوية، باستخدام الأقنعة على الأنوف.
وتُضاف هذه الإجراءت إلى تدابير أخرى كانت المنظمة قد أعلنتها للحفاظ على الصحة العامة في مكان إنعقاد المؤتمر، إلى جانب تقديم رعاية صحية لممثلي الشركات، وأوضحت المنظمة أنها اعتبارًا من يوم 12 شباط/فبراير، سوف تتابع التطور فيما يخص انتشار الفيروس.