17 نوفمبر، 2024 11:43 ص
Search
Close this search box.

“غوغل” .. مولت دراسات لحماية مصالحها ويمكنها التلاعب في الانتخابات دون التعرض للمحاسبة !

“غوغل” .. مولت دراسات لحماية مصالحها ويمكنها التلاعب في الانتخابات دون التعرض للمحاسبة !

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

تعد شركة “غوغل” أحد اللاعبين الرئيسيين في تاريخ القرن الحادي والعشرين؛ إذ تحولت خلال عقدين فقط من مجرد تجربة لمجموعة من طلاب الجامعة حتى باتت الشركة الأكثر تأثيرًا في العصر الحديث، بحسب الموقع الرسمي لوكالة (سبوتنيك نيوز) الروسية.

احتفلت الشركة، في 27 أيلول/سبتمبر 2018، بمرور 20 عامًا على تأسيسها، في وقت بات محرك البحث “غوغل” مسيطرًا بشكل شبه كلي على “الإنترنت”؛ من خلال إصداراته، (كروم وغيميل وخرائط ويوتيوب وأندرويد وغيرهم).

ثروتها مليار دولار..

وبفضل هذا المعدل الكبير؛ حققت شركة “الفابت” الأميركية، المالكة لـ”غوغل”، ثروة تقدر بحوالي مليار دولار، وهو مبلغ لم تصل إليه أي شركة أخرى بخلاف “أمازون” و”آبل”.

ويعد هذا المبلغ ضخم للغاية، لدرجة أنه لو حققته دولة ما سوف تصبح واحدة من أغنى 15 دولة في العالم.

وبالتزامن مع هذه المناسبة؛ ركزت وسائل الإعلام على مناقشة هذه النجاحات، فيما أغفلت الفضائح والانتقادات التي طالت الشركة منذ نشأتها، لكن لا يعد هذا الصمت أمرًا مثيرًا للدهشة على الإطلاق، إذ لم تكن “غوغل” يومًا موضوعًا للمناقشة في الإعلام.

وعلى كافة الأصعدة؛ تمتلك “غوغل” القدرة على التأثير في سلوكيات وآراء المستخدمين، وإخفاء معلومات أساسية وجعلهم يعتقدون في وجهات نظر بديلة، إلى جانب أمور كثيرة ليست صعبة على شركة تمتلك أكبر عدد من المستخدمين من حول العالم.

هل من الأفضل أن تتعامل بخبث ؟

استخدمت “غوغل” جملة “ألا تكون خبيثًا” شعارًا رسميًا للغاية لها منذ نشأتها، لكنها تخلت عن هذه الجملة في نيسان/أبريل من العام الجاري؛ إذ قامت بحذفها من نص مدونة قواعد سلوك الشركة، ومع ذلك، حتى قبل حذفها لم يمنع هذا المبدأ الشركة في استخدام تكتيكات استغلتها شركات بيع التبغ والطاقة من أجل تعزيز عوائدها، والدفاع عن نفسها في مواجهة المعارضين لها، إذ قامت بتمويل دراسات علمية لتحقيق أهدافها.

وكي نكون أكثر دقة، في عام 2017 نشرت حملة “من أجل المحاسبة”، تقريرًا حول الدراسات التي مولتها شركة “غوغل” بشكل مباشر أو غير مباشر، وبحسب الوثيقة نشرت 330 دراسة، في الفترة من 2005 وحتى 2017، وأشارت إلى أن هذه الدراسات ذكرت 6 آلاف مرة في أكثر من 4 آلاف و700 عمل.

وقامت الدراسات بتحليل كل الموضوعات التي تهم الشركة؛ مثل حيادية البحث وسياسات الخصوصية دون أن تعلم القاريء بأن “غوغل” هي الممولة للبحث في أعلب الأحيان.

وكانت أهداف هذه الدراسات معروفًا؛ وعلى سبيل المثال، في عام 2011، بدأت الجهات الأميركية لمكافحة الاحتكار البحث حول ممارسات “غوغل”، فقامت الشركة من جهتها بتوظيف الباحثين التابعين لها، وخلال عامين فقط نشروا 50 دراسة على الأقل حول الاحتكار كلها أشارت إلى تبرأة “غوغل” من أي أعمال احتكارية.

وأشارت الوثيقة أيضا إلى أنه في أوقات كثيرة تفتقر الدراسات كثيرًا إلى قواعد البحث العلمي، وبعض الأبحاث لم تتعد كونها آراء شخصية، ليس لها حجة قوية يصدرها أشخاص تدفع لهم الشركة.

وبعيدًا عن القاريء العادي، لـ”غوغل” جيش من المروجين والمدافعين يقدمون هذه المقالات والدراسات لصحافيين وسياسيين وحتى للوكالات التي تدرس سلوكيات “غوغل”.

فقاعة التجسس..

تقوم الشركة بحفظ عمليات البحث التي يقوم بها كل مستخدم، وفي كل مرة يقوم بالبحث تظهر له النتائج المناسبة لما يعجبه، ويعتبر هذا الأمر فقاعة لكل شخص، وللشركة القدرة على التجسس على المستوى العالمي من خلال هذه الفقاعات، وبهذا الشكل بات لها تأثير أكبر على الآراء والمعتقدات.

وقال الباحث في المعهد الأميركي للأبحاث السلوكية والتقنية، “روبرت إبستان”، إن إدارة نتائج البحث يمكنها تغيير بوصلة الانتخابات بنسبة 20% أو أكثر، وفي بعض المجموعات الديموغرافية قد يصل التغيير إلى 80%.

ويرى “إبستان” أن إخفاء بعض نتائج البحث؛ قد يكون الهدف من وراءه عدم إدراك الناس لحجم التلاعب، خاصة وأن كثيرًا من الانتخابات تغيرت نتائجها بعمل تعديلات بسيطة في عدد الأصوات، وللشركة قدرة كبيرة على تغيير نتائج الانتخابات دون أن تتعرض للعقوبة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة