خاص : ترجمة – بوسي محمد :
عثرت شركة “غوغل” العملاقة على معلومات جديدة، تكشف كيف استغلت روسيا منصات “غوغل”، وموقع “يوتيوب”، وحساب “غيميل” الإلكتروني في مساعدة الرئيس الأميركي الحالي “دونالد ترامب” للفوز بالانتخابات الرئاسية الأميركية.
وبحسب صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، أنه طبقاً للأدلة التي توصلت إليها “غوغل”، قام عملاء روس بشراء إعلانات بقيمة نحو عشرات الآلاف من الدولارات على موقع التواصل الاجتماعي الأشهر “فيس بوك”، وحساب “غيميل” الإلكتروني، ومنصة “اليوتيوب” لنشر معلومات خاطئة ومضللة لترجيح كفة “ترامب” أمام نظيرته مرشحة الحزب الديمقراطي “هيلاري كلينتون” آنذاك.
واعتقدت الصحيفة الأميركية، أن روسيا لجأت إلى “غوغل” باعتباره أكبر نشاط تجاري للإعلان عبر الإنترنت في العالم، بينما يعتبر “اليوتيوب” أكبر موقع فيديو على الإنترنت في العالم، للقيام بخطتها بغية إسقاط “هيلاري كلينتون” لهذا السبب.
وقالت الصحيفة إنه لا يبدو أن مصدر الإعلانات هو نفس الوحدة التابعة للكرملين، التي اشترت إعلانات على “فيس بوك”، مما قد يكون مؤشراً على جهود روسية أكبر من المتوقع لنشر معلومات مضللة على الإنترنت.
وقالت المتحدثة باسم (غوغل)، “أندريا فافيل”، في الشهر الماضي لصحيفة “واشنطن بوست”: “إن الشركة تراقب دائماً المستخدمين الذين يسيئون أو ينتهكون سياستنا، ولم نرى أي دليل على أن هذا النوع من الحملات الإعلانية تم تشغيله على منصاتنا”.
تحقيقات تحت ضغوط الكونغرس..
مع ذلك، أطلقت “غوغل” تحقيقاً في هذه المسألة، كما ضغط الكونغرس الأميركي على شركات التكنولوجيا العملاقة لتحديد كيف استخدام الروس وسائل الإعلام الاجتماعية، وغيرها من الأدوات الرقمية للتأثير على نتائج انتخابات الرئاسة الأميركية لعام 2016.
وفي يوم الإثنين الماضي، أصدرت شركة “غوغل” بياناً جاء فيه: “لدينا مجموعة من السياسات الصارمة للإعلانات، وحظر الاستهداف على أساس العرق والدين، ونحن نلقي نظرة أعمق من التحقيق في محاولات إساءة استخدام أنظمتنا، حيثُ يتم العمل مع الباحثين والشركات الأخرى، للوصول إلى استفسارات بإمكانها أن تحل هذا اللغز المحير”.
وقال شهود عيان، رفضوا الكشف عن هويتهم، أن “غوغل” تبحث في مجموعة من الإعلانات التي تكلف أقل من 100000 دولار، وأنها لا تزال تفصل ما إذا كانت جميع الإعلانات تأتي من المتصيدون أو ما إذا كانت بعض الإعلانات نشأت من حسابات روسية مشروعة.
وأشارت الشركة إلى أن الشبكة الاجتماعية “فيس بوك” شاركت مؤخراً حوالي 3 آلاف إعلان روسي اشترى مع محققين في الكونغرس تم شراؤها من قبل عناصر مرتبطة بوكالة بحوث الإنترنت، وهي مزرعة تابعة للقوات الحكومية الروسية.
ويقول السياسي الأميركي “بيرني ساندرز”، أن “الناس على دراية بتلك الإعلانات، ويبدو أن هناك إعلانات أخرى تهدف إلى تعزيز الانقسام في الولايات المتحدة من خلال تأجيج المشاعر المُعادية للمهاجرين والعداء العنصري”.
وقالت شركة الـ”فيس بوك” أن تلك الإعلانات وصلت إلى 10 مليون فقط؛ من 210 مليون مستخدم في الولايات المتحدة.
وقد قال باحث خارجي، أن روسيا انفقت ملايين الدولارات على الإعلانات على “فيس بوك” بهدف التضليل.
وأشار “غوناثان أولبرايت”، مدير الأبحاث في مركز السحب للصحافة الرقمية في جامعة كولومبيا، إلى إن المشاركات تم مشاركتها مئات الملايين من المرات.
وتابع: “يبدو أن الحملة الروسية استخدمت العديد من المنصات والخدمات الأكثر شهرة في صناعة التكنولوجيا الأميركية للتضليل”.
ومن جانبها قالت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة “مادلين أولبرايت”، أن التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي بات من الأمور الهامة التي تؤخذ في الاعتبار للتسويق الإلكتروني بطريقة آمنة وغير مكلفة، وهذا ما فعله الروس الذين اعتمدوا على المنصات الاجتماعية باعتبارها ذات تأثير قوي لنشر معلومات مغلوطة.
إعلانات العملاء استهدفت حسابات المحاربين الأميركيين القدامى..
في الوقت نفسه، أفاد باحثون من جامعة أكسفورد الأميركية، أن حسابات “تويتر وفيس بوك” المرتبطة بالروس، تستهدف المحتوى عبر الإنترنت في المحاربين القدامى داخل الولايات المتحدة والعاملين في الخدمة الفعلية، ودمج المعلومات المغلوطة جنباً إلى جنب مع المحتويات الأخرى التي يتم قراءتها ومشاركتها على نطاق واسع بين هذه المجتمعات.
وأشار الباحثون إلى أنهم خلال رحلة بحثهم عن الإعلانات التي تم شراؤها من جانب عملاء روس، حتى تلك التي لديها إشارات ضعيفة جداً للاتصال، وجدوا حوالي 50 ألف دولار أميركي (أو ما يعادله بالعملة المحلية)، في نفقات إعلانية ذات صلة سياسية على نحو 200 2 إعلان.
وعلى النحو الآخر، قالت شركة “تويتر” أنها أغلقت 201 حساباً ذات صلة سياسية، وقالت الشركة المرتبطة بالكرملين، أنها أنفقت 274،100 دولار على برنامجها في عام 2016.
ولفتت الصحيفة الأميركية، إلى أن “تويتر” لم تذكر عدد المرات التي قام فيها عملاء روس بالتضليل. وتقوم شركة “غوغل” بالتحقيق في هذه المسألة، ومحاولة رسم خريطة للعلاقات بين الحسابات الروسية والشخصيات الإعلامية المعروفة، وكذلك المؤثرين المرتبطين بحملات “دونالد ترامب” والمرشحين الآخرين.
ومن المقرر أن يشهد المديرون التنفيذيون لـ”فيس بوك وتويتر” أمام محققي الكونغرس الأميركي يوم 1 تشرين ثان/نوفمبر المقبل.
وخلصت وكالات المخابرات الأميركية في كانون ثان/يناير الماضي إلى أن الرئيس الروسى “فلاديمير بوتين” قد تدخل في الانتخابات الأميركية لمساعدة “دونالد ترامب” في الفوز.
يُشار إلى أن “غوغل” اكتشفت الوجود الروسي على منصاتها من خلال شفط البيانات من شركة تكنولوجيا أخرى “تويتر”.
وقامت “غوغل” بتنزيل البيانات من “تويتر”، وتمكنت من ربط حسابات “تويتر” الروسية بالحسابات الأخرى، التي استخدمت خدمات “غوغل” لشراء الإعلانات.. وقد تم ذلك دون تعاون صريح من “تويتر”.
وما زالت تحقيقات “غوغل” في مراحلها الأولية، وبناءً عليه فإنها لم تكشف عن مزيد من التفاصيل بخصوص عدد الحسابات والإعلانات، أو المبلغ الذي خصص للحملة، أو عدد مرات النقر على هذه الإعلانات.
وفي 6 أيلول/سبتمبر الماضي، قد صرح “دميتري بيسكوف”، المتحدث الصحافي باسم الرئيس الروسي، “فلاديمير بوتين”، بأن الكرملين ليس على علاقة بمزاعم قيام برامج حاسوبية من روسيا بشراء مساحات الإعلان في “فيس بوك”، من أجل التأثير على الانتخابات الأميركية.