صحيفة إيرانية تروي .. قصة انتخاب “علاوي” الغامضة !

صحيفة إيرانية تروي .. قصة انتخاب “علاوي” الغامضة !

خاص : ترجمة – محمد بناية :

لازال “العراق” يشتعل في آتون الاحتجاجات، التي إكتسبت شكلاً جديدًا مع استمرار المظاهرات اعتراضًا على الوضع الراهن، وبات واضحًا أن من يهاجم المتظاهرين ويستهدفهم بالرصاص ويُشعل النيران في خيامهم هم أنصار “مقتدى الصدر”، الذين يريدون إنهاء احتجاجات الغاضبين على الوضع القائم؛ واتفاق (الصدر) على اختيار، “محمد علاوي” كرئيس جديد للوزراء.

فالشعب العراقي يُدرك أن هذه المحصلة هي نتاج مقامرة، “مقتدى الصدر”، مع عدد من التيارات الخاصة، (المجهولة حتى اللحظة)، و”هادي العامري”، رئيس (تحالف البناء)، ورئيس (منظمة بدر). بحسب “علي موسوي خلخالي”، في مقاله المنشور بصحيفة (إعتماد) الإيرانية الإصلاحية.

وزارة غامضة وثقة “الصدر” تثير العجب !

والحقيقة أنه تم اختيار، “محمد توفيق علاوي”، بسبب صلة قرابته برئيس الوزراء الثري الأسبق، “إياد علاوي”، لكنه شديد التعصب والغموض.

خاصة وأن هذه المرة تختلف عن سابقاتها؛ فلم يُنشر نص رسالة الكتل السياسية إلى رئيس الجمهورية بشأن تقديم مرشح لمنصب رئيس الوزراء، ولم تُنشر كذلك رسالة رئيس الجمهورية التي توضح الأساس القانوني للإعتراف بتحالف الأغلبية واختيار، “علاوي”.

من جهة أخرى، تقتضي رغبة العراقيين والمرجعية أن تنعدم صلة الاسم المقترح بالحكومات السابقة، بينما شغل “علاوي” منصب وزير مدة دورتين بحكومة، “نوري المالكي”، وإن استقال من منصبه احتجاجًا على الفساد.

في الوقت نفسه مازال العراقيون يتظاهرون في الميادين احتجاجًا على اختياره. وبالتالي من المُثير للتعجب إصرار “الصدر” على اختياره رئيسًا للوزراء، بينما تكاد تنعدم ثقته في قدرة “علاوي” على تحقيق النجاح. وبمجرد اختيار الأخير؛ رحب مندوب “الولايات المتحدة”، وكذلك سفارات الدول الأخرى، بهذا الاختيار واعتبروه الأنسب لتجاوز المرحلة الراهنة.

إحتفاء أميركي وأوروبي..

على سبيل المثال هنأ المبعوث الأميركي الخاص للتحالف الدولي لمكافحة تنظيم (داعش) الإرهابي، “بريت ماكغورك”، على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي، (تويتر)، باختيار “علاوي”؛ وإن سارع إلى حذف هذه التغريدة بعد ساعات. وفي اليوم التالي أصدرت “السفارة الأميركية” بيانًا تلاها “الاتحاد الأوروبي” و”الأمم المتحدة”، في حين ما تزال الشوارع العراقية ملتهبة بسبب اختيار “علاوي”.

ويقال إن الأخير التقى، قبل نحو أسبوع، “عبدالوهاب الساعدي”، وعرض عليه حقيبة الداخلية. و”الساعدي”، هو رئيس جهاز مكافحة الإرهاب؛ ويحظى بدعم أميركي كامل، وقيل إنه كان مرشح “الولايات المتحدة” لخلافة، “عادل عبدالمهدي”. فهل هذا دليل على أنه يحظى بدعم “الولايات المتحدة” ؟

سبق وتم استبعاده والسبب “سائرون” !

وتلك هي المرة الثانية لاختيار، “محمد توفيق علاوي”، لمنصب رئيس وزراء “العراق”؛ في مدة عشرة أيام. وقيل إنه فشل في المرة الأولى من التوافق مع (تيار الصدر)، ولذلك أحجم رئيس الجمهورية عن اختياره.

وتفاصيل قصة هذا اللقاء هي: اتصل به الرئيس العراقي، “برهم صالح”، بينما كان يقضي فترة نقاهة طبية في “بيروت”، وطلب إليه العودة إلى “بغداد” لتقديمه رسميًا كمرشح لخلافة، “عبدالمهدي”.

وبالفعل وصل “بغداد”، في تمام الثامنة والنصف، وتوجه إلى “قصر السلام” للقاء رئيس الجمهورية. لكن قبل ذلك إلتقاه إثنان من قيادات (تحالف سائرون)، بزعامة “مقتدى الصدر”، وعرضوا عليه قائمة مطالبهم الحزبية. لكن رفض هذه المطالب، وقال: “من المقرر أن أقوم بتشكيل حكومة بلا محاصصة”. لذلك فشل اجتماعه برئيس الجمهورية، الذي أحجم عن إعلان ترشيحه للمنصب.

لكن ماذا حدث ليُعاد ترشيحه من جديد في فترة زمنية قصيرة، ويطرح رئيس الجمهورية اسمه على “البرلمان العراقي” ؟.. هل وافق “علاوي”، بالنهاية، على مطالب (تحالف سائرون) ؟..

مؤكد أن دعم “مقتدى الصدر” له، وإصراره على إنهاء التظاهرات لصالحه يزيد من قوة هذه الشائبة. وبالنظر إلى إعلان تحالف (دولة القانون)؛ بزعامة رئيس الوزراء الأسبق، “نوري المالكي”، بالتحالف مع “هادي العامري”، رئيس تحالف (البناء)، وكذلك حزب (الدعوة) وتحالف (النصر)؛ بزعامة، “حيدر العبادي”، عدم دعم “علاوي” رسميًا، فإن سائر التيارات السياسية الشيعية الأخرى ما تزال تلتزم الصمت إزاء هذا الاختيار.

كذلك لم تُبد التيارات الكُردية تفاؤل باختياره حتى الآن؛ بل إن مندوبي هذه التيارات داخل “البرلمان العراقي” إتخذت مواقف معادية لاختيار “علاوي”. والأمر كذلك بالنسبة لأهل السُنة. وعليه فأي التيارات والتحالفات تدعم “علاوي” ؟.. أضف إلى ذلك أن المرجعية تسعى لأن تنأى بنفسها عن اختيار رئيس الوزراء الجديد.

مع هذا يتعين على “علاوي” تشكيل حكومته والحصول على ثقة البرلمان في غضون شهر، وقد مر أسبوع حتى الآن مع إنعدام أفق حدوث أي شيء يؤكد قدرته على كسب ثقة البرلمان. وإذا فشل فربما كان ضحية معادلة سياسية معقدة تتطلع إلى هدف خاص.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة