صحيفة إيرانية تحذر .. أميركا تستعد لخلق كيان داعشي جديد في سوريا والعراق !

صحيفة إيرانية تحذر .. أميركا تستعد لخلق كيان داعشي جديد في سوريا والعراق !

خاص : ترجمة – محمد بناية :

قبل فترة أعلنت “الأمم المتحدة” عن وجود 20 إلى 30 ألف إرهابي في “سوريا” و”العراق”، رغم هزيمة تنظيم (داعش) ووقف مسلسل إنضمام الأجانب إلى صفوف التنظيم. وأثبتت أحدث تقارير المنظمة وجود 3 إلى 4 آلاف عنصر داعشي في “ليبيا”؛ بينما انتقل عدد من عناصر التنظيم إلى “أفغانستان”.

وأكد المراقبون للعقوبات بـ”الأمم المتحدة” على أن عدد عناصر (داعش) في “سوريا” و”العراق” يترواح بين 20 إلى 30 ألف عنصر موزعين بين البلدين بالتساوي تقريبًا، بينهم آلاف الأجانب.

وفي تقرير تحليلي ناقشت صحيفة (الجمهورية الإسلامية) الإيرانية؛ المصير الذي ينتظر بقايا هذا التنظيم الإرهابي في “سوريا” و”العراق” بعد الهزيمة..

إيديولوجية وجرائم “داعش” في العراق وسوريا..

اضطلع تنظيم (داعش) الإرهابي، للتقدم في المناطق السورية والعراقية، بتفيذ عمليات انتحارية واسعة، وإبادة للأقليات، والإعدام بتهمة مخالفة قوانين وقرارات الدولة الإسلامية، وسبي النساء، وتمثيل مشاهد مرعبة للاغتيالات الفردية والجماعية، بخلاف خيانة القبائل التي تقطن الحدود السورية والعراقية، حتى يتمكن بهذه الوسائل من السيطرة على مناطق واسعة من البلدين.

وما كان لهذا التقدم السريع أن يكون ميسورًا إلا بالدعم المالي من دول؛ مثل “السعودية” و”قطر”، وفتح الحدود شمال “العراق” و”سوريا” من جانب “تركيا”، وإنضمام “قبائل الأنبار”، السُنية، إلى التنظيم الإرهابي، (وكانت أميركا قد أمدت قبلاً هذه القبائل بالسلاح بغرض مواجهة “القاعدة” في العراق).. ومن الجرائم المخجلة للتنظيم، والتي ناقشت وسائل الإعلام المختلفة أبعادها ووحشيتها لأشهر، يمكن الإشارة إلى تدمير الآثار التاريخية في مدينة “الموصل” العراقية، وإبادت “القومية الإيزيدية” في “العراق” وسبي النساء والفتيات وبيعهم.. ونفذ التنظيم في “سوريا”، كما “العراق”، جرائم مختلفة؛ فاستعرض بخلاف تدمير الأبنية الأثرية والإستيلاء على آثار مدينة “تدمر” التاريخية، أعلى درجات العنف والوحشية ضد آلاف الأبرياء من “الأكراد”، شمال سوريا، في المناطق الواقعة تحت سيطرة التنظيم من “دير الزور” وحتى “البوكمال وحمص وإدلب”، لكن بالنهاية وبعد القضاء على 90% من مواقف (داعش)، تعطلت آلة التنظيم الحربية وهرب معظم أعضاء التنظيم بإتجاه الحدود التركية وعبروا كمهاجرين وصولاً إلى أوروبا وإنقاذ أنفسهم من الموت في سوريا والعراق.

و(داعش) بالحقيقة هو استمرار لأحد التنظيمات السلفية المتمردة في “العراق”، التي كان يرأسها “أبومصعب الزرقاوي”. لم تكن مجموعة “الزرقاوي”، الذي قُتل بالعراق عام 2006، إلا جزءً من (القاعدة). ولطالما كان “الزرقاوي” يستند في بياناته إلى فتاوى “ابن تيمية”.

كذلك يعتبر “البغدادي” نفسه من أتباع “ابن تيمية”، الذي هو بمثابة الأب الروحي لكل التنظيمات الجهادية. وأفكاره واضحة وصريحة. وقد كان يعارض مرجعية العقل تمامًا ما لم تكن على سبيل تأييد النقل والأحاديث. وحرم أي تعامل مع الكفار والمشركين. وكذلك رفض الفكر الشيعي واعتبار الشيعة كفارًا.

لقد تأسس الفكر الإرهابي والانتحاري لتنظيم (داعش) على القراءة المغلوطة للإسلام، ولم تقضي عليه مطلقًا الأساليب العسكرية الكلاسيكية والجيوش الإقليمية، ما لم تستشهد بأفكار إيديولوجية أعلى تستند إلى التعاليم الدينية الصحيحة وحشد المتطوعين، والتي تبلورت بتدخل وقرار المرجعية العراقية وشخص، آية الله “السيستاني”، في شكل “الحشد الشعبي” العراقي، حيث استطاع المواجهة بالإقبال الشعبي والحيلولة دون التقدم الخطير لتلكم الغدة السرطانية.

الآن لم يعد من أثر “للدولة الإسلامية”، لكن “منظمة الأمم” تقول: “لا يزال 20 إلى 30 ألف إرهابي في العراق وسوريا”، وهذا الموضوع يمثل تهديدًا لكلا البلدين، وعلى جيشا البلدين التخلص، (ضمن عمليات تطير المناطق الواقعة تحت سيطرة التنظيمات الإرهابي)، من بقايا (داعش) وسائر التنظيمات الإرهابية والاستمرار في مكافحة الإرهاب حتى القضاء على آخر إرهابي في البلدين.

مصير الإرهابيون في العراق وسوريا..

يعتقد خبراء الشأن الإقليمي، لا سيما خبراء التيارات الإرهابية، أن الأميركيون لن يسمحوا مطلقًا بإجلاء الإرهابيين عن “العراق” و”سوريا”، لأنها تنظر إلى تلك التنظيمات بعين الرضا، والتي يجب بقاءها في هاتين البلدين، ولذا سوف يستمر الأميركيون في خريطتهم التدميرية والتخريبية بالمنطقة طالما يوجد إرهاب في “سوريا” و”العراق”.

يوما ما كان، (بحسب تصريحات مسؤولين عراقيين وسوريين)، عدد عناصر (داعش) يناهز المئة ألف، لكن هذا العدد تراجع حاليًا بنسبة العُشر، والحقيقة يمكن القول: “عن وجود 30 ألف إرهابي داعشي في سوريا والعراق هو آخر وقود موجود في مخزن الآلة الحربية الأميركية بالبلدين، حيث استطاعت دمشق وبغداد، بالمقاومة الفدائية ضد الإرهاب الأميركي، إقتلاع الآلة المخيفة لتلكم الظاهرة الإرهابية والانتصار على المؤامرة المستترة خلف (داعش)، الذي يسحب أنفاسه الأخيرة في سوريا والعراق”.

وقد أعلن الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، بشكل صريح، أنه لن يرسل حتى جندي أميركي واحد للدفاع عن الدول العربية بالمنطقة. لذا يبدو، إنطلاقًا من المعرفة بالمسؤولين الأميركيين وسياساتهم بالمنطقة، أن أميركا بصدد إعداد تنظيم إرهابي جديد يحتل مكان (داعش)؛ وربما يخرج هذا التيار من قلب (جبهة النصرة) واستمرار الإرهاب الأميركي بالمنطقة بغية إطلاق المرحلة العملية من مخطط تقسيم دول المنطقة، لكن هكذا هدف لن يتحقق مطلقًا.

بالأمس لعبت أميركا بتيار يُدعى (طالبان) في “أفغانستان”، وبعد إنتهاء تاريخ صلاحية هذا التيار، رفعت (القاعدة) الراية وأعلنت أميركا، منذ سنوات الحرب على العراق واحتلاله بدعوى مكافحة (القاعدة)، ومن ثم قتل الكثير من مسلمي هذا البلد. لقد أسدلت أميركا الستار على (القاعدة) بقتل “أبومصعب الزرقاوي” و”أسامة بن لادن”، ورفع (داعش) الراية في “سوريا” و”العراق” وقضى على الإسلام والمسلمين.

والسؤال: بعد انتشار أنباء مقتل “أبوبكر البغدادي” والقضاء على (داعش) بالمنطقة.. أي فرقة جديدة ترفع أميركا تعمل على تنفيذ خريطة تقسيم عدد من الدول ؟

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة