“شهر رمضان” في حضرة الوالي والسلطان (1) .. حكاية فتح مصر وبناء أول جامع بالمحروسة !

“شهر رمضان” في حضرة الوالي والسلطان (1) .. حكاية فتح مصر وبناء أول جامع بالمحروسة !

خاص : بقلم – عبدالناصر محمد :

في الأيام الأولى من شهر رمضان المعظم بدأ الصحابي الجليل عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) خليفة المسلمين؛ التفكير في فتح مصر، وبالفعل تم اتخاذ قرار نهائي بالبدء في تجهّيز الجيش تمهيدًا للذهاب إلى مصر لفتحها، وما أدراك ما مصر !

هي من قال عنها سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم): “إذا فتح الله عليكم مصر استوصوا بأهلها خيرًا فإنه فيها خير جند الله”، وقال أيضًا (صلى الله عليه وسلم) في موضعٍ آخر: “إن جُند مصر من خير أجناد الأرض لأنهم وأهلهم في رباط إلى يوم القيامة”..

في خريف سنة 631م تولى الأسقف “قيرس” – وهو ما أطلق لقب “المقوقس” – حكم مصر بتكليف من “هرقل”؛ قيصر الروم، حيث كانت مصر تخضع في ذلك الوقت تحت الحكم الروماني، وفي عهده بدأ عصر الاضطهاد الأعظم لأقباط مصر؛ والذي استمر عشر سنوات ذاق فيها قبط مصر الذين يُشّكلون السّواد الأعظم من الشعب المصري كل ألوان العذاب والذل وجميع أشكال العذاب والهوان.

في هذه الحقبة عرض القائد عمرو بن العاص على الخليفة عمر بن الخطاب رأيه في فتح مصر وكانت المقولة الشهيرة على لسان خليفة المسلمين سيدنا عمر بن الخطاب عن مصر وهي: “ليس في البلاد ما هو أقل منها قوة ولا أعظم منها غنى”.

بالفعل قاد عمرو بن العاص جيش المسلمين والذي كان يضم أربعة آلاف من الجنود وانطلقت قوات عمرو تطوي صحراء سيناء المباركة حتى بلغت رفح ثم حصون العريش فدخلتها مكبرة.. مهللة.. مرددين: “الله أكبر دخلنا مصر على بركة الله”.

رد عمرو عليهم قائلاً: “النصر لكم وعون الله معكم، وما النصر إلا من عند الله”.

وفي التاسع من ذي الحجة عام 18 هجرية الموافق 12 كانون أول/ديسمبر سنة 639 ميلادية؛ أي يوم عرفة، عسكرت القوات على مشارف العريش في منطقة جميلة تُظلّلها أشجار النخيل الباسّقة، ودعا عمرو جنوده أن ينالوا قسّطًا من الراحة مبشرًا إياهم بقوله: “المساء.. عيد” فعُرفت هذه المنطقة التي تشرفت باستقبال قوات الفاتحين المسلمين الأوائل منذ ذلك التاريخ باسم: “المساعيد”؛ ولازالت تُعرف بهذا الاسم حتى الآن.

وتمكنت قوات عمرو بن العاص من إخضاع مصر لها ورفع الظلم عن شعب مصر وأعاد للأقباط مكانتهم ولم يُجبّر أحد على الدخول في الإسلام وأعاد ما تهّدم من “حصن بابليون” وكلف فرقة من جنوده بحمايته.

وأقيم بعد الفتح الإسلامي عدة مساجد لله؛ أبرزها وأشهرها وأكبرها من حيث المساحة حتى الآن؛ هو

جامع عمرو بن العاص بالفسّطاط بمصر القديمة، وهو أول جامع أقيم في مصر والرابع في الدولة الإسلامية أنشأه الصحابي الجليل عمرو بن العاص (رضي الله عنه)؛ عام 21هـ الموافق 641م بعد فتحه لمصر، واشترك في تحديد قبلته 80 من الصحابة، أن الزيادة الرابعة بجامع عمرو كانت عام 133هـ الموافق 750م على يد القائد العباسي صالح بن علي بعد سقوط الخلافة الأموية؛ وقد أضاف بابًا للمسجد في جداره الشمالي عُرف: بـ”باب الكحل”؛ لأنه كان يقع في مواجهة زقاق الكحل، أما الزيادة الخامسة التي تُعتبر أكبر الزيادات فكانت في عهد والي مصر عبدالله بن طاهر من قبل الخليفه العباسي المأمون عام 212هـ الموافق 827م؛ حيث أضاف مساحة جديدة إلى المسجد من ناحية الجنوب تُعادل المساحة التى كان عليها وأصبحت مساحة المسجد على ما هو عليه الآن 120م طول، 112م عرض.

وقد عُرف هذا الجامع بعدة أسماء مثل “جامع الفتح” و”المسجد العتيق” و”تاج الجوامع”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة