7 أبريل، 2024 8:02 ص
Search
Close this search box.

الدولة الفاطمية .. وبداية استخدام “فانوس رمضان” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : بقلم – عبدالناصر محمد :

أصبح لشهر رمضان المبارك في “مصر” شكل آخر عما كان عليه قبل وصول “الدولة الفاطمية” إلى حكم البلاد، وعلى الرغم من أن “الدولة الفاطمية” تعتنق المذهب الشيعي إلا أن ذلك لم يكن مانعًا لإتباع بعض العادات والتقاليد التي أضفت جانب كبير من التبجيل والتهليل لقدوم الشهر العظيم.. تمكن الفاطميون من تكريسّ العديد من الطقوس الاحتفالية التي عّبرت عن مشاعر البهجة والسّرور التي تُسّيطر على الجميع لمجرد أن يُعلن عن قدوم الضيف الكريم شهر الخير واليّمن والبركات رمضان المعظم.

ولذلك فسوف تكون لنا أكثر من وقفة للتعرف على بعض تلك الطقوس التي تربط بين الشهر الكريم وبين “الدولة الفاطمية”.

أصل الحكاية..

نجح الفاطميون في استمالة المصريين لهم حتى من قبل أن تطأ قدم زعيم وقائد الدولة الفاطمية؛ وهو “المعز لدين الله” أرض مصر.. حيث استخدم الفاطميون وسائل دعاية واسّعة النطاق لهم ولزعيمهم واستطاع “جوهر الصقلي”؛ قائد الجيش الفاطمي الذي دخل مصر ليلة 17 شعبان سنة 358هـ الموافق عام 969 ميلادية، وتمكن من الترويج بشكلٍ متميز لصفات “المُعز” والتي تتسّم بالتقوى والورع وحب الخير وكراهية الظلم بكل أشكاله.. مع الاستشهاد ببعض الروايات والمواقف التي ظهر فيها “المُعز” بصورة الحاكم العادل الذي يرغب في إشاعة الخير والعدل بين الأهالي في أرجاء البلاد.

انعكست تلك المقدمة العظيمة عن “المُعز” على الأهالي الذين عشقوا ذلك الرجل قبل أن يرونه أو يتعرفون على أسلوبه في حكم البلاد.

اتفاقية..

وحين وطأت قدم قائد الجيش الفاطمي؛ “جوهر الصقلي”، أرض مصر خرج وفدٍ من أعيان البلاد لمقابلته وتم الاتفاق على إعزاز المصريين وحمايتهم من أي خطر، ومعالجة الحالة الاقتصادية وترميم الجوامع وتزييّنها مع صرف مرتبات المؤذنيّن والأئمة من بيت المال، وتوفير الحرية الدينية للمصريين وحق كلٌ منهم في اختيار مذهبه، وتوفير الحريات للأقليات الدينية مثل المسيحيين واليهود بلا أي اضطهاد.

وقد تعهد بتنفيذ تلك البنود “جوهر الصقلي” باعتباره ممثلاً عن الحاكم الجديد للبلاد “المّعز لدين الله”، وحين وصل كل ذلك إلى عامة الشعب ازدادوا عشقًا لـ”المُعز”؛ بل وللفاطميين أنفسهم، رغم علم بعضهم أن هؤلاء الفاطميين يتبعون المذهب، ولكن الكل سشعر أنهم مُقبلون على دولة ديمقراطية جديدة تنشد الرخاء والتقدم وتتعهد بالعدل والاستقرار.

الاستقبال العظيم..

حين تم الإعلان عن قدوم “المُعز لدين الله” إلى مصر خرج المصريون يوم 05 رمضان عام 358 هجرية؛ ليستقبلوا الحاكم الجديد الذى سيّحل إلى مصر ويمكث بها بصفة دائمة باعتباره خليفة المسلمين.

خرجوا جميعًا على أطراف الصحراء الغربية من ناحية الجيزة وكوًن المصريون موكبًا كبيرًا جدًا اشترك فيه النساء والأطفال جنبًا إلى جنب الرجال يحملون المشاعل والفوانيس الملونة والمزينة؛ وذلك لإضاءة الطريق.

ووصل “المُعز لدين الله” وسط فرحة كبيرة من الأهالي وإستقبلته السيدات بالزعاريد والرجال والأطفال بالتهليل وظل الطريق إلى مدينة “الفسطاط” مضاءً بالفوانيس وهو الأمر الذى تحول فيما بعد إلى عادة خاصة عند الأطفال يستقبلون بها ضيفًا آخر أكثر كرمًا وأعظم مكانةً من “المُعز لدين الله” وهو شهر رمضان المعظم.

وبذلك أصبح المصريون هم أول من استخدم الفانوس للتعبّير عن الاحتفال بقدوم شهر رمضان المعظم، ثم اقتبسّت الشعوب العربية والإسلامية هذه الفكرة وقامت بمحاكاة المصريين، وأخذ التطوير يطرأ على الفانوس وتحول من الفانوس “أبو شمعة” المصنوع من الصاج والزجاج الملون إلى وضع لمبة صغيرة بدلاً من الشمعة لإنارته، ثم تركيب سماعات بداخله مسّجل بداخلها أغاني رمضان مثل: “وحوي يا وحوي وحاللو يا حاللو”.

وتحول الفانوس من مجرد دمية يلهو بها الأطفال خلال شهر الصوم إلى وسيلة يُعّبر بها الجميع عن فرحتهم باستقبال شهر رمضان المبارك؛ واستخدامه في التعليق بالشوارع والأماكن العامة والحوانيت والمنازل احتفالاً بالشهر المعظم.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب